حل لغز قبر كريستوفر كولومبوس.. اكتشاف علمي يؤكد مكان دفنه بعد 500 عام
منوعات
حل لغز قبر كريستوفر كولومبوس.. اكتشاف علمي يؤكد مكان دفنه بعد 500 عام
13 تشرين الأول 2024 , 14:43 م

تمكن العلماء من حل لغز عمره 500 عام يتعلق بمكان دفن الرحالة الشهير كريستوفر كولومبوس. بعد تحليل الحمض النووي لبقايا بشرية مدفونة في كاتدرائية إشبيلية بإسبانيا، تأكد الباحثون أن هذه البقايا تعود بالفعل إلى كولومبوس.

التأكيد على هوية رفات كولومبوس

أعلن خبير الطب الشرعي خوسيه أنطونيو لورينتي، الخميس الماضي، أن مجموعة البقايا البشرية التي وُجدت في نعش متقن الصنع في كاتدرائية إشبيلية تعود إلى كولومبوس. باستخدام عينات من ابن كولومبوس فرناندو وأحد إخوته، نجح لورينتي وفريقه من جامعة غرناطة في تحديد هوية البقايا.

تاريخ طويل من التنقل لرفات كولومبوس

توفي كولومبوس في إسبانيا عام 1506، ولكنه أراد أن يُدفن في جزيرة هيسبانيولا، التي تتألف اليوم من هايتي وجمهورية الدومينيكان. في عام 1542، نُقلت رفاته إلى الجزيرة، ثم في عام 1795 تم نقلها إلى كوبا. وفي عام 1898، بعد أن فقدت إسبانيا السيطرة على كوبا خلال الحرب الإسبانية الأمريكية، نُقلت الرفات إلى إشبيلية.

الجدل حول مكان رفات كريستوفر كولومبوس

على مدار القرن الماضي، ناقش العلماء ما إذا كانت كل رفات كولومبوس قد نُقلت إلى إشبيلية أم أن بعضها بقي في جمهورية الدومينيكان. في عام 1877، اكتشفت أعمال تنقيب في كاتدرائية سانتو دومينغو صندوقا رصاصيا يحتوي على شظايا عظمية غير مكتملة، وُصفت بأنها تعود لكولومبوس.

وقال لورينتي إن الرفات الموجودة في سانتو دومينغو قد تكون أيضا جزءا من كولومبوس، حيث أن الرفات في إشبيلية غير مكتملة.

التحليل الجيني: خطوة جديدة نحو حل اللغز

بفضل التقدم التكنولوجي الحديث، تمكن العلماء من إجراء تحليلات دقيقة على بقايا كولومبوس. سيتم عرض نتائج هذه الأبحاث في فيلم وثائقي بعنوان "حمض كولومبوس النووي: الأصل الحقيقي" على القناة الوطنية الإسبانية TVE، ما يفتح الباب أمام مزيد من الدراسات التاريخية حول هوية كولومبوس.

أصل كولومبوس: جدل مستمر

على الرغم من أن الرواية التقليدية تقول إن كولومبوس جاء من مدينة جنوة في إيطاليا، إلا أن بعض المؤرخين يعتقدون أنه قد يكون من أصل يهودي إسباني، يوناني، باسكي، أو برتغالي.

كولومبوس وإرثه المثير للجدل

على مدار قرون، كان يُنسب إلى كولومبوس اكتشاف أمريكا، لكنه في الواقع وصل إلى جزر الباهاما ومنطقة الكاريبي، وليس الولايات المتحدة الحالية. كما تُنسب إليه مسؤولية إدخال أمراض مدمرة للسكان الأصليين، وإجبارهم على العمل كعبيد.

ورغم هذه الانتقادات، يعتبر البعض استكشافاته بداية لاستيطان أوروبا للأمريكيتين، وهو ما يحتفل به الأمريكيون من أصل إيطالي. اليوم، تحاول الولايات المتحدة الموازنة بين هذا الإرث بتخصيص يوم "الشعوب الأصلية" الذي يُحتفل به في نفس يوم "يوم كولومبوس".

مع اكتشاف رفات كولومبوس في كاتدرائية إشبيلية، حل العلماء جزءا كبيرا من لغز دام 500 عام. ومع ذلك، تبقى بعض الأسئلة دون إجابة حول مكان وجود باقي رفات كولومبوس.