إيران والانتظار الواهم
مقالات
إيران والانتظار الواهم
حليم خاتون
16 تشرين الأول 2024 , 06:32 ص
كتب الأستاذ حليم خاتون:
١٦/١٠/٢٤
ماذا لو لم يستمع عبد الناصر إلى خدعة وجوب عدم البدء بالحرب سنة ٦٧؟

ماذا لو كان استمع صدام حسين إلى نصيحة الفريق الشاذلي الذي أوصى بوجود ضرب الحشد الدولي ضد العراق قبل أن يكتمل؟

هي تساؤلات تستحق التأمل...

على الأقل، ما كان الجيش المصري ليخسر كل الطائرات على الأرض...
على الأقل، ما كانت القوات لتتشرذم في كل الاتجاهات في سيناء...

على الأقل، كانت إسرائيل سوف تدفع أثمانا باهظة، وما كانت الحرب لتنتهي في ستة أيام...

بغض النظر عن الفرق الهائل في القوة بين العراق وتحالف الشر الأميركي في تلك الأيام ما قبل الغزو؛ لكن، لو كان صدام بادر إلى الهجوم، لكان دخول بغداد كلف الأميركيين كثيرا...

على الأقل، كان بإمكان صدام الموت بشرف بدل اصطياده من حفرة في الأرض كما الجرذان...

حتى قبل توجيه ضربة اسرائيلية اميركية إلى إيران، يبدو أن هناك فوضى في اتخاذ القرار داخل القيادة الإيرانية...

صحيح أن الرأي السائد يقول أن الرد الإيراني سوف يكون شديدا وفوريا؛ لكن يجب لفت الإنتباه لعنوان صدر أمس؛ عنوان عاد إلى النغمة العربية المقيتة عن الزمان والمكان المناسبين...

إذا كانت إيران واثقة من نفسها ومن قدرتها على الرد، فهي ترتكب خطأ جسيما لأنها تدع إسرائيل تخطط بهدوء؛ كما تسمح للولايات المتحدة الأميركية بتعزيز جدار التصدي لأي رد إيراني لاحق إضافة إلى السماح للأميركيين والأوروبيين بتزويد إسرائيل بكل ما تحتاجه لنجاح هجومها على الجمهورية الإسلامية...

في القانون الدولي يوجد نص واضح يتحدث عن الحق في القيام بضربات استباقية في حال وجود تهديد صريح معلن...

هذا الأمر ينطبق بشكل كامل على إيران...

لا يزال الوقت متاحا...
لم يفت الأوان بعد...

إذا أرادت إيران الوصول فعلا إلى وقف لإطلاق النار، يجب أن تقوم فورا بهجوم استباقي بما يكفي من الصواريخ الفرط صوتية لتدمير أكبر عدد ممكن من القواعد وتشتيت التركيز وزعزعة الثقة والتحضيرات التي تجري على قدم وساق بين الكيان وكل المحور الغربي على اختلاف دوله...

المانع الوحيد لهذه الضربة الاستباقية القاتلة هو تعويل جزء مهم من القيادات الإيرانية على "حسن!!! نية الأميركيين...

إنه نفس الخطأ، وربما الخطيئة التي وقع فيها حزب الله حين تهاون في الرد على تجاوز إسرائيل للخطوط الحمر بعد خديعة هوكشتاين حول عدم نية إسرائيل مهاجمة الضاحية أو بيروت بعد فذلكة مجدل شمس، وهذا ما تسبب باغتيال شكر ومحدودية رد المقاومة، إلى درجة أن السيد طلب وقتها من الناس التي نزحت من الضاحية العودة إلى البيوت...

حتى بعد حصول تفجيرات الPagers، لم يتخذ الحزب قرارا صارما بالابتعاد عن كل أجهزة الاتصال، وهو ما سمح باستمرار المجزرة في اليوم التالي، وما بعده...

كل هذا حصل بسبب مفاوضات عقيمة بين إيران وأمريكا، وآمال في غير محلها في الموقف الأميركي...

يبدو أن كل العالم كان يرى مدى انخراط أميركا والغرب في الحرب الدائرة ضد غزة، وضد المحور بإستثناء قيادة المحور نفسها...

يبدو أن كل العالم يرى مدى الاجرام والوحشية وكسر كل المحرمات والقوانين الإنسانية لدى هذا الغرب، فيما إيران ومحور المقاومة يعولون على عقلانية غربية بددتها وزيرة خارجية ألمانيا حين صرحت أمام البرلمان بوقوف ألمانيا إلى جانب إسرائيل حتى في قصف المدارس والمستشفيات بحجة وجود "إرهابيين!!!"...

لا بل عاد الحزب وأعطى موافقة على اقتراح أميركي فرنسي بوقف النار لمدة ٢١ يوما، وتعرض مرة أخرى لخديعة تقول ان إسرائيل وافقت على ذلك...

اليوم تكرر إيران نفس تلك الأخطاء...

مهما كانت الضربة الإسرائيلية محدودة وفق الآمال الإيرانية العقيمة، فإن هذه الضربة سوف تبلغ من الأهمية انها سوف تزلزل إيران وكافة المحور وفق التخطيط الأميركي...

بكل أسف، هناك في المحور من لا يزال يعيش أوهام أمل ما غير مفهوم في الأميركيين؛ والا لكانت إيران وجهت فعلا تلك الضربة الكفيلة بفعل الكثير...

هناك تفوق جوي اسرائيلي حتى دون الأميركيين؛ فكيف الحال والاميركيون منخرطون في حرب تدمير وإبادة غير مسبوق في التاريخ...

في نفس الوقت الذي لا تملك فيه طهران قدرة دفاع جوي فعال...

لذلك، يجب المبادرة فورا إلى الهجوم الاستباقي...

ألا تقول العقيدة القتالية أن افضل خطة للدفاع هي الهجوم!

إذا كان الإيرانيون يتكلون على عودة توازن القوة إلى المقاومة اللبنانية، فإن هذا لا يكفي لردع الكيان عن "قطع رأس الأفعى كما يقولون، في إشارة واضحة إلى طهران...

صحيح ان كلمة الشيخ نعيم قاسم اليوم كانت أكثر ثقة وأكثر تصميما من المرة السابقة، لكن الحقيقة التي يجب أن تقال هي ان الانغماس الأميركي في هذه الحرب أكبر بكثير من ذلك الذي من المفروض ان تلعبه إيران...

هل تقوم إيران بهذا قبل فوات الأوان، أم تتعرض إيران لما تعرض له عبد الناصر في الخامس من حزيران يونيو ٦٧؟؟؟
                         
المصدر: موقع إضاءات الإخباري