إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
وللأسف البعض يفكرون بمغادرة هذه الديار.
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة، لدى لقاءه مع عدد من أبناء الرعية في مدينة القدس: بأننا أمام هذا الكم الهائل من الآلام والأحزان التي نعيشها لا يجوز لأي واحد منا أن يفقد الأمل والرجاء فبعد كل شدة يأتي الفرج وبعد كل حزن وألم يأتي ما هو أفضل.
وشدد سيادته قائلاً: كونوا ثابتين في إيمانكم وتمسكوا بقيمكم المسيحية ولتكن معنوياتكم عالية وإرادتكم صلبة وكونوا دعاة محبة ورحمة في هذه البقعة المباركة من العالم.
وكما يعلمنا كتابنا الإلهي بأننا يجب أن نعيش الفرح مع الفرحين وأن نعيش الألم مع المتألمين فنحن في هذه الأوقات العصيبة نعيش الألم مع كل إنسان متألم وخاصة في غزة وفي لبنان.
نرفع الدعاء إلى اللَّه من أجل أن تتوقف الحرب.
نؤمن بأن الخير هو الذي سوف ينتصر على الشر ونؤمن بأن ثقافة الحياة هي التي سوف تنتصر على ثقافة الموت.
نحن في حقبة آلام وأحزان كبيرة ولكن لا يجوز لنا أن نستسلم للإحباط واليأس والقنوط وللأسف البعض يفكرون بمغادرة هذه الديار.
ابقوا في دياركم ولا تتخلوا عن انتمائكم لوطنكم فجذورنا عميقة في تربة هذه الأرض.
وبما أننا في موسم قطف ثمار شجرة الزيتون فإننا نؤكد بأن شجرة الزيتون في ديارنا والتي ترمز إلى السلام هي أيضاً تشير إلى جذورنا العميقة في تربة هذه الأرض المقدسة.
فلنصلي بحرارة إلى الله القادر على كل شيء من أجل أن يتدخل ، فهذه الحرب وهذه الآلام والأحزان تحتاج إلى تدخل إلهي مباشر لأننا فقدنا الثقة بسياسيي هذا العالم الذين أجندتهم هي أجندة المصالح السياسية والاقتصادية وليست أجندة احترام كرامة وحرية الإنسان.
وأوضح سيادته: بأنه مهما اشتدت حدة الكارثة التي تحيط بشعبنا سيبقى هذا الشعب يدافع عن حقوقه وثوابته.
والقوى الاستعمارية تخطط لشرق أوسط جديد خال من فلسطين.
ونحن نقول: بأن الشرق الأوسط الجديد قلبه النابض سوف يكون فلسطين ولا توجد هنالك قوة غاشمة قادرة على شطب قضية شعبنا وإنهاء عدالة قضية هذا الشعب.
أقول للفلسطينيين جميعاً ونحن نعيش في هذه الأوضاع العصيبة لا تقنطوا ولا تيأسوا ولا تستسلموا للإحباط.
فكل ظلم في هذا العالم له بداية وله نهاية ولا يمكن لأي ظلم أن يبقى وأن يستديم ،.
ولكن ما نحتاجه كفلسطينيين هو أن نرتب أوضاعنا الداخلية وأن ننظم أمورنا وأن تكون البوصلة في الاتجاه الصحيح بعيداً عن الأجندات والمصالح الشخصية والتي لا علاقة لها بالوطن والقضية.
كونوا متفائلين لأن المستقبل لشعبنا وإن كانت اليوم الصورة قاتمة وما نمر به من أحداث يوحي بأنه محكوم علينا أن ننتقل من كارثة إلى أخرى ومن مأساة إلى أخرى.
كونوا على ثقة بأن هذا الحال لن يستمر وما نحتاجه هو الصبر والحكمة والوطنية الحقة والتمسك بالطاقة الإيجابية وبالتفاؤل والأمل والرجاء وألا نسمح للأعداء بأن يغرقوننا في ثقافة اليأس والإحباط والقنوط.