مقالات
ضربة إيران، متوسطة مع ضباب كثيف
حليم خاتون 27 تشرين الأول 2024 , 15:32 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:
عندما هدد غالانت بأن الرد على إيران سوف يكون إبداعيا لا تتوقعه طهران، اخذتنا المخيلة إلى شيء يشبه تفجير ال pagers، او اغتيال قد يطال حتى المرشد الأعلى على نسق اغتيال سماحة الشهيد السيد نصرالله...
إسرائيل والإعلام الصهيوني بشكل عام في داخل فلسطين المحتلة وفي الغرب، وفي بلدان التطبيع وفي بعض الإعلام اللبناني التابع بطبيعة الحال لمال الخليج الأسود؛ كل هؤلاء يصرون أن الضربة كانت مهمة، وإن لم تبلغ المطلوب بسبب الضغوط الأميركية...
هنا ربما تجدر الإشارة إلى أن أتباع أميركا في لبنان والعالم العربي بقولهم هذا، يورطون أنفسهم، كما يورطون أميركا التي يبدو أنها عندما تريد، تستطيع الضغط على الكيان لوقف آلة القتل الهمجي، لكنها لا تريد في واقع الحال؛
أي انها هي من يقوم فعلا بالحرب على غزة وعلى لبنان؛ هذا واقع تنكره أميركا، وينكره أتباع أميركا، في تناقض واضح مع القول حول الضغط الأميركي...
ما علينا،
من يعرف الكيان ويعرف أميركا جيدا؛ من قرأ تاريخ قيام أميركا على جماجم السكان الأصليين للقارة الأميركية؛ من قرأ وشاهد افلام الرعب بحق الاقلية السوداء في اميركا؛ من تابع فظائع ما ارتكبته أميركا في فيتنام وقبلها في هيروشيما وناكازاكي؛ من عرف كل هذا يعرف جيدا أن أميركا، كما إسرائيل، هي دول قاتلة وليست دول مقاتلة...
الدولة المقاتلة هي التي تقاتل بشرف بغض النظر عن الخصم أمامها؛ أما الدولة القاتلة فهي تلك التي تقتل الأطفال والشيوخ والنساء دون رحمة ودون تمييز حين يكون الخصم مقاوما عنيدا لا يرضى الاستسلام، كما هي حال مقاومة غزة ومقاومة حزب الله في لبنان؛ أما حين يكون الخصم قويا كما هي حال إيران؛ تلجأ أميركا والكيان إلى الخديعة، تماما كما حصل مع الPagers...
لذلك، يجب على إيران أن لا تنام على حرير... الضربة لم تنته...
الضربة الفعلية آتية حتما...
بمجرد أن يجدوا الفرصة المؤاتية...
إذا تعاملت إيران مع هذه الضربة كما تعاملت مع اغتيال سليماني الذي حصل أيام سيطرة التيار "الاصلاحي"؛ او كما تعاملت مع اغتيال الرئيس رئيسي والوزير عبد اللهيان شبه المؤكد؛ او كما تعاملت مع اغتيال هنية الذي انتظرت للرد عليه شهورا عديدة؛
في هذه الحالة، سوف تأتي ضربة إسرائيلية أخرى يجري التنسيق مع اميركا للقيام بها ربما مع إقفال صناديق الاقتراع في أميركا وفق رؤية الديمقراطيين لوجوب سير المعارك تحت سقف الحرب الشاملة التي إذا ما حصلت، سوف تهدم الهيكل على رأس النظام العالمي قبل غيره بكل تأكيد...
عندما خرج محمود عباس في إحدى الكلمات يصف أميركا بالوسيط غير النزيه، اعتقد انه "شال الزير من البير"...
في مجتمع المطبعين والسفلة من الأعراب، هذه جرأة كبيرة لا ينطقون بها علنا حتى لا يعاقبهم سيدهم الأميركي...
أميركا، حتى حين تقوم بذبح عرب فلسطين ولبنان، لا تتوقع من اتباعها في المنطقة غير وصفها بالوسيط...
الغريب في الأمر، إنه حتى داخل محور المقاومة، تتوجه أصابع الاتهام بالمجازر والاغتيالات إلى الكيان، وتجري المطالبة بالانتقام من هذا الكيان رغم علم الجميع، إن هذا الكيان ليس اكثر من منفذ يقف وراءه مجموعة دول تبدأ بأمريكا وبريطانيا وألمانيا، وحتى فرنسا وإيطاليا ولا تنتهي بعدة دول عربية تقف على رأسها السعودية والإمارات والمغرب وحتى مصر والأردن وإن كان هذا بشكل الوقوف حائطا منيعا للدفاع عن الكيان...
مصالح هذه المنظومة قائمة في كل المنطقة ولا يقوم الكثيرون بالتعرض لها، ربما بإستثناء الحوثي في حالات نادرة...
المجرم الفعلي؛ القاتل الفعلي الذي يجب معاقبته هي هذه المنظومة من الدول المذكورة أعلاه...
ماذا تعني كلفة ٦٠ او ٧٠ مليار دولار لقتل الفلسطينيين واللبنانيين؟
هل نسي الناس أن السعودية تعهدت بتمويل اي حرب تقوم بها إسرائيل تنتهي باغتيال السيد نصرالله؟
هل نسي الناس مئات المليارات التي صرفت لتدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا...
أميركا تطبع، وبقية العالم يدفع...
هل صدق الناس فعلا أن السعودية لا تتبنى وصف قادة مقاومة الشعب الفلسطيني بالإرهاب كما جرى مع ال MBC و"العربية" وأخواتها؛ أو أن الإمارات غير راضية عن تغطية سكاي نيوز التي تفوق الإعلام الصهيوني في الكيان صهيونية؛ أو أن ال MTV أو ال LBC اللبنانيتين تتمولان من الخليج لنشر الديمقراطية الليبرالية الأميركية التي لا تقيم وزنا حتى للعملاء كما ظهر حين عرّف مراسل ال MTV عن نفسه امام دونالد ترامب وهو يفاخر بالعداء للمقاومة التي تدافع عن ال ١٠٤٥٢ كلم٢ من لبنان...
عودة الى إيران؛ عودة إلى محور المقاومة...
كيف تجري الأمور داخل مقاومة غزة بعد اغتيال قادة الصف الأول؟
القتال لا يزال يجري...
ربما انتقلت القيادة إلى الأخ محمد السنوار قائد وبطل عملية أسر شاليط التي أخرجت الشهيد القائد العظيم يحي السنوار من الأسر...
في لبنان، الأمر اكثر إبهاما...
من الواضح أن حزب الله انتقل بالكامل للعمل تحت الأرض...
المقاومة الإسلامية في لبنان انتقلت الى العمل السري لأن البلد كله مكشوف بفضل عباقرة المحكمة الدولية!!!...
لبنان لم يكن ابدا إلا مستعمرة غربية... منذ ما قبل الاستقلال وحتى يومنا هذا...
ساهم صراع الطوائف فيه بتسليم البلد بأكمله إلى ما يسمى زورا "الشرعية الدولية"...
هي الشرعية التي اغتصبت فلسطين ودمرت العراق وسوريا وليبيا واليمن...
في لبنان، ساهم التافهون من الطائفيين بالسماح للعملاء بالسيطرة على السلطة السياسية والقضائية في حين لم تكن السلطات العسكرية على اختلافها الا مرتعا للسيطرة الأميركية المباشرة وغير المباشرة حسب الظروف...
هل اخطأت المقاومة حين تعاونت مع الجيش...؟؟؟
الوضع الطائفي في لبنان أجبر المقاومة على التعامل مع السلطات القائمة في لبنان...
لهذا كان الثمن عاليا جدا...
هذا الأمر أدى ال كشف المقاومة بعد أن استطاعت عبر العمل في الميدان من الوصول إلى التحرير سنة ٢٠٠٠ ومن ثم النصر سنة ٢٠٠٦...
لقد كانت كاريزما السيد نصرالله كفيلة بإحداث نوع من التوازن مع السلطات القائمة التابعة بالكامل للاستعمار الأميركي بكل أشكاله...
اليوم، بعد غياب السيد؛ وبعد غياب قادة الصف الأول العسكرية، نتواجد أمام قادة ميدانيين يسطرون بطولات خارقة لا بد ان تنتج قادة صف أول جديد لا تعرفه السلطات السياسية والقضائية والعسكرية التابعة بالكامل للهيمنة الأميركية الحاصلة فعلا في البلد...
الميدان يقاتل، وسوف يظل يقاتل لأن التوقف عن القتال الميداني يعني تشريد اكثر من مئة ألف مقاتل يتبعون لأكثر من ٥٠٠ الف عائلة...
حتى أجل ما، أعطى هؤلاء تفويضا للرئيس بري حصرا... رغم انهم يعرفون مدى ارتباطه بمنظومة الحكم القائمة في لبنان...
لكنهم قالوا له ما يعرفه هو من موقعه في حركة السيد موسى الصدر...
هناك حدود لا يستطيع النظام القائم في لبنان، مهما بلغت قوة تبعيته لأمريكا؛ لا يستطيع تخطيها...
هذه الحدود مرسومة بدم آلاف الشهداء منذ أدهم خنجر والشهيد الثاني إلى الشهيد الأسمى في عصرنا الحالي السيد نصرالله؛
نزول المقاومة الإسلامية في لبنان تحت الأرض هو النتيجة الطبيعية بعد كل الذي حصل...
عودة المقاومة إلى العمل السري هو المنطق الذي سوف يعيد ال١٠٤٥٢ كلم٢، سواء رضي بهذا اهل النظام في لبنان ام لم يرضوا...
لكن هذه المرة،
الغلط ممنوع...
اهداء النصر الإلهي الآتي حتما إلى كل زناة الليل ممنوع...
المقاومة التي تنتصر يجب أن تفرض قيام دولة وطنية لبنانية حقيقية بعيدا عن كل الفساد المستشري في كل النظام القائم برعاية اميركية أولا وأخيرا...
لن نرضى بعد اليوم برؤية أمثال بيتر جرمانوس في القضاء العسكري...
لن نرضى برؤية أمثال اشرف ريفي في اي جهاز أمن...
لن نرضى برؤية أمثال مارك ضو ووضاح الصادق وميشال معوض في البرلمان...
العملاء من الشيعة، مثلهم مثل كل العملاء من الطوائف الأخرى يجب سحلهم في الساحات، وفي أقل الحالات دموية، يجب تعليقهم على المشانق في كل هذه الساحات...
الفاسدون من الشيعة، مثلهم مثل الفاسدين من كل الطوائف يجب تجريدهم من كل الحقوق المدنية ومصادرة أموالهم لتمويل إعادة بناء الدولة وإعمار ما تسببوا به عبر تبعيتهم لعدو لبنان الأميركي والاسرائيلي...
الحرب لم تنته...
الحرب لن تنته...
أميركا حريصة على أن لا نكون، ونحن اكثر حرصا على وجوب أن نكون شاءت أميركا ام لم تشأ...
في النهاية،
وكما قال شهيدنا الأسمى:
نحن لا نهزم...
ننتصر حين ننتصر،
وننتصر حين نستشهد...
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
كتب الدكتور هاني شاهين: مظاهر تحريض انقلابٍ في لبنان".
من خبايا التاريخ "أصول آل سعود وعلاقتهم الحميمة مع الصهاينة اليهود في فلسطين"
كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الجديد والحرب على الإسلام
المنطقة على فوهة بركان
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً