مقالتان وموقف يختصران حرب تطهير النفس من الرجس...
مقالات
مقالتان وموقف يختصران حرب تطهير النفس من الرجس...
حليم خاتون
29 تشرين الأول 2024 , 14:55 م


مرة أخرى يدفع بنا الإعلامي سامي كليب إلى شيء من الحيرة...

نقلا عن "مصدر روسي"، 
يبعث الاستاذ سامي في الاجواء شعور اليتم والمرارة والخوف من المستقبل رغم انه لا ينفي أن رجال الميدان في لبنان يستطيعون تغيير المعادلات التي تصل كلمات "المصدر الروسي" إلى صبغها بحتمية القدر...

رغم السوداوية التي طبعت مقالة الاستاذ سامي، قمت بإرسال هذه المقالة إلى البعض لأنه يجب قراءتها... 

حتى فيما لا يعجبنا من كلام، يجب قراءة الآخرين وكظم الغيظ وانتقاد أنفسنا أحيانا...
أولا،
الاستاذ سامي نفسه على ما اعتقد هو من أخبرنا في إحدى المرات أن الروس هم من أخبروا حماس أن إسرائيل تحضر لحرب خاطفة تبدأ باغتيالات مباشرة بعد يوم الغفران عند اليهود؛ اي ان الروس هم من أراد طوفان الأقصى لأمر ما في نفس يعقوب...

بالتأكيد، هناك أمور كثيرة لا نعرفها...
نتساءل، 
هل تفاجأ الروس بطوفان الأقصى؟
هل تفاجأ الغرب بعملية ال pagers؟

ألم يكن حزب الله على علم بأن الأميركيين زودوا الكيان بحوالي خمسة آلاف قنبلة خارقة للتحصينات وان القيادات كلها يجب أن لا تتواجد في نفس الأمكنة، ولو كان هذا تحت الأرض...؟

هل الروس على حق حين لا ينسون موقف حماس والإخوان المسلمين في سوريا...؟

إذا نحن نسينا وتغاضينا، هل ينسى الروس تلويح خالد مشعل والشهيد التائب، اسماعيل هنية، بعلم الانتداب السوري ووقوف حماس والإخوان المسلمين في صف الاميركيين وعرب الخيانة والغرب الاستعماري من أجل إسقاط الدولة في سوريا؟

حتى مجنون ليبيا، معمر القذافي يظل أفضل من كلاب الإخوان المسلمين الذين عاثوا في الأرض فساد...
أما داعش والنصرة وأخواتها من مصاصي دماء الشعوب باسم الدين؛ أليسوا هم وراء كل بلاء حل في هذه الأمة منذ قرون حين خرجوا على تعاليم سماحة القرآن ووصايا الرسول؟
من إبن تيمية إلى سيد قطب إلى عبدالله عزام إلى مجانين العصر الحالي...
إذا كان هذا عندالسُنّة، ماذا عن الشيعة؟

الأمر نفسه ينطبق على الجمهورية الإسلامية وحزب الله حتى لو لم يتطرق اليه "المصدر الروسي" المشكوك في أمره...

حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي ثم حرب البوسنة وكوسوفو؟

هل كان هذا موقفا استراتيجيا مسؤولا يوم استشهد شبابنا في خندق الامبريالية الأميركية والرجعية الإسلامية والعربية؟

دون الغوص في باطن الأمور لأن البحث قد يطول، هل سأل احد ما اذا كان حزب الله او إيران قد قرءا 
موقف الوزير الفرنسي هيوبرت فيدرين على ما اذكر في الثمانينيات من القرن الماضي حين صرح أن الحرب القادمة سوف تكون ضد الكنيسة الشرقية (اي روسيا الارثوذكسية) وأنهم يحاولون كسب المسلمين إلى جانبهم في هذه الحرب...

خطيئة حماس في سوريا...
خطيئة حزب الله في البوسنة...
خطيئة اخوان الشياطين ضد ثورة يوليو ٥٢...

ثم نريد من روسيا أن تقف بالكامل معنا وهي لها الكثير، وبالتأكيد عليها الكثير أيضا، يكفي سيطرة اللوبي الصهيوني في مجالات كثيرة في روسيا اليوم وحتى ايام الإتحاد السوفياتي.. لكن هذا أيضا بحث آخر...

مقالة الاستاذ سامي، كما اسلفت تبعث على الحيرة التي تصل الى القلق...

ربما على الاستاذ سامي أن لا يكيل المديح على "اللي يسوى واللي ما يسواش"... كما فعل مؤخرا في ال MTV، حين مدح مخبولا يبشرنا بخطة مارشال اميركية لا يمكن أن تكون لأن الامبريالية الأميركية مصاصة دماء وليست الام تيريزا او الأبيه بيير في فرنسا...

المقالة الثانية هي عن كتاب صدر مؤخرا للكاتب الأميركي بوب ودورد المشهور قبلها بكشف ما أدى إلى فضيحة ووترغيت التي اطاحت بالرئيس الأميركي الأسبق نيكسون...

قد يقول قائل إن ما أورده ودورد عن العرب معروف من الجميع...
لكن صدقوني هناك جاهلية جاهلة كبيرة في هذه الأمة...
كانت جدتي تضع في قاعة الضيوف صورة جمال عبد الناصر إلى جانب صورة الملك حسين...
الأول لانه بطل القومية العربية والثاني لأنه حفيد الهاشميين...
مع كل التناقض بين الإثنين، تصدرا طويلا حائط الصالون في بيت جدتي التي رأت جحافل المستوطنين الأوائل يصلون العفولة أثناء الحرب العالمية الأولى...

اليوم أعرف مغاربة يحبون السيد نصرالله وقد بكوه، لكنهم يطأطون الرؤوس لمحمد السادس والحسن الثاني...
كيف يستطيع المرء خلط الامور،
ربك اعلم...

تتحدث مقالة كتاب ودورد عن موقف الرجعيات العربية والإسلامية من حماس وطلبها من وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إبلاغ إسرائيل بالتأييد الكامل لتصفية حماس وحزب الله... ( التأييد هنا يشمل في أقل الحالات الدعم المادي والمعنوي ربما وصولا إلى دفع ثمن كل القنابل التي تقتل الاطفال والنساء والشيوخ في فلسطين ولبنان)...

الموقف ليس جديدا...

هذا ما كانت عليه الحال منذ ما قبل النكبة حتى يومنا هذا مرورا بكل الحروب العربية الإسرائيلية...

ألم يكن هذا موقف الوزير سعود الفيصل في تموز ٢٠٠٦؟

ألم يكن النظام الرسمي العربي ماشيا في كل صفقات إزالة اسم فلسطين من التاريخ والجغرافيا وحتى من الذاكرة؟
لقد وصل الأمر في هذا النظام أن يغير آيات من القرآن حين تطلب اميركا وإسرائيل ذلك؛ هل يصعب عليه تزوير التاريخ والجغرافيا والذاكرة؟

أما الموقف الذي وقف في وجه المقالتين، فهو ذلك الذي عبر عنه الدكتور حسام مطر حين قبل وطلب منا أن نقبل بأن يترجل السيد نصرالله عن الفرس ليرتاح بعد ٣٢ عاما قضاها وهو يناضل من اجل فلسطين، ومن اجل الأمة...

وان نحمد الله أن السيد قضى سيدا على درب شهداء القدس، ولم يمت على فراش الموت مريضا عاجزا كما معظم هذه الأمة...

اجل، من اجل هذه الأمة المليئة بزنادقة الدين من جبال الأطلس حتى جاكرتا...

احتفل بعض زناة الليل باستشهاد سيد شهداء القدس...
يذكرني هذا يوم رقص بعض سفلة الخليج في حديقة جنيف في سويسرا سكارى احتفالا بموت الإمام الخميني...

لا يخلو الأمر من السفهاء والانذال في كل أمة، لكن عددهم كبير جدا في أمة محمد...

كبير إلى درجة انهم يشكلون أغلبية جاهلية جاهلة حمقاء خائنة حتى لنفس مصالحها وكنه وجودها...

المهم هنا هو الموقف الذي اعلنه وطلب منا الدكتور مطر تبنيه...

كما تفطم الام وليدها، قد آن الأوان أن يفطمنا سيد الشهداء السيد نصرالله...

لقد ربى فينا جيلا لن ينضب...
أعاد إلى القيم الشعاع...
خلال ٣٢ عام خرج في كل المناسبات يقول لنا ما يجب أن يقال حتى ولو اخطأ أحيانا...

كان رجلا نبيلا عظيما كاد يصل مرتبة الرسل وإن لم يكن معصوما...

انطلق من مقولات بسيطة خطت لنا واضاءت الطريق إلى الحرية والسيادة والاستقلال...

علم حتى كبار العمر منا ممن كان استسلم يوما لقدر الهزيمة اننا، 

لا نهزم... فينا عطاء الدم...
نحن لا نهزم...
نحن ننتصر حين ننتصر...
وننتصر حين نستشهد...
                           
المصدر: موقع إضاءات الإخباري