كشف مركز الفضاء الألماني عن "أطلس السُحب" الجديد لكوكب المريخ، الذي يستعرض أكثر من 20 عامًا من الظواهر الجوية على الكوكب الأحمر، يقدم هذا الأطلس رؤى جديدة حول أنماط المناخ والطقس المريخي، مما يعزز فهمنا لكيفية تشكّل السُحب والعواصف في الغلاف الجوي للمريخ.
اكتشافات من صور الأطلس
تم إنشاء أطلس السُحب بواسطة باحثين من مركز الفضاء الألماني في برلين، وهو يضم صورا عالية الدقة التقطتها كاميرا الاستريو على متن مركبة "مارس إكسبرس" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية. تعرض الصور تشكيلات السُحب المريخية التي تتكون من بلورات الجليد المائي وثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى جزيئات الغبار.
قالت الباحثة دانييلا تيرش من مركز الفضاء الألماني: "السُحب على كوكب المريخ متنوّعة وجميلة، وتشبه تلك التي نراها في سماء الأرض. إحدى الظواهر المميزة هي 'شوارع السُحب' التي تتشكل في خطوط متوازية حول المرتفعات البركانية الشمالية."
دور الغبار وتأثيره على مناخ المريخ
يلعب الغبار دورًا مهمًا في مناخ المريخ. في بعض الفصول، تتسبب الرياح القوية في رفع كميات كبيرة من الغبار إلى الغلاف الجوي، مكونةً غيومًا غبارية تتشابه في مظهرها مع سُحب الثوران البركاني رغم عدم نشاط هذه البراكين.
السُحب الثقالية وموجات لي على سطح المريخ
تُعد "السُحب الثقالية" ظاهرة مشتركة بين كوكبي الأرض والمريخ، وتتشكل غالبًا في فصل الشتاء على خطوط العرض المتوسطة لكلا الكوكبين. هناك أيضًا نوع خاص من السُحب يُعرف بـ"موجات لي"، وهي سُحب تتشكل عند اصطدام الرياح بالعوائق مثل الجبال، وتتوزع على الجانب الآخر من هذه العوائق في نمط متكرر.
الأنظمة الدوامية والسُحب الثقالية
تظهر الأنظمة الدوامية الكبيرة، مثل العواصف الحلزونية، قرب القطب الشمالي للمريخ كل عام. ويساعد دراسة هذه الظواهر على فهم دورات الغلاف الجوي وتداول الكتل الهوائية على الكوكب الأحمر.
تأثيرات الأطلس واتجاهات البحث المستقبلية
يساهم أطلس السُحب الذي أطلقه مركز الفضاء الألماني في فهم أعمق للديناميكيات الجوية على كوكب المريخ، ويتيح فرصة للمقارنة بين مناخ المريخ والكواكب الأخرى كالأرض والزهرة. وتعمل الفرق العلمية بالفعل على استخدام هذا الأطلس لإنشاء خرائط عالمية لتوزيع السُحب بحسب المواسم والمواقع.
صرّحت الباحثة تيرش بأن تمديد مهمة "مارس إكسبرس" حتى عام 2026 سيمكن العلماء من مواصلة تحديث الأطلس ودراسة المزيد من الظواهر الجوية على المريخ، مما يفتح آفاقا جديدة لدراسة مناخ الكواكب الأخرى.