أثبت دواء السيماغلوتيد ، الذي يستخدم تحت العلامة التجارية أوزمبيك لعلاج مرض السكري، فعالية مدهشة في تخفيف نوع مؤلم من آلام الركبة الشديدة، وفقاً لدراسة جديدة. في تجربة سريرية من المرحلة الثالثة، توصل فريق دولي من الباحثين إلى أن جرعة أسبوعية من 2.4 ميليغرام من السيماغلوتيد كانت فعالة بشكل كبير مقارنة بالعلاج الوهمي في تخفيف آلام الركبة الناتجة عن التهاب المفاصل، بالإضافة إلى تقليل الوزن وتحسين القدرة على أداء الأنشطة البدنية مثل المشي.
نتائج مثيرة للأمل لمرضى التهاب المفاصل في الركبة
أفاد بعض المشاركين في الدراسة بتخفيف حاد للآلام، لدرجة أن بعضهم لم يعدوا بحاجة إلى مواصلة الدراسة، وفقاً لما ذكره الروماتيزمي هينينغ بليدال من مستشفى جامعة كوبنهاغن. هذا يشكل بصيص أمل لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من آلام الركبة الناتجة عن التهاب المفاصل، وهي حالة تتفاقم نتيجة تآكل الغضروف الواقي في مفاصل الركبة، مما يسبب ألماً وتيبساً شديدين.
دور السيماغلوتيد في تخفيف الوزن وتقليل الالتهاب
السيماغلوتيد هو نوع من محفزات مستقبلات الببتيد 1 الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1RA)، ويعمل عن طريق تقليد هرمون GLP-1 الذي يُفرز عند تناول الطعام، مما يوحي للدماغ بأن الجسم ممتلئ، وبالتالي يساعد على فقدان الوزن. إضافةً إلى ذلك، يعمل السيماغلوتيد كعامل مضاد للالتهاب، مما يساعد في تهدئة ردود الفعل المفرطة من جهاز المناعة التي تسبب التورم وتلف الأنسجة، وهو ما يفسر تقليل الألم لدى المرضى.
في المتوسط، سجلت مجموعة المرضى التي تناولت السيماغلوتيد انخفاضاً في وزن الجسم بنسبة 13.7%، مقارنةً بانخفاض 3.2% في المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي. كما انخفضت درجات الألم بمتوسط 41.7 نقطة للمجموعة التي تناولت الدواء، مقارنةً بانخفاض 27.5 نقطة في المجموعة الأخرى (وفقاً لمقياس الألم الذي يتراوح من 0 إلى 96).
تحديات محتملة وملاحظات حول الدراسة
جدير بالذكر أن الدراسة حظيت بتمويل جزئي من شركة نوفو نورديسك، التي تصنع السيماغلوتيد، كما لم يتم التأكد من مدى التزام المشاركين بالنصائح المتعلقة بالنظام الغذائي والنشاط البدني المقدم لهم خلال الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر السيماغلوتيد دواءً باهظ الثمن، كما يمكن أن يعود الوزن عند التوقف عن تناول الدواء، مما قد يجعل الالتزام بتناوله لفترات طويلة أمراً صعباً.
رغم التحديات، تقدم نتائج الدراسة مؤشرات واعدة لعلاج مستقبلي لآلام الركبة الناتجة عن التهاب المفاصل، مع إمكانية تخفيف الأعراض المزعجة التي ترافق هذه الحالة.