تمكن فريق من الباحثين من اكتشاف مدن أثرية قديمة تعود إلى العصور الوسطى في جبال أوزبكستان باستخدام تقنية الليدار بواسطة الطائرات المسيرة، يكشف هذا الاكتشاف عن مدينتين، تاشبولاك وتوغونبولاك، اللتين تلعبان دورا هاما في تاريخ طريق الحرير.
تقنية الليدار تكشف تفاصيل مدن طريق الحرير
باستخدام الليدار، الذي يعد أول استخدام لهذه التقنية في آسيا الوسطى، تمكن الباحثون من تحديد تخطيط وهياكل المدينتين بتفاصيل دقيقة، حيث تقعان على ارتفاع 2000 إلى 2200 متر فوق مستوى سطح البحر، وهو ارتفاع يجعل منهما من الأمثلة النادرة للمدن الجبلية النابضة بالحياة، وقد أظهرت الصور تفاصيل للساحات والتحصينات والطرق والمساكن التي كانت تشكل ملامح حياة المجتمعات الجبلية في تلك الحقبة.
تعقيدات الحياة الحضرية في الجبال
غطت مدينة تاشبولاك مساحة تُقدر بـ12 هكتارا بينما كانت توغونبولاك أكبر بكثير بمساحة 120 هكتارا، ما يجعلها واحدة من أكبر المدن الإقليمية في زمنها. صرّح الدكتور مايكل فراشيتي، قائد البحث من جامعة واشنطن، أن هذه المدن كانت مراكز حضرية مهمة ومرتكزا اقتصاديا وثقافيا على طريق الحرير. وقد كانت الموارد كالحديد والمعادن الثمينة تمثل عوامل رئيسية لازدهار هذه المدن.
تطور تقنيات الاستكشاف الأثري
تُستخدم تقنية الليدار عادة لرسم خرائط المواقع الأثرية المحجوبة بالنباتات الكثيفة، إلا أن لها قيمة إضافية في المناطق الجبلية ذات الغطاء النباتي القليل. وقد تمكن الفريق من الحصول على تصاريح تشغيل الطائرات المسيرة بالتعاون مع الشركاء المحليين والحكومة الأوزبكية، مما سمح بمسح تفصيلي للمدينتين. كانت هذه المسوح من بين أعلى الصور دقةً للآثار الأثرية التي نُشرت، وقد ساعدت ديناميكيات التعرية الفريدة في هذا الموقع الجبلي في تحقيق هذا المستوى من الدقة.
تكامل التكنولوجيا الحديثة مع الاكتشافات الأثرية
بدأ فريق البحث باكتشاف المدن الجبلية باستخدام النماذج الحاسوبية التنبؤية والمسوح الميدانية بين عامي 2011 و2015، واستفاد من أحدث تقنيات الليدار. استغرقت المسوح ثلاث أسابيع باستخدام الطائرات المسيرة، وقام فريق مختبر التحليل المكاني بجامعة واشنطن بتجميع البيانات لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد، واستخدام الخوارزميات لتحليل السطوح الأثرية وتحديد التكوينات المعمارية المتوقعة.
الحفريات المستقبلية وتداعيات الاكتشاف
يشير فراشيتي إلى أن هناك حاجة لاستكشاف أكبر للمدينتين. وقد أظهرت الحفريات الأولية أن إحدى البنايات في توغونبولاك قد تكون مصنعا لصهر الحديد. يهدف الباحثون إلى توسيع نطاق استخدام تقنية الليدار لاستكشاف مواقع حضرية جبلية أخرى على طريق الحرير، مما قد يؤدي إلى تغيير الفهم الحالي لتطور المدن في العصور الوسطى في آسيا.