كوريا الشمالية تستعرض قوتها العسكرية بإطلاق صواريخ قصيرة المدى نحو بحر اليابان
أخبار وتقارير
كوريا الشمالية تستعرض قوتها العسكرية بإطلاق صواريخ قصيرة المدى نحو بحر اليابان
7 تشرين الثاني 2024 , 14:00 م

استعراض جديد للقوة العسكرية، أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان في 5 نوفمبر 2024، وفقا لهيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، انطلقت الصواريخ لمسافة تقدر بنحو 400 كيلومتر، وهبطت خارج المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان دون أن تتسبب في أي أضرار، مما يمثل تصعيدا آخر في المنطقة بعد تجربة الصاروخ الباليستي العابر للقارات (ICBM) الأخيرة لكوريا الشمالية، وقد دفعت هذه التجربة الولايات المتحدة إلى نشر قاذفة B-1B في تدريبات مشتركة مع كوريا الجنوبية واليابان، وهي خطوة دانتها كوريا الشمالية باعتبارها استفزازية. تأتي إطلاقات الصواريخ يوم الثلاثاء بعد أيام قليلة من إشراف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على اختبار صاروخ Hwasong-19، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات متقدم صُمم للوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة. أدى هذا الإطلاق إلى استجابة فورية من الولايات المتحدة، حيث نشرت قاذفة B-1B في تدريب ثلاثي مع القوات الكورية الجنوبية واليابانية يوم الأحد. هذا الاستعراض للقوة، الذي اعتبرته بيونغ يانغ عدوانيًا، أثار انتقادات حادة من شقيقة كيم جونغ أون، كيم يو جونغ، التي أدانت هذه التدريبات العسكرية المشتركة بوصفها "تهديدات مغامرة" تؤدي إلى تصعيد التوترات.

تطور القدرات الصاروخية لكوريا الشمالية

تمتلك كوريا الشمالية ترسانة متنوعة ومتنامية من الصواريخ الباليستية، بدءا من الصواريخ قصيرة المدى (SRBMs) وصولا إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)، مما يظهر تقدمًا في مدى هذه الصواريخ وقدرتها على حمل الرؤوس الحربية، على سبيل المثال يمثل صاروخ Hwasong-14 وHwasong-15 أطول الصواريخ التي تمتلكها كوريا الشمالية، حيث يقدر مداهما بأكثر من 10,000 كيلومتر، مما يجعلهما قادرين نظريًا على الوصول إلى أجزاء من الولايات المتحدة القارية، أما صاروخ Hwasong-17، الذي تم اختباره في السنوات الأخيرة، فيعتقد أنه صاروخ ICBM أقوى قادر على حمل رؤوس حربية متعددة، على الرغم من أن حالته التشغيلية لا تزال محل تساؤل.

صواريخ قصيرة المدى وقدراتها التدميرية

تستخدم كوريا الشمالية مجموعة متنوعة من الصواريخ قصيرة المدى التي تلعب دورًا حاسمًا في استراتيجيتها للردع الإقليمي، خصوصا ضد كوريا الجنوبية واليابان، من أبرز هذه الصواريخ هو KN-23، الذي يشبه صواريخ "إسكندر" الروسية. يتمتع KN-23 بمدى يتراوح بين 400 و600 كيلومتر ويصمم لتنفيذ مسارات طيران معقدة ومناورات في المرحلة النهائية، مما يجعله صعبًا على أنظمة الدفاع الصاروخي اعتراضه.

كما يعد صاروخ KN-24، الذي غالبًا ما يُقارن بصاروخ ATACMS الأمريكي، من الصواريخ المميزة أيضا. يتمتع بمدى مشابه للـ KN-23، ويُجهز بتكنولوجيا توجيه متقدمة، مما يسمح له بتوجيه ضربات دقيقة إلى أهداف استراتيجية مثل القواعد العسكرية داخل شبه الجزيرة الكورية. أما KN-25، المعروف بـ "إطلاق صواريخ متعددة فائق الحجم"، فهو نظام صواريخ قصير المدى فريد من نوعه لقدرته على إطلاق عدة صواريخ بشكل سريع في تتابع، مما يجعله قادرا على تجاوز الدفاعات الجوية لكوريا الجنوبية من خلال كثافة النيران.

التعاون الاستراتيجي بين كوريا الشمالية وروسيا

تُعزز كوريا الشمالية تعاونها مع روسيا في سياق العقوبات الدولية والضغط الدبلوماسي المتزايد، حيث دفعت البلدان للعمل معًا في مجالات استراتيجية. تشير التقارير إلى أن روسيا قد قدمت مساعدة تقنية لكوريا الشمالية لتحديث صواريخها، في مقابل حصول موسكو على ذخائر وكوادر عسكرية كورية شمالية لدعم العمليات الروسية، خصوصا في أوكرانيا. يُعتقد أن هذا التعاون قد مكن كوريا الشمالية من الحصول على مكونات وتقنيات متطورة كانت ستواجه صعوبة في الحصول عليها تحت الحظر الدولي. يُعتبر هذا التعاون بمثابة تهديد للاستقرار الإقليمي وتحديا مباشرا لجهود الحد من انتشار الأسلحة النووية، وقد تعرض لانتقادات شديدة من قبل المجتمع الدولي.