جحيم اليوم التالي ...
مقالات
جحيم اليوم التالي ...
محمود موالدي
8 تشرين الثاني 2024 , 09:28 ص


كتب الناشط و الكاتب السياسي محمود موالدي 

تتحضر النخب السياسية و العسكرية و عموم المستوطنين لكوارث كبيرة و عميقة أصابت الكيان على مختلف مستوياته، إنه جحيم اليوم التالي مابعد الحرب،  ليتحمل النتن ياهو مسؤولية هذا الجحيم، فقد ذكرت المصادر التوثيقية متعددة  الانجازات التي استطاع رئيس حكومة العدو تحقيقها بالبطش الناري التي تتمثل جرائمة بتدمير  نحو 29 قرية ومدينة تمتد على طول 120 كيلو مترا من الناقورة غرباً إلى شبعا شرقاً دمرت بشكل كامل او جزئي لتصبح الجبهة بواقعها البري عبارة عن استنزاف و مراوحة مكانية دون أي تحقيق هدف تكتيكي ميداني و احد، في ما بقي الانجازات التي كرستها الغدر الصهيوني بالإرشاد و التوجيه الأمريكي هو التمكن من إغتيال معظم قيادات الصف الأول و على رأسهم الشهيد الأسمى والأقدس السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه.
التمكن من إغتيال غالبية قادة المناطق، فيما نشرت بعض وسائل الإعلام الغربية بأنه دمر مايقارب " 15٪" من البنى التحتية العسكرية و الإستراتيحية للمقاومة، استطاع العدو بكامل زخمه الإجرامي تهجير ما يقارب "900" ألف من سكان الجنوب و الضاحية و البقاع، و تدمير ربع المباني السكنية في قرى وبلدات الجنوب غير الضاحية و البقاع، والاهم هو استثمار التيار المصنع سابقا في  الداخل البناني  ليكون مناهض للمقاومة و حلفائها، فالمقاومة حققت إنجازات مهمة على الصعيدين التكتيكي و الإستراتيجي وهي تمهيد مهم للإنتصار في هذه المعركة والتي أخذت عنوان لجم العدو و إيلامه فقد استوعبت المقاومة الصدمة والتعافي من الإغتيالات في قادة الصف الأول وقادة المناطق والوحدات المقاتلة وتم تعيين البدائل غير المعروفين للاجهزة الأمنية والعسكرية ، إلا أن
وقوف بيئة المقاومة من المهجرين قسراً و المناصرة للحزب مع المقاومة دفع العدو للإمعان في المجازر ضدهم إنتقاماً ووحشية، و مازالت المقاومة فاعلة بالميدان و تقوم بإيلام العدو في العمق ايضاً، مما يشير إلى عدم تضرر الجسم التقني و البنى التحتية العسكرية للمقاومة مع ظهور منشأة " عماد 5" ، لقد أثبتت المقاومة و من خلال قصفها المنشآت الاقتصادية و العسكرية و الأمنية بعمق  الأراضي المحتلة بأنها على قدر كبير من التحصيل الاستخباراتي الدقيق و جمع معلومات ووضع بنك اهداف متدرج بما يتناسب مع طبيعة المرحلة على الرغم من التغييب الإعلامي تحت بند منع من النشر و تفعيل الرقابة العسكرية لدى الكيان الصهيوني، أما على الصعيد الداخلي و تعيشه الساحة اللبنانية من خلال تيارات سياسية مناهضة للمقاومة و تفعيل أبواقها و ذبابها الأكتروني فهي موجودة بالأصل و قبل الحرب و غير قابلة على التأثير في المعطى العام للمعركة بل على العكس شهود تضامن مع البيئة المقاومة في مختلف المناطق وتلاحم قل نظيره و التي سميت إعلاميا ( البيئة المناصرة للمقاومة ) ، 
لقد أخفق العدو في تحقيق مكاسب تكتيكية وفق ما ذكر مع وجود بدائل في التنظيم الحزبي لدى المقاومة و الثبات الشعبي لدى البيئة فيما الإخفاقات الإستراتيجية أكثر إيلاما للعدو بالبعد الزمني، فقد استطاعت المقاومة لجم الهمجية الصهيوني التي تمثلت بالغارات الجوية على الأحياء السكنية و محاولة لفرض أزمة نزوح لكن الثمن كان باهضا للعدو من خلال ضربات المقاومة في العمق، فالكيان و قادته لم يستطيعوا تحديد موعد محدد لعودة المستوطنين إلى الشمال الفلسطيني المحتل و تزايد التكاليف المرافقة لنزوحهم، كما تعيش المؤسسة العسكرية حالات تمرد فردية و جماعية
من قبل ضباط وأفراد الاحتياط و القلق المصاحب للحالة المعيشية و الانشقاقات المرافقة داخل كينونة الحكومة الصهيونية و معارضيها من جهة ثانية، فماذا ننتظر من نتنياهو في هذه المرحلة التي ينتظر فيها نتائج الانتخابات الأمريكية، نظرا للإخفاق العالي و العميق وسوء التقدير قد يعمد رئيس حكومة العدو إلى رفع منسوب النار و توسيعه ليشمل الجبهة السورية ( كما حصل يوم امس في ريف دمشق ) و ضرب البنى للحكومة اللبنانية في محاولة للتأثير على الموقف الحكومي ضد العمل المقاوم و الترويج لفرضية التفاهم و وقف النار و العمل على اغتيال المؤثرين في الساحة المقاومة، إن المعطيات المذكورة ادأنفاً تثبت بشكل جلي تفوق المقاومة و حلفائها و انتظار منعكسات الرد الحتمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع ارتفاع ملحوظ للعمل المساند في العراق و اليمن فيما تعلو تهديدات الكيان المؤقت لسورية و العراق فهو دليل جديد يضاف لضياع القدرة على اتخاذ قرار مناسب ينزل من وتيرة السقوف المرفوعة التي أعلن رئيس حكومة العدو، فهل يكون اليوم التالي قريب . 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري