في يومه الأغرّ ، أبصرت إطلالته المشرقة ، باسماً ومكلّلاً بأكاليل العزّ والغار ، وبأوسمة المجد والفخار، كأنّه جالس على منصة عرسه بدا . عرس احتفاله بالنصر المحقّق بهيّاً على أرض استأنست بوقع خطواته ، واشتاقت إلى شمّ عبير عرقه النازف ، بعد جهد ، على جبينه العالي ، ووجهه الصبوح .
خفضت بصري الذي لا يقوى على مواجهة شمس بسمته المشعّة أملاً مبشّراً بقدوم آب وكلّ آب . آب النصر الطالع مجيداً من فروج أصابعه الضاغطة على الزناد حتى لحظة الزفّة الكبرى ، تلك اللحظة التي توهّجت روحه بعدها ، وهي تعرج إلى أعلى عليّين في السماء تاركةً هذه الدنيا وشهواتها ، وأطماع المحتلّين فيها تحترق إلى غير رجعة.
المجد له وزغاريد الأمّهات ، وله من الأهل والأخوة والرفاق أجمل التحيّات ، وله مني أجمل الكلمات التي يستحقّها عربون تقدير وفاء .