مشروع النهضة الصهيونية, فما سبل المواجهة...؟؟
مقالات
مشروع النهضة الصهيونية, فما سبل المواجهة...؟؟
محمود موالدي
13 تشرين الثاني 2024 , 21:58 م


كتب : محمود موالدي 

بغض نظر عن صوابية التوقيت و التنسيق أو عدم التنسيق في عملية " طوفان الأقصى" و مانتج عنها من إجرام "صهيوامريكي" منقطع النظير و استكمال التطهير العرقي لأبناء الأرض 
و جبهات الإسناد و جدواها كما يطرح البعض و التطور السريع في مجريات المعركة و صولا للتصعيد الكبير و التوسع الناري و اغتيال القادة وفي طليعتهم سيد شهداء الأمة الشهيد القائد سماحة السيد حسن نصرالله -رضوان الله عليه- و البداية المدمرة على لبنان أرضا و شعبا، رافقتها شعارات معلنة تحمل طابع ردة الفعل الصهيوني على ما تحقق من العملية " الطوفان" البطولية و جبهة الإسناد و قوامها المتين و الإنهاك المحقق داخل المنظومة المتآكلة في هذا الكيان الغاصب. 
لتكون الشعارات المعلنة تحت عنوان إنهاء "حماس" و تواجدها في قطاع غزة و عودة المستوطنين و فرض الشرعية و تجفيف مكامن السلاح الخ...، من تلك الشعارات التي لا يمكن تحقيقها وسوف اذكر ذلك لاحقاً، فيما رفع شعار إنهاء تواجد "حزب الله" في الجنوب حتى "الليطاني" و استعادة السيطرة للجيش اللبناني كونه "الشرعية" المعترف بها و تجفيف مصادر التسليح و الإعادة الطبيعية للمستوطنين إلى الشمال، وهذا ماصرح به قادة العدو و داعميهم من الأمريكيين و بلاد أوروبا، 
و الصهاينة العرب الذين حملوا "حماس" و "حزب الله"  مسؤولية الصراع و الدمار و الدم 
لتتكشف بالاثبات و قائع مختلفة عن هذه السردية، فماطرح منذ العام 2008 وما تكشف عنه في عام 2013 من الثورات العربية المهجنة
التي كانت أداة لتحييد شرائح محددة من الأمة لأي معركة افتراضية مقبلة بما يتطلبه المشروع المزمع تنفيذه و المبيت له، وهو "النهضة الصهيونية" و فرض أمنها من خلال سحق الرافضين لقيام الدولة الصهيونية و مدها الحيوي في بلاد العرب "فالمحور المقاوم" هو تهديد و جودي لقيام هذه النهضة و الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي التهديد الكبير و الشرس للشركاء في هذا المشروع الرهيب، بعد اشغال سوريا و صناعة مربعات نارية استنزافية داخل جغرافيتها مع ضمان الديمومة لها من خلال  "الأرهاب " المحمي بالتواجد العسكري للاحتلال الأمريكي و التركي و الفرنسي و البريطاني، فالمطلوب اليوم تقزيم الصراع ليكون بين "حماس و اسرائيل " و الحرب بين " حزب الله و إسرائيل " و فصل الأمة العربية و الإسلامية عن هذه المعركة بحجج طائفية و خلافات عقائدية، إن تنفيذ "النهضة الصهيونية" يتتطلب من الرأي العام تغليب منطق الطائفة عن الوطن و الأمة و جعل سردية " تهجير الشيعة" فكرة مقبولة للرأي الجمعي من خلال تكرارها في كل مناسبة، و هنا للتوضيح فالشيعة ليسوا مذهباً.. بل أمة تفرعت عنها أطياف و مذاهب و هذه حقيقة تاريخية كرستها القراءات المتنوعة و المتعددة، بالتالي فرض التهجير للأمة وليس لطائفة لأن الأمم سر نشأتها العقيدة و الوجدان و الرابط الإيماني، إن القضاء على فكرة أمر ملامس للخيال و القضاء على أمة مستحيل، فالحركات المقاومة هي فكرة و أمة و هي تعبير طبيعي لإرادة جمعية رافضة للإحتلال و منطق الإذعان، إن التكاثر المريب للأعداء من الداخل و الخارج على المقاومة و مشروعها يضعنا أمام صورة واضحة و جلية هي بأننا "أمة" فقدنا البوصلة منذ اختلاط أوراق الجغرافيا السياسية في عام 2003 يوم "سقوط بغداد" فرجعنا للعشائر و المذاهب و الكيانات، بعدما شاهدنا فشل القومية بحماية نفسها، إن المشروع القائم اليوم لا ينتهي بوقف لإطلاق النار وهذا مطلوب ...!! ، و لا بتطبيق القرارات الدولية مع وجوبها.. !! ، لكنه ينتهي فقط بحال إنهاء وجود هذا الكيان و ما يمثله و بصناعة "نهضة الأمة" من خلال اختيار الرسالة و القائد و الأدوات، لنكون واضحين و  ضمن حديث المكاشفة مع الذات .
إن التحرير الحقيقي للقدس يكون بتحرير ذاتنا من مخلفات الطوائف و الدكاتوريات، فطريق التحرير للقدس و الأقصى  يبدأ بتحرير "الرياض" من الانبطاح و "القاهرة" من الخنوع و "عمان" من العمالة و تحرر "ليبيا" من الظلام و التقسيم و "السودان" من الإرتهان و تخلص الأمة من قرن الشيطان "الامارات المتصهينة"، فهل المطلوب مستحيل وقد يكون حلماً.... ؟؟، إذا راودك هذا السؤال فاعلم يا أيها العزيز بأنك لم تتحرر بعد من ذاتك...!!
وضعفك و هذيان الخنوع المتوارث، فلنكن كلنا مشروع مقاومة حتى إسقاط النهضة الصهيونية
البداية تكون بالإعتراف بالمقاومة كونها الحل و طريقها هو الأمثل و التوحد خلفها، ووضع الأمكانيات المادية والمعنوية و الثقافية و الإعلامية في خدمة مشروعها، وبناء جيل يحمل معه معالم تطورها، حينها نكون في طريق التحرير وإسقاط "النهضة الصهيونية ".
المصدر: موقع إضاءات الإخباري