مركب طبيعي يحد من الشهية ويفتح آفاق علاج السمنة
منوعات
مركب طبيعي يحد من الشهية ويفتح آفاق علاج السمنة
16 تشرين الثاني 2024 , 13:03 م

كشف باحثون عن مركب طبيعي جديد يُنتجه الجسم يُسمى BHB-Phe يعمل على تنظيم الشهية والوزن عن طريق تنشيط خلايا عصبية محددة في الدماغ، مما يحمل إمكانية استخدامه لعلاج السمنة. وعلى عكس المركب المشابه Lac-Phe، يعمل BHB-Phe بآليات عصبية مختلفة تؤثر على سلوك الأكل والتمثيل الغذائي.

اكتشاف BHB-Phe

حدد باحثون من كلية بايلور للطب وجامعة ستانفورد مركبًا جديدًا يُعرف باسم BHB-Phe يُنتجه الجسم بشكل طبيعي، وقد نُشرت نتائج هذه الأبحاث في مجلة Cell، حيث أظهرت أن BHB-Phe يُنظم الشهية والوزن من خلال التفاعل مع الخلايا العصبية في الدماغ.

كان مركب BHB يُعرف حتى الآن بأنه يُنتج في الكبد لاستخدامه كوقود. ومع ذلك، توصل العلماء مؤخرا إلى أن مستويات BHB ترتفع في الجسم بعد الصيام أو ممارسة الرياضة، مما دفعهم لدراسة إمكانيات استخدامه في معالجة السمنة والسكري.

دور BHB-Phe في عمليات الأيض

اكتشف فريق جامعة ستانفورد بقيادة الدكتور جوناثان ز. لونغ أن BHB يشارك أيضًا في مسار أيضي آخر، حيث يرتبط بأحماض أمينية بمساعدة إنزيم يُسمى CNDP2. وأظهر الباحثون أن BHB-Phe، الذي يُعتبر الأكثر وفرة بين مركبات BHB-amino acid، يمكن أن يؤثر على وزن الجسم والتمثيل الغذائي في النماذج الحيوانية.

في المقابل، قاد الدكتور يونغ شو فريق باحثي كلية بايلور لدراسة تأثير BHB-Phe على سلوك الأكل والوزن في الفئران. وأوضح: "نعلم أن مجموعات من الخلايا العصبية في الدماغ تتحكم في سلوك الأكل، لذلك قمنا برسم خرائط للدماغ لتحديد المناطق التي تُفعّلها BHB-Phe".

وجد الباحثون أن BHB-Phe يُفعّل خلايا عصبية في منطقة تحت المهاد وجذع الدماغ، مما يقلل من تناول الطعام ويُخفض الوزن. أما الفئران المعدلة وراثيا لعدم إنتاج CNDP2 وبالتالي عدم إنتاج BHB-Phe، فقد أكلت أكثر وزاد وزنها.

ومن المثير للاهتمام أن إنزيم CNDP2 الذي يُنتج BHB-Phe يُنتج أيضًا مركبًا آخر يُسمى Lac-Phe، والذي وُجد سابقا أنه يقلل من تناول الطعام والسمنة في الفئران أثناء التمارين الرياضية.

مسارات عصبية مميزة لمركبي BHB-Phe وLac-Phe

كشفت التحليلات أن جزءا صغيرا فقط من الخلايا العصبية تم تفعيله بواسطة كلا المركبين، بينما كانت أغلب الخلايا العصبية التي ينشطها BHB-Phe مختلفة عن تلك التي ينشطها Lac-Phe. وهذا يشير إلى أن كلا المركبين يؤثران على السلوك الغذائي بآليات مختلفة.

آفاق مستقبلية لدراسة السمنة

تشير النتائج إلى أن المسار الجديد الذي يتضمن BHB-Phe، والذي يوجد أيضا في البشر، قد يكون مضطربا في حالات السمنة وربما في حالات أخرى، مما يستدعي مزيدًا من الأبحاث لفهم الآلية بشكل أعمق.

وقال الدكتور لونغ: "هذا العمل يفتح آفاقا جديدة، فقد يصبح من الممكن في المستقبل استهلاك BHB-Phe لتعزيز فقدان الوزن دون الحاجة إلى تقليل الكربوهيدرات في النظام الغذائي."