الكشف عن سر تأثير الجينات على استهلاك السكر
منوعات
الكشف عن سر تأثير الجينات على استهلاك السكر
16 تشرين الثاني 2024 , 15:12 م

أثبت فريق دولي من الباحثين أن هناك اختلافات وراثية تؤثر على قدرتنا على هضم بعض أنواع السكريات، مما يؤثر على مدى حبنا للأطعمة الحلوة وكميات استهلاكنا لها، تُعزى هذه الفروق الجينية إلى الجين المسؤول عن إنتاج إنزيم "السكراز-إيزومالتاز" (SI) الذي يساهم بشكل أساسي في تكسير السكروز (السكر العادي) والمالتوز (مركب أقل حلاوة موجود في بعض الحبوب) إلى سكريات بسيطة ليتم امتصاصها في الأمعاء الدقيقة.

الطفرات الجينية ومشاكل الهضم

يمكن للطفرات التي تصيب جين "السكراز-إيزومالتاز" أن تؤدي إلى صعوبة في هضم السكروز والمالتوز. وغالبا ما يعاني الأفراد المصابون بمتلازمة القولون العصبي (التي تتسم بأعراض مثل التشنجات وآلام البطن، الانتفاخ، الشعور بالامتلاء أو الحرقة، والإسهال أو الإمساك) من وجود متغيرات جينية معيبة في جين SI مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

تفضيل السكريات وطفرات جين SI

أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين يعانون من طفرات في جين SI يميلون إلى استهلاك كميات أقل من الأطعمة الغنية بالسكروز مقارنة بالأشخاص الذين يمتلكون جين SI يعمل بشكل طبيعي. وأجريت الدراسة على مجموعة من الفئران التي تفتقر إلى هذا الجين، حيث وُجد أن هذه الفئران قللت بشكل ملحوظ من استهلاكها للسكروز وأظهرت تفضيلاً أقل له.

دراسات على البشر ودلالاتها

قام الباحثون باختبار نظريتهم على حوالي 6000 شخص في غرينلاند و135 ألف شخص في المملكة المتحدة، ووجدوا أن الأشخاص الذين يمتلكون قدرة محدودة أو منعدمة على هضم السكروز، بسبب طفرات جينية في جين SI، يميلون إلى استهلاك كميات أقل من السكريات.

الأمل في تقليل استهلاك السكروز

قال الدكتور بيتر ألديز، قائد الدراسة من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة: "تشير هذه النتائج إلى أن التباين الجيني في قدرتنا على هضم السكروز الغذائي يمكن أن يؤثر على تناولنا وتفضيلنا للأطعمة الغنية بالسكروز، مما يفتح الباب أمام إمكانية استهداف جين SI كوسيلة لتقليل استهلاك السكروز على مستوى السكان".

التأثيرات الصحية والحد من استهلاك السكر

يأمل ألديز وفريقه أن تُساهم هذه النتائج في خفض استهلاك السكروز على مستوى العالم. فالاستهلاك المفرط للسكر يمكن أن يُلحق ضررًا بالخلايا، ويؤدي إلى التهابات مزمنة، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، أمراض القلب، السكري، أمراض الكبد، وحتى السرطان.