لبنان الكرامة، عم يخلق من جديد
مقالات
لبنان الكرامة، عم يخلق من جديد
حليم خاتون
17 تشرين الثاني 2024 , 16:33 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:

عندما غنت فيروز "إسوارة العروس"، كان رجال المقاومة في لبنان ينسجون أسطورة لبنان الذي دخل في مخاض صعب لم يبدأ في ١٣ نيسان ١٩٧٥؛ بل منذ فجر التاريخ؛ منذ أن قرر أحرار من لبنان إعادة كتابة مجد بلاد الشام التي كانت فيها بيروت "أم الشرائع" أيام إمبراطورية روما؛ 
وصيدا تقاوم ارتحششتا، 
وصور يحاصرها الإسكندر المقدوني ولا يستطيع منعها من بناء قرطاجة العظيمة على شواطئ تونس الأفريقية...

بل حتى منذ أن قامت دمشق بنشر المسيحية والمذهب الارثوذكسي في روسيا القيصرية وأوكرانيا وجورجيا...؛ 
ومنذ أن انطلق من جبل عامل رجال دين إلى إيران فشيعوها، 
والى بلاد الهند والسند فنشروا فضيلة العامليين في إسلام تلك الأصقاع...

عندما غنت جوليا كلمات " هاو إلنا يا جنوب"، كانت تشكر رجال الله على الثغور وهم يقاتلون لتحرير الأرض والإنسان...

لا ديما صادق، ولا رامي نعيم، ولا كل لائحة أسماء العار والذل والخيبة من جماعة الجنرال بيتان الفرنسي يمكن أن يغيروا ملح هذه الأرض؛

حتى لو كان بينهم دكتور ربما يبرع في شيء ما، لكنه يخفق في كل ما يمت إلى الوطن بصلة...

دكتور قد يكون مزيفا او غير مكتمل مثل سمير، او قد يكون حقيقة مرة مثل جوكر جبهة تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني في زمن يقوم فيه جوكر آخر في مطار بيروت بمحاولة تثبيت حقائق ضد التاريخ وضد الجغرافيا من أجل كرسي لن يجلس عليه حتى لو أتت كل دبابات الميركافا التي يملكها الكيان الذي وصفه نعوم تشومسكي بأنه أعلى مراحل الاستعمار...

لم نسمع بعد ما يمكن أن يقوله الأخ محمد عبيد بعد شطحات جوزيف عون الأخيرة...

في بيت بشير الجميل كبر طفلان؛

نديم الذي أخذ كل صفات الجانب الذي يبدو أن بشير حاول التحرر منها وفق ما عرفناه من كتابات الاسرائيليين،
ويمنى التي يبدو من كتابات سامي كليب وانطباعات قاسم قصير عنها أنها تخطت عقدة تقديس الأب والوالد لتذهب إلى جوهر ما أراده بشير على ما يبدو وهو بناء دولة في "لبنان الكرامة والشعب العنيد"...
 
في لبنان كثير من الحرية وقليل جدا من الديمقراطية وفقا لضمير لبنان الدكتور سليم الحص...

لهذا يكثر عدد الجواكر من كل الطوائف والمذاهب...

تكثر المواقع، ويكثر معها ما يفرزه جسد هذا الوطن من قيء وفضلات مع استمرارية تكوين لن يتوقف...

مواقع مثل سبوت شوت تبث مقابلة مع جوكر يخبرنا أن دمه الدرزي حامي وان حزب الله قد انتهى...
على الأقل هذا ما أخبره به أخوه ب"الرضاعة" افيخاي أدرعي...

مواقع أخرى تتحفنا من وقت إلى آخر بوجوه مثل مكرم رباح الذي يتمتع براتب جيد من كرسي مريح في مؤسسات الإنجيليين الأميركيين من المحافظين الجدد الذين مهما علا خيلهم لن يصلوا إلى مستوى كعب حذاء مقاوم في الجنوب والبقاع يصنع التاريخ لجغرافيا تقول ان هذه المنطقة لن يحكمها كيان مصطنع حتى لو غطى الغرب كل جرائمه ضد الإنسانية، وحتى لو استمر في تسليحه الذي فاق كل وصف...

قد يختلف المرء في تفاصيل مع أمثال الإعلامي غسان سعود الذي يخوض هذه الأيام حرب بناء الوطن عبر بناء أجيال تؤمن بهذا الوطن...

قد يختلف مع الدكتورة ليلى نقولا في تفاصيل أخرى لكنه يعتز بأن في لبنان هذا الكم من المفكرين الكبار الذين يؤمنون بأن لبنان سوف يقوم رغما عن فارس سعيد وجوقة جيري ماهر الذي لحن لل" الثوار" الذين دمروا الكثير من مقومات الدولة في سوريا...

كل المسودات السوداء التي تحملها سفيرة الشر الأميركي لن تمر حتى لو أعطت أميركا للكيان مزيدا من أدوات التدمير وغطت جرائم الحرب التي تقترب من صفة الإبادة...

بعد شهادة السيد نصرالله...
بعد كل هذا الدمار الذي تحمل مسؤوليته أميركا بالدرجة الأولى والنظام الرسمي العربي الذي يمول جزءا كبيرا من حرب الإبادة...

بعد كل هذه القنابل الفوسفورية والعنقودية والفراغية وقنابل اختراق الطوابق الذي برعت أميركا في اختراعه لأجل قتلنا...

نطلب من المجاهدين الذين لا يزالون في كل بقعة من ارضنا المقدسة بعدما ارتوت بكل ما بذل في سبيلها من دماء...

نطلب منهم أمرا واحدا فقط...

الكاميكاز الياباني ليس اكثر ارتباطا بعقيدته منا...

عقيدة الشيوعيين في فيتنام لم تكن،ولن تكون أفضل من تعاليم مدرسة الحسين...

الذين هزموا النازي في ستالينغراد ليسوا اكثر رجولة من رجال الله على الأرض...

قد تريد السلطة في لبنان ١٧٠١...
قد يريد أولاد الزانية ١٥٥٩...
قد يريد أولاد الكلب ١٧ أيار آخر...

يمكرون، ويمكر الله...
لكن الله خير الماكرين...

أنتم لا تدافعون عن لبنان فحسب...
انتم تساهمون في ولادة لبنان جديد...

لبنان العزة والكرامة...
لبنان الذي قال عنه سيد شهداء الأمة إنه بفضلكم سوف يكون أعلى واقوى من الجبال التي يتكون منها...
أنتم تدافعون اليوم عن شجرة الزيتون التي تزين كل بلاد الشام...

أنتم تصنعون ملاحم لم تعرفها لا الإلياذة، ولا غيرها...

أنتم سوف تجعلون أميركا وإسرائيل تلعن الساعة التي قررتا فيها غزو لبنان وانتهاك كل القوانين والأعراف...

فأنتم في النهاية ملح هذه الأرض...
أنتم شجرها...
انتم كما قال السيد العظيم،
أنتم كما شجر الأرز...
لن يقوى عليكم ظالم لو مهما عظمت قوته وجبروته وجرائمه...

انتم كما شجر التين الذي ورد في القرآن...
أنتم كما هذه الأرض نفسها...
أنتم ملائكة الرحمن ودرع هذا الوطن...
لبنان الكرامة، عم يخلق من جديد 
لكن اسوارة العروس هذه المرة مجبولة بالدم "اللي أغلى من كل ذهب الأرض"...
نحن لا نُهزم،
نحن ننتصر حين ننتصر...
وننتصر حين نُستشهد...
                         
المصدر: موقع إضاءات الإخباري