التقاء نهرين بألوان متباينة في الصين.. مشهد فريد بمياه زرقاء وحمراء دون اختلاط
منوعات
التقاء نهرين بألوان متباينة في الصين.. مشهد فريد بمياه زرقاء وحمراء دون اختلاط
20 تشرين الثاني 2024 , 14:22 م

أظهرت لقطات انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشهداً فريداً في الصين، حيث يلتقي نهران مختلفا الألوان دون امتزاج، ما خلق لوحة طبيعية فريدة من نوعها.

https://x.com/i/status/1858413097553379686

نهران متضادان في اللون: الأزرق الجليدي والأحمر الغامق

في هذا المشهد النادر، يظهر نهر "كوايدام" بمياهه الزرقاء الجليدية، ويلتقي بنهر "وولانسوسو" الذي يتميز بلونه الأحمر الغني الناتج عن تراكم أكاسيد الحديد، اللقطة الشهيرة لهذا الالتقاء تُظهر الخط الواضح بين النهرين في بلدة شيانغجيا بمقاطعة دولان، حيث تتقاطع المياه دون أن تختلط.

الأسباب العلمية وراء عدم اختلاط المياه

تعود هذه الظاهرة المدهشة إلى الاختلافات في منشأ النهرين وتركيبتهما الكيميائية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على لون المياه وطبيعتها، يمر نهر "كوايدام" عبر حوض كوايدام في مقاطعة تشينغهاي، حيث يعبر مناطق جبلية مغطاة بالثلوج، ما يمنحه لونه الأزرق الجليدي وصفاء مياهه الباردة، في المقابل ينبع نهر "وولانسوسو" من بحيرة ألاك الواقعة جنوب الحوض، ويكتسب لونه الأحمر من الصخور الغنية بأكاسيد الحديد.

الاختلاف في الكثافة يمنع الاختلاط

يوضح الخبراء أن الفارق في كثافة المياه هو أحد الأسباب الرئيسية التي تمنع اختلاط النهرين. مياه "كوايدام" أقل كثافة نتيجة قلة الجسيمات والعناصر الثقيلة، بينما مياه "وولانسوسو" كثافتها أعلى بسبب احتوائها على أكاسيد الحديد. هذا التفاوت في الكثافة يعني أن كلا النهرين يحتفظ بطبقته المنفصلة عند الالتقاء.

تيارات مائية وسرعات مختلفة

لا يقتصر السبب على الكثافة فقط، بل تؤثر أيضاً سرعة تدفق المياه وتياراتها على هذا الظاهرة، تتدفق مياه النهرين بسرعات مختلفة، ما يؤدي إلى تشكل تيارات غير متوافقة تعزز من بقاء المياه منفصلة. علاوة على ذلك، تساهم الفروقات في درجات الحرارة في زيادة استقرار المياه ومنع اختلاطها، حيث تُعتبر مياه "كوايدام" أبرد بفعل مرورها عبر المناطق الجبلية، بينما تميل مياه "وولانسوسو" لأن تكون أدفأ نسبياً.

لوحة طبيعية مدهشة

تُظهر اللقطات المتداولة نقطة الالتقاء بين النهرين على شكل الحرف Y، ووصفها العديد من المستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنها "لوحة زيتية من صنع الطبيعة"، تعكس جمال الظواهر الطبيعية التي تزخر بها الأرض، وتذكرنا بقدرة الطبيعة على تشكيل مشاهد تفوق الخيال.