أثبتت دراسة حديثة أن دخان السجائر يفاقم التهابات فيروس الإنفلونزا A من خلال تعطيل التوازن الطبيعي للميكروبيوم في الحلق، يشير هذا الاكتشاف إلى وجود صلة كبيرة بين التدخين وزيادة شدة الأمراض التنفسية.
العلاقة بين التدخين والميكروبيوم
نُشرت الدراسة في مجلة mSystems التابعة للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة، وأظهرت أن التعرض لدخان السجائر يغير تركيبة الميكروبيوم في الحلق والجهاز الهضمي.
الميكروبيوم في الحلق يشمل الكائنات الدقيقة التي تعيش في الحنك الرخو، الحلق، اللوزتين، والجزء الخلفي من اللسان.
رغم أن التأثير الضار للتدخين على الصحة التنفسية معروف منذ زمن طويل، مثل ارتباطه بأمراض رئوية مزمنة وزيادة خطر المضاعفات المرتبطة بالإنفلونزا، إلا أن تأثيره على الميكروبيوم لم يكن واضحاً حتى وقت قريب.
كيف يؤثر التدخين على شدة الإنفلونزا؟
قام الباحثون بإجراء تجربة على الفئران لدراسة العلاقة بين دخان السجائر والميكروبيوم تضمنت التجربة:
1. تعريض الفئران لدخان السجائر: أدى ذلك إلى تغييرات ملحوظة في ميكروبيوم الحلق والجهاز الهضمي.
2. نقل الميكروبيوم: تم نقل البكتيريا من فئران تعرضت للدخان إلى فئران خالية من الجراثيم.
3. إصابة الفئران بالإنفلونزا: أظهرت النتائج أن الفئران التي استقبلت الميكروبيوم من فئران تعرضت للدخان عانت من مرض أكثر حدة، بما في ذلك فقدان أكبر للوزن.
نتائج الدراسة وتفسيرها
أظهرت الدراسة أن التعرض لدخان السجائر لا يؤثر فقط على الجهاز التنفسي بشكل مباشر، بل يؤثر أيضاً من خلال تعطيل الميكروبيوم، مما يزيد من حدة العدوى الفيروسية.
ووجد الباحثون أيضاً أن التغيرات في تكوين الميكروبيوم كانت أكثر وضوحاً في اليومين الرابع والثامن من الإصابة بالفيروس.
الآثار المستقبلية
يقول الدكتور ماركوس هيلتي، الباحث الرئيسي في الدراسة:
"التأثير لا يقتصر فقط على التدخين بحد ذاته، بل إن ميكروبيوم المدخنين قد يلعب دوراً كبيراً في شدة الأمراض التنفسية والعدوى الفيروسية."
وأضاف أن "اضطراب الميكروبيوم الناجم عن التدخين هو عامل مهم يجب أخذه بعين الاعتبار خلال العدوى الفيروسية."
تكشف هذه الدراسة أهمية الميكروبيوم في الصحة التنفسية وتسلط الضوء على الدور الخطير لدخان السجائر في تعطيله، مما يؤدي إلى تفاقم الأمراض التنفسية مثل الإنفلونزا. يمكن أن تكون هذه النتائج خطوة نحو فهم أعمق للعلاقة بين التدخين وصحة الجهاز التنفسي، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية جديدة.