دراسات و أبحاث
لماذا ألغى الرئيس ترمب الضربة العسكرية على إيران قبل موعدها بعشر دقائق؟*- سيد جبيل
29 حزيران 2019 , 12:53 م
بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني عن إسقاط طائرة گلوبال هوك الشبحية المخصصة للتجسس والمسح الألكتروني لدخولها المياه الإقليمية الإيرانية
بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني عن إسقاط طائرة گلوبال هوك الشبحية المخصصة للتجسس والمسح الألكتروني لدخولها المياه الإقليمية الإيرانية توقع الكثير من الخبراء والمحللين أن إدارة الرئيس ترمب سترد على الحادثة بقصف لمنشآت عسكرية إيرانية وتفاجأ الجميع بخبر مفاده أن ترمب ألغى الضربة العسكرية قبل التنفيذ بعشر دقائق وقد قدم ترمب تفسيرا لإلغاء العملية لأنه علم من جنرالاته أن العملية ستؤدي لمقتل ١٥٠ ايرانياً!!!
في الحقيقة أن ترمب لا يملك الإرادة بل لاتوجد لديه أية رغبة في شن عمليات عسكرية ضد إيران ووصل به الحال إلى خلق تبريرات لإسقاط إيران طائرته التي حاولت التجسس عليهم، فحاول أن يقلل من أهمية الحدث ومن ثم صرح بأن من أسقط الطائرة هو أكيد شخص متهور وغبي (بمعنى أن هنالك ضابط تصرف من تلقاء نفسه واتخذ موقفا لا يعبر عن الموقف الرسمي الإيراني) فأخذ يلتمس الأعذار للحرس الثوري ثم قرر إلغاء العملية بداعي أنها ستؤدي لمقتل ١٥٠ ايرانياً وهو العذر الذي لم يقبله الداخل الأمريكي
في الحقيقة أن إلغاء العملية كانت لها أسبابها:
1_أن ترمب ليس رجل حرب فهو يهدد بالحرب لكنه لا يشنها أبداً فالاتجاه العام لدى ترمب أن لا يتورط في الحروب إلا إذا كان هنالك أمر يمس الأمن القومي الأميركي المباشر والأمثلة متعددة منها ما حصل في سوريا في أبريل ٢٠١٨ حينما قرر توجيه ضربة ساحقة ماحقة للنظام السوري تؤدي إلى إسقاطه وإلغاءه من الوجود والعالم حبس أنفاسه إلا أنها كانت ضربة محدودة جدا لم تغير شيء على أرض الواقع لذا هو رجل يريد أن يقدم نفسه بأنه مصلح للاقتصاد الأمريكي لا رجل حروب يستنزف الاقتصاد
2_أن ترمب يخشى من رد الفعل الإيراني الذي قد يؤدي لمقتل العشرات وربما المئات من جنوده المنتشرين في العراق وسوريا ومنطقة الخليج الفارسي وأفغانستان وباكستان أو بتعرض حلفائه في الخليج إلى ضربات عسكرية تشل اقتصادهم أو بقطع خط الملاحة البحري ما يؤدي إلى ارتفاع خطير في أسعار النفط الأمر الذي سيصب في صالح الروس ويؤثر على الاقتصاد الأمريكي
3_ الأمر الثالث هو التوقيت لأن ترمب يستعد للترشح لولاية ثانية في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يتعارض مع وعوده التي أطلقها لناخبيه بعدم الخوض بأي حروب وكذلك لكونه مشغول بإعداد وتمرير صفقة القرن ومن غير المنطق التورط بحرب ستتسع كل دول المنطقة في هذا التوقيت
في الحقيقة أن ترمب يعتقد أن هنالك وسائل غير وسيلة الحرب العسكرية لإيذاء إيران من دون التورط بعمليات عسكرية مكلفة بشريا وماديا ومن أفضل الوسائل (كما يعتقد هو) اللجوء إلى وسيلة حروب الجيل الرابع والخامس:
-ضغوط وعقوبات اقتصادية قاسية شملت وزير الخارجية وقائد الثورة ظنا منه أنهم سيُجبرون على الجلوس على طاولة المفاوضات بشروطه هو!!!!
-العزف على وتر الحرب النفسية وإيصال رسالة للشعب الإيراني بأن اذا كان اليوم سيء فغداً أسوء إذا تمسكتم بسياستكم المناوئة للولايات المتحدة الأمريكية
- خلق فجوة وعداوة بين الشعب والقيادة والحكومة
- إيصال رسالة إلى الشعب الإيراني بأن حكومتكم تقودكم إلى المستقبل المجهول بعداوتها لأمريكا
- إطلاق دعوات عبر عملائهم في الداخل للخروج بتظاهرات واحتجاجات على الحكومة
- شن حروب سايبرانية (التكنلوجية) تستهدف منشآت حيوية وخصوصاً أجهزة الكمبيوتر الإيرانية المسؤولة عن تخصيب اليورانيوم وماشاكل
- شيطنة إيران عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي
-يعتقد ترمب أن هذه الضغوط ستؤدي إلى ارتكاب إيران أخطاءً منها تعطيل الملاحة في مضيق هرمز_ على سبيل المثال _ بشكل يستعدي كل دول العالم ضدهم أو أنهم سيُجبَرون على الخروج من الاتفاق النووي الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى استعداء دول أوربا الرافضة لشن حرب على إيران وسيكون لهم مبرر أنها تصطف مع ترمب ضد إيران وبالتالي تستطيع الولايات المتحدة من إنشاء تحالف دولي ضد ايران وشن حرب لاحقة موسعة تختار الولايات المتحدة توقيتها وحجمها بالشكل والآلية المناسبة
المصدر:
الأكثر قراءة
*بشار الأسد، إنتحِر
تسريب محاضرة هامة للجنرال الإيراني بهروز إثباتي، أحد قيادات الحرس الثوري وآخر جنرال إيراني غادر سوريا أثناء هروب بشار الأسد إلى موسكو.
عبد الحميد كناكري خوجة :” إن الأبرار لفي جحيم وإن الفجار لفي نعيم“
فتيش وخرفيش
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً