‏كتب الأستاذ مازن أنيس النقاش: الإحتلال الرقمي
مقالات
‏كتب الأستاذ مازن أنيس النقاش: الإحتلال الرقمي
مازن أنيس النقاش
23 تشرين الثاني 2024 , 18:52 م


‏الحقيقة الصادمة: نحن تحت الاحتلال الرقمي، والمراقبة ليست مجرد تكنولوجيا بل أداة للسيطرة الكاملة

‏ما نعيشه اليوم ليس تطورًا تكنولوجيًا أو مجرد مراقبة لأسباب أمنية. نحن تحت احتلال رقمي بقيادة صهيونية، تملك أدوات تجسس متطورة مثل بيغاسوس، هدفها إخضاع البشرية وتحويلنا إلى أدوات في مشروعهم التوسعي.

‏برامج التجسس والتعرف على الوجه والقياسات الحيوية ليست "تقنيات حديثة"، بل أسلحة استعمارية تُستخدم لإعادة تشكيل المجتمعات وفرض نظام رقابي لا يُمكن الهروب منه. هذا ليس احتلالًا للحدود، بل احتلالٌ للعقول والأرواح.

‏بينما أنتم مشغولون بـ"من قال ماذا في السياسة اللبنانية"، وبالحديث عن "إيران تركتنا أم لا" و"السعودية ستضخ أموال أم لا"، و"إذا كان القرار 1701 جيدًا أو سيئًا"... الحقيقة هي أنكم تُساقون في سيرك. مشغولون بالنقاشات الفارغة بينما يتم بناء قفص رقمي يُغلق عليكم ببطء. 

‏إن الشركات الصهيونية ليست "شركات تكنولوجيا مستقلة". إنها أذرع استخباراتية تعمل بالتنسيق مع أجهزة الأمن الغربية. الهدف؟ السيطرة على الفضاء الرقمي، تجميع البيانات، والتحكم في كل قرار سياسي واقتصادي في الشرق الأوسط والعالم.

‏الحقيقة المُرة؟ كل من يرفع صوته ضد هذا النظام الرقابي سيُستهدف. الأمثلة لا تُحصى:

‏جمال خاشقجي: قُتل بعد مراقبته باستخدام بيغاسوس.
‏شيرين أبو عاقلة: اغتيلت بعد تغطيتها لأحداث جنين تحت المراقبة.

‏دافني كاروانا: فجرت فساد الحكومات، قُتلت بتفجير سيارتها.

‏إدوارد سنودن: كشف النظام الرقابي العالمي وتعرض لملاحقة مستمرة.

‏الحلول ليست في "تغيير التطبيقات" أو "استخدام هاتف آمن". إذا كان الجهاز متصلًا، فهو مُراقَب. الحل هو التحرر من هذا النظام بالكامل. العودة إلى أساليب تواصل لا يمكن مراقبتها، بناء شبكة مقاومة لامركزية تعتمد على الأساليب التقليدية والتقنيات المفتوحة المصدر.

‏إذا لم نستيقظ الآن وندرك حجم الخطر الذي نواجهه، سأقولها بوضوح: الفاتحة على أرواحنا جميعًا من اليوم. استمروا في السيرك السياسي، لكن اعلموا أن العبودية الرقمية قادمة، ولن ينجو أحد من قبضتها.

‏في النهاية، الخيار واضح: نقاوم الآن، نبني نظامًا موازيًا، أو نقول وداعًا لحريتنا. إذا استمرينا في هذا الطريق، فأهلاً بكم في العبودية السعيدة.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري