تحية إلى أم علي، الى أم حسين
مقالات
تحية إلى أم علي، الى أم حسين
حليم خات
24 تشرين الثاني 2024 , 20:56 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

سوف يتساءل القارئ من هي يا ترى أم علي!
في اليمن ينتشر اسم علي في كل بيت تقريبا...

حتى داخل الأسرة الواحدة، تجد إسم علي مكرر مركب على إسم آخر؛ محمد علي، ربيع علي، علي ناصر، علي سالم... إلى ما شاء الله من أسماء مباركة...

في جنوب لبنان والبقاع والضاحية، لا يخلو بيت من إسم علي إلى درجة أن المرء حين يتوجه إلى  آخر باسم علي، يصيب بنسبة تزيد على الخمسين في المئة...

إذا، من هي أم علي؟

أم علي هي كل أم في الجنوب أو البقاع أو ضاحية الشرف في هذا البلد الذي لا يخلو من حقير هنا حتى لو حمل اسم "أشرف"، او كاذب محتال هناك حتى لو تسمى "صادقا"؛  أو ربما عميل معلن قد يحمل اكثر من إسم، أو عميل مستتر لا يحتاج الى اسم أصلا، لأنه في الأصل، بلا أصل...

كل أم تقريبا، هي أم لطفل ذَكَرِِ اسمه علي حتى لو لم يكن الولد البكر؛ وحين يكون اسم الاب "علي"، ننتقل فورا إلى اسماء حسين أو حسن أو  عباس إلى آخر أسماء سلالة أئمة اهل بيت النبوة...

اليوم ابتسمت أم علي...

منذ السابع عشر من سبتمبر أيلول لم تتوقف الضربات الإسرائيلية أو الأميركية أو غيرها من دول منظومة بني صهيون...

غارات من الجو، وطعنات في الظهر من الأعراب...

كم مرة خرجت كلاب داشرة تنبح...

إيلي خوري، مي شدياق، طوني بولس، مكرم رباح، حتى أحمد "البسين" غير اسمه إلى جيري وراح ينبح هو الآخر...

هؤلاء كانوا يلاحقون أم علي وأم حسين بالشتائم وبكل انواع نعوت الجاحدين لهذا الوطن وهذه الأرض...

خرجت أم محمد تواسي حفيدها باستشهاد أبيه علي وتذكره بقول يجري على الألسنة منذ ١٤٠٠، 
"يا ليتنا كنا معكم، لفزنا فوزا عظيم"...

في فلسطين، تدفق أصدقاء الشهداء يرددون:
"أم محمد نيالك، يا ريت امي بدالك"...

الأم في لبنان؛ الأم في فلسطين...

إنهن أيقونات...

في إحدى الليالي السوداء، اجتمع في ابو ظبي جمع من خنازير العرب يحاولون فك شيفرة حزب الله...

كان هؤلاء من بين الكثير من أجهزة المخابرات العربية الذين شكلوا رادفا إلى غرف مظلمة استطاعت إنجاز خروقات في لبنان...

ألم يكن مروان حمادة يحمل خرائط النظام اللبناني عن شبكة الاتصالات الارضية الخاصة بحزب الله وينتقل بها من سفارة غربية إلى سفارة أخرى...

ألم تكن الMTV وال LBC رأس حربة الهجوم على القرض الحسن إلى أن استطاع الاميركيون  الوصول إلى هذه الداتا عبر شركات لبنانية في الواجهة، صهيونية في الأبعاد؟...

ألم يصل التطبيل لاتفاقية سلام مع الكيان المصطنع إلى عقر التيار العوني؟...

ألم يتنصل ميقاتي من اي شبهة علاقة مع إيران خوفا على أمواله في الغرب؟...

هكذا كان يجري فك شيفرة المقاومة..

رغم أنف كل هؤلاء، خرجت صواريخ المقاومة الإسلامية تدك تل أبيب معلنة أن معادلة السيد حسن لا تزال قائمة...

كانت أم علي حزينة على فراق الشهداء...

سمعت عن محادثات مع هوكشتاين قد تؤدي إلى  نكسة أخرى...

لكن أملها بالله كان كبيرا...

سمعت أم علي أخبار إحراق تل أبيب...
حملت سجادتها وسجدت لله شاكرة...
بعد اليوم لن يستطيع إبناء العاهرات من النباح في حضرتها...

حين كانوا ينبحون كانت أم علي، تكتم الغيظ ثم تتجه إلى السماء طالبة نصرا من الله يُسكت كل ألسنة أبناء وبنات العاهرات الذين يحومون حول النازحين يشمتون...

كانت أم علي تتذكر مواكب سبي بنات رسول الله على أيدي من لعنهم التاريخ قبل نفيهم إلى جهنم، فترى كم أن معاناتها لم تصل إلى مستوى معاناة بيت اهل النبوة...

قبل سنين، سمعت أم علي ابنها علي  يردد شعار "لن تُسبى زينب مرتين"...

عاد الابطال من سوريا بعد أن هزموا من أراد سبي سوريا...

اليوم سمعت أم علي أبطال الميدان يقسمون أن العدو لن يمر حتى لو تقدمت جيوش الأطلسي كلها إلى الميدان...

أم علي ارسلت علي وحسين وحسن وعباس إلى الميدان...

هي تعرف ان الله ينصر من ينصر الحق...
هي تعرف ان في فلسطين كل الحق...

هي تعرف اننا قوم لا نُهزم...

نحن ننتصر حين ننتصر،
وننتصر حين نُستشهد...
                            
المصدر: موقع إضاءات الإخباري