قبرص تقدم خطة طموحة للانضمام إلى الناتو بدعم أمريكي
أخبار وتقارير
قبرص تقدم خطة طموحة للانضمام إلى الناتو بدعم أمريكي
26 تشرين الثاني 2024 , 14:40 م

في خطوة طموحة لتعزيز موقعها الجيوسياسي، قدمت جمهورية قبرص بقيادة الرئيس نيكوس خريستودوليدس خطة شاملة للاندماج التدريجي في حلف شمال الأطلسي (الناتو)،

تم صياغة هذه المبادرة سياسيا واستراتيجيا، وجرى تأكيدها رسميا خلال اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة "كاتيميريني".

الخطة، التي لاقت استحسانا في واشنطن، تمثل تغييرًا في توجهات الجزيرة الجيوسياسية، وتسعى لتعزيز انخراطها في الإطار الأوروبي-الأطلسي. ومع ذلك، تواجه هذه الطموحات تحديات سياسية واستراتيجية كبيرة.

أولويات الخطة القبرصية

تركز الخطة القبرصية على ثلاث أولويات رئيسية:

1. إقامة علاقات مؤسسية مع الناتو: تهدف إلى تعزيز التعاون الرسمي بين قبرص والحلف.

2. الوصول إلى معدات الدفاع الأمريكية: خطوة استراتيجية لرفع مستوى القدرات الدفاعية.

3. تحديث القوات المسلحة القبرصية: لتلبية معايير الناتو وتحقيق التكامل مع حلفائه.

يتطلب تحقيق هذه الأهداف تقدما سياسيا كبيرا، بما في ذلك حل القضية القبرصية المستمرة منذ عقود، وتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. هذه الخطوات تُعد أساسية لتجاوز العقبات الهيكلية التي تعيق عضوية قبرص الكاملة في الحلف.

تعزيز الأمن والدفاع المشترك

تسعى قبرص من خلال هذه الخطة إلى تعزيز أمنها عبر آلية الدفاع الجماعي لحلف الناتو، المنصوص عليها في المادة الخامسة من معاهدة شمال الأطلسي.

الوصول إلى المعدات العسكرية المتطورة وبرامج التدريب سيتيح لقبرص تطوير قواتها المسلحة وتحسين قدرتها على التعاون مع الحلفاء، مما يعزز من وضعها الدفاعي بشكل عام.

الأهمية الجيوسياسية في شرق المتوسط

انضمام قبرص للناتو سيعزز من أهميتها الجيوسياسية في منطقة شرق المتوسط، وسيدعم دورها في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

من شأن هذا التكامل أن يعزز التعاون مع الدول المجاورة ويعمق انخراط قبرص في المؤسسات الأوروبية-الأطلسية. كما تتماشى الخطة مع الشراكات الاستراتيجية الحالية التي تشمل إسرائيل واليونان بدعم من الولايات المتحدة، لمعالجة التحديات المعقدة في المنطقة.

التحديات أمام الطموحات القبرصية

رغم الفوائد المحتملة، تواجه هذه المبادرة عدة تحديات، من أبرزها:

1. الصراع القبرصي المستمر: الانقسام بين جمهورية قبرص وجمهورية شمال قبرص التركية منذ عام 1974 يشكل عائقا رئيسيا.

2. المعارضة التركية: تركيا، العضو الرئيسي في الناتو، تعارض مشاركة قبرص في المؤسسات الأوروبية-الأطلسية وقد تصعّد التوترات في حال المضي قدمًا نحو العضوية.

3. السياسة التاريخية للحياد: منذ استقلالها عام 1960، انتهجت قبرص سياسة عدم الانحياز، بما في ذلك المشاركة في حركة عدم الانحياز. الانضمام للناتو يتطلب تحولًا سياسيا كبيرا وإجماعا داخليا.

الأسئلة حول السيادة الوطنية

يثير احتمال زيادة الوجود العسكري الأجنبي على الجزيرة تساؤلات حول السيادة الوطنية.

مع وجود قاعدتين عسكريتين بريطانيتين بالفعل على الجزيرة، قد يؤدي توسيع الوجود العسكري للحلفاء إلى معارضة داخلية، خاصة من بعض شرائح السكان.

على الرغم من تعقيداتها وطبيعتها طويلة الأمد، تمثل هذه الخطة خطوة محورية في إعادة توجيه قبرص استراتيجيا.

من خلال تعزيز العلاقات المؤسسية مع الناتو وتعميق التعاون مع الولايات المتحدة، تهدف قبرص إلى معالجة التحديات الجيوسياسية في شرق المتوسط وترسيخ مكانتها ضمن الهيكل الأمني الأوروبي-الأطلسي.

هذه المبادرة تعكس رؤية قبرص المستقبلية: أن تصبح لاعبا رئيسيا في ديناميكيات الاستراتيجية الإقليمية المتطورة عبر شراكات قوية والتزامات مشتركة تجاه الاستقرار والأمن.