نظام التحكم في خلايا الدماغ عمل على تعزيز التفكير والذاكرة.. خطوة لعلاج الصرع والتوحد والاضطرابات العصبية
منوعات
نظام التحكم في خلايا الدماغ عمل على تعزيز التفكير والذاكرة.. خطوة لعلاج الصرع والتوحد والاضطرابات العصبية
30 تشرين الثاني 2024 , 15:15 م

أظهرت دراسة حديثة أن الخلايا العصبية المنظمة (الإنترنورونات) تعمل كمنظم لحركة الإشارات داخل الدماغ، حيث تلعب دور "المراقب" الذي ينظم نشاط الخلايا العصبية الأخرى.

بحث ثوري في التواصل بين خلايا الدماغ

أجرى الدكتور ماركو بوكيو وفريقه في قسم علم النفس بجامعة دورهام دراسة كشفت عن الدور الحيوي للخلايا العصبية المنظمة. تُشبه هذه الخلايا بأجهزة التحكم في حركة المرور، حيث تنظم تدفق الإشارات بين الخلايا العصبية الأخرى.

توفر هذه الدراسة رؤى جديدة حول كيفية تواصل الخلايا المنظمة مع الخلايا العصبية الأخرى، ما قد يمهد الطريق لعلاجات جديدة للاضطرابات العصبية.

فهم جديد لدور الخلايا المنظمة

في الماضي، لم يكن يُعرف الكثير عن كيفية مساهمة كل خلية منظمة بشكل فردي في أنماط النشاط العصبي الشاملة. لكن هذه الدراسة تُظهر بوضوح أن الخلايا المنظمة تلعب دورا محوريا في الحفاظ على التوازن العصبي داخل الدماغ.

دور الخلايا المنظمة في الصحة العصبية

تعمل الخلايا المنظمة كأنها "نظام فرامل" متطور للدماغ، حيث تتحكم في توقيت إطلاق الإشارات العصبية من الخلايا الأخرى. هذا التحكم ضروري للحفاظ على نشاط الدماغ الطبيعي.

عندما لا تعمل هذه الخلايا بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات عصبية مثل:

الصرع

التوحد

الفصام

تقنيات التصوير المتقدم لفهم أعمق

قام فريق البحث بدراسة الخلايا المنظمة في منطقة الحُصين (Hippocampus) في أدمغة الفئران، وهي منطقة أساسية للتعلم والذاكرة. استخدم الباحثون تقنيات تصوير دماغية متقدمة إلى جانب تقنيات تفعيل الخلايا باستخدام الضوء.

خلال فترات الراحة الهادئة، اكتشف الباحثون أن تنشيط خلية منظمة واحدة يمكن أن يُحدث استجابة منسقة عبر الخلايا العصبية الأخرى.

هذا النشاط المنسق لم يعطّل التنظيم الطبيعي للخلايا.

بدلاً من ذلك، أضعف تنشيط الخلية المنظمة إشارات "التوقف" في الدماغ، ما سمح لمجموعات من الخلايا العصبية بالعمل معا في تناغم.

آفاق علاجية للاضطرابات العصبية

قد يكون هذا التناغم في النشاط العصبي أساسيا في تكوين ذكريات جديدة أو في معالجة التجارب السابقة.

هذا الاكتشاف يُعد خطوة مهمة لفهم كيفية تنظيم الدماغ لأنشطته، ويفتح المجال أمام علاجات جديدة للاضطرابات المرتبطة بالأنماط العصبية المرضية.

تسليط الضوء على هذه الخلايا قد يساهم في تطوير علاجات تستهدف تحسين التوازن العصبي لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل الصرع أو التوحد، وبالتالي تحسين نوعية حياتهم.