الـيوم ألـقى فـي “دمـشق” بـني أبي
وأبــث أهـلـي فــي الـكـنانة مــا بــي
وأبـــث أجــدادي بـنـي غـسـان فــي
ربـــوات “جـلّـق” مـحـنتي وعـذابـي
وأهــيـم والأنــسـام تـنـشـر ذكــرهـم
حــولـي فـتـنـضح بـالـعـطور ثـيـابي
وأهــز فــي تــرب “الـمـعرة” شـاعـراً
مـثـلـي: تــوحـد خـطـبـه ومـصـابـي
وأعــود أســأل “جـلّـقاً” عــن عـهدها
“بـــأمــيــةٍ” وبــفــتـحـهـا الـــغـــلابِ
صـورٌ مـن الـماضي تـهامس خاطري
كــتــهـامـسِ الــعــشـاق بـــالأهــدابِ
دعــنـي أغـــرد فـالـعـروبة روضـتـي
ورحـــاب مـوطـنـها الـكـبير رحـابـي
“فدمشق” بستاني “ومصر” جداولي
وشـعـاب “مـكة” مـسرحي وشـعابي
وســمـاء “لـبـنـانٍ” سـمـاي ومــوردي
“بــردى” ودجـلـة والـفـرات شـرابـي
وديــــار عــمــانٍ” ديــــاري.. أهــلـهـا
أهـلـي وأصـحـاب الـعـراق صـحـابي
بـل إخـوتي ودم “الـرشيد” يفور في
أعـصـابـهم ويــضـج فـــي أعـصـابي
شـعـب الـعـراق وإن أطــال سـكـوتهُ
فــســكــوتـه الإنـــــــذار لـــلإرهـــابِ
ســل عـنـه ســل عـبـدالإله وفـيـصلاً
يــبـلـغـك صـرعـهـمـا أتــــم جــــوابِ
لــن يـخـفض الـهامات لـلطاغي ولـم
يــخـضـع رؤوس الــقــوم لــلأذنــابِ
وطـــن الـعـروبـة مـوطـنـي أعــيـاده
عـيـدي، وشـكـوى إخـوتـي أوصـابي
فـاترك جـناحي حيث يهوى تحتضن
جــــو الــعـروبـة جـيـئـتي وذهــابـي
يــا ابـن الـعروبة شـد فـي كـفي يـداً
نــنــفـض غــبــار الــــذل والأتــعــابِ
فـهـنا هـنـا الـيـمن الـخـصيب مـقـابرٌ
ودمٌ مـــبـــاحٌ واحــتــشــاد ذئـــــابِ
ذكــره بـالـماضي عـسـى يـبني عـلى
أضـــوائــه مـــجــداً أعـــــز جــنــابِ
ذكـــــره بــالـتـاريـخ واذكـــــر أنـــــه
شـعـب الـحـضارة مـشرق الأحـسابِ
صــنــع الــحـضـارة والـعـوالـم نـــومٌ
والــدهـر طــفـل فـــي مـهـود تــرابِ
ومـشى عـلى قممم الدهور إلى العلا
وبـنى الـصروح عـلى ربـى الأحـقابِ
وهـدى الـسبيل إلـى الحضارة والدنا
فــي الـتـيه لــم يـحلم بـلمح شـهابِ
فـمـتى يـفيق عـلى الـشروق ويـومه
يــبـدو ويـخـفـى كـالـشعاع الـخـابي
يــا شـعـب مــزق كــل طـاغٍ وانـتزع
عــــن ســارقـيـك مــهـابـة الأربــــابِ
وأحــذر رجــالاً كـالوحوش كـسوتهم
خـلـعـاً مـــن “الأجـــواخ” والألــقـابِ
خـنـقوا الـبـلاد وجـورهـم وعـتـوهم
كــل الـصـواب وفـصـل كــل خـطابِ
لـــم يـحـسـبوا لـلـشعب لـكـن عـنـده
لـلـعـابـثـيـن بـــــه أشـــــد حـــســابِ
صـمت الشعوب على الطغاة وعنفهم
صـمت الـصواعق فـي بطون سحابِ
فـاحـذر رجــالاً كـالوحوش هـمومهم
ســلـب الـحـمى والـفـخر بـالأسـلابِ
شـهـدوا تـقـدمك الـسـريع فـأسرعوا
يـتـراجـعـون بــــه عــلــى الأعــقـابِ
لــم يـحـسنوا صـدقاً ولا كـذباً سـوى
حــيـل الـغـبـي وخــدعـة الـمـتـغابي
قــــل لــلإمــام: وإن تـحـفـز سـيـفـه
أعـــوانــك الأخـــيــار شــــر ذئــــابِ
يــومـون عــنـدك بـالـسجود وعـنـدنا
يـــومـــون بــالأظــفــار والأنـــيـــابِ
هــم فــي كـراسـيهم قـيـاصرةٌ وهـم
عــنــد الأمــيــر عــجـائـز الـمـحـرابِ
يـتـمـلـقون ويـبـلـغـون إلــــى الــعـلا
بــخـداعـهـم وبــأخــبـث الأســـبــابِ
مـــن كـــل مـعـسـول الـنـفـاق كــأنـه
حـسـناً تـتـاجر فــي الـهـوى وتـرابـي
وغـداً سـيحرقون فـي وهـج الـسنى
وكــأنـهـم كــانــوا خــــداع ســــرابِ
وتـفيق “صنعاء” الجديد على الهدى
والــوحـدة الـكـبـرى عــلـى الأبــوابِ
للشاعر / عبدالله البردوني
من قصيدة: زحف العروبة
ديوان: في طريق الفجر
#بردونيات #البردوني #عبدالله_البردوني