علاج ياباني جديد يقدم بديلا مبتكرا لأطقم الأسنان والغرسات
علوم و تكنولوجيا
علاج ياباني جديد يقدم بديلا مبتكرا لأطقم الأسنان والغرسات
17 كانون الأول 2024 , 11:36 ص

نجح أطباء أسنان يابانيون في تطوير علاج جديد يحمل وعداً بتقديم بديل جذري لأطقم الأسنان والغرسات التقليدية، وذلك عبر تحفيز نمو أسنان جديدة لدى البشر.

يعتمد العلاج على تنشيط براعم أسنان كامنة تحت اللثة، وهي ميزة فريدة تمتلكها البشر، لكنها عادة ما تبقى خاملة.

براعم الجيل الثالث من الأسنان: إمكانيات غير مستغلة

صرّح الدكتور كاتسو تاكاهاشي، رئيس قسم جراحة الفم في مستشفى معهد كيتانو للأبحاث الطبية في أوساكا، أن البشر لديهم براعم غير نشطة تُعرف بأسنان الجيل الثالث، تختلف عن الزواحف والأسماك التي تُجدد أسنانها باستمرار.

وأشار تاكاهاشي إلى أن هذه التقنية قد تكون ثورة حقيقية في مجال علاج فقدان الأسنان، حيث تتفوق على الأطقم والغرسات من حيث التكلفة وفوائدها الصحية.

التجارب السريرية: خطوة نحو المستقبل

في أكتوبر الماضي، بدأ فريق البحث بقيادة تاكاهاشي تجارب سريرية في مستشفى جامعة كيوتو لاختبار دواء تجريبي يمكنه تحفيز نمو الأسنان المخفية.

وتركز التجارب الحالية على الحالات الوراثية التي تؤدي إلى فقدان الأسنان منذ الولادة، وهي مشكلة تؤثر على حوالي 0.1% من السكان.

آلية العلاج: حجب بروتين لتحفيز النمو

كشفت التجارب التي أجريت على الفئران والقوارض أن حجب بروتين معين يسمى "USAG-1" يمكن أن يُحفز نمو أسنان جديدة من الجيل الثالث.

وقد نشر الفريق صوراً لأسنان حيوانية أعيدت زراعتها في المختبر، مما يُبشر بإمكانية تطبيق التقنية على البشر مستقبلاً.

الفوائد المحتملة للأطفال المصابين بفقدان الأسنان الوراثي

يستهدف العلاج بشكل رئيسي الأطفال الذين يعانون من فقدان الأسنان الوراثي، حيث يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في حياتهم.

وقال تاكاهاشي: "هذا العلاج قد يكون بمثابة تغيير جذري، خاصة للأطفال الذين يواجهون صعوبات في المضغ أو مشاكل اجتماعية بسبب فقدان الأسنان".

وتهدف الفرق البحثية إلى إتاحة هذا العلاج بحلول عام 2030.

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم التركيز الحالي على الحالات الوراثية، يأمل الباحثون في أن يتمكنوا في المستقبل من استخدام العلاج لتحفيز نمو الأسنان لدى الأشخاص الذين فقدوا أسنانهم بسبب التسوس أو الإصابات.

وأضاف تاكاهاشي: "إذا نجحنا في تحفيز نمو الأسنان المكتسبة، فسيكون ذلك بمثابة انتصار طبي كبير".

آراء الخبراء الدوليين

علق البروفيسور أنغراي كانغ من جامعة كوين ماري في لندن بأن الفريق الياباني يقود السباق في هذا المجال، مؤكداً أن الأبحاث المبنية على الأجسام المضادة تحمل إمكانات هائلة.

ومع ذلك، أشار كانغ إلى أن نجاح التجارب على الحيوانات لا يعني بالضرورة تحقيق نفس النتائج لدى البشر.

من جهة أخرى، وصف البروفيسور تشنغفي تشانغ من جامعة هونغ كونغ التقنية بأنها "مبتكرة"، لكنه تساءل عما إذا كانت الأسنان المتجددة ستحقق الأداء الوظيفي والجمالي المطلوب.

أمل جديد في مجال طب الأسنان

يمثل هذا العلاج الياباني بارقة أمل لملايين الأشخاص حول العالم، حيث يمكن أن يغير الطريقة التي نتعامل بها مع فقدان الأسنان، ليصبح الحلم باستعادة الأسنان الطبيعية أقرب إلى الواقع.