سقوط دمشق الناعم وخارطة المنطقة المابعد
مقالات
سقوط دمشق الناعم وخارطة المنطقة المابعد
جورج حدادين
18 كانون الأول 2024 , 20:12 م


المبادرة الوطنية الأردنية

جورج حدادين

طالب تركي بن فيصل أل سعود، مدير المخابرات السعودي الأسبق، رئيس الولايات المتحدة المنتخب، دونالد ترمب، بمتابعة إنفاذ مشروعه الأبراهيمي، أولاد إبراهيم بقيادة الأخ الأكبر، من هو ؟ تعلمون، منطلقاً لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، حلم شمعون بيرس، رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق، ومخطط الطغمة المالية العالمية، مشروع برنرد لويس ( 1982)

حيث ملامح هذا المخطط أصبحت واضحة وبشكل بلوري، على شكل خطوات متدرجة:

• اجتياح غزة، وممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية وكسر شوكت الشعب الفلسطيني.

• شن حرب على جنوب لبنان، بهدف القضاء على حزب الله والمقاومة اللبنانية، وإعادة تشكيل الدولة اللبنانية، بما يخدم مشروع الشرق الأوسط الجديد.

• اسقاط دمشق بشكلٍ ناعم، وتسليم السلطة، تقاسماً بين الفاشية التوراتية والعثمانية الجديدة، على يد بيادق الفاشية الأسلاموية،

أستمرار تدمير البني التحتية العسكرية والمدنية السورية، على يد الفاشية التوراتية، بعد سقوط النظام، يدل دلالة واضحة على بدء تنفيذ مشروع ، تكبير الكيان، أحد بنود الشرق الأوسط الجديد، تبعاً لمقولة ترامب " إسرائيل " صغيرة ويجب أن تكبر، فكان إحتلال مزيد من أراضي سورية في الجولان وحوران، وتلاوة المزامير من قبل حاخامات توراتيين على هذه الأرض، بأنهم وصلوا اليوم الى بعض من أرض موعودة لهم، من قبل الله، كونهم الشعب المختار، ولا رد فعلٍ من قبل الجماعات، التي جيء بها الى السلطة على ظهر دبابة عثمانية، وهراوة الفاشية التوراتية.

واستمرار العثمانية الجديدة بإلتوسع في احتلال أراضي شمال سوريا، حلب ولاية عثمانية وكذلك الموصل في العراق، أليست أوضاع هذه الأمة اليوم ملائمة جداً لتقاسم أراضيها بين هذه الذئاب؟.

ارتفاع مفاجئ لقيمة اليرة السورية!!!

• سؤال كبير، هل يعقل، بعد ستة أيام فقط، من سقوط دمشق الناعم، أن تتحسّن قيمة الليرة السورية،

من 17 ألف ليرة للدولار الواحد الى 10 ألاف ، أي تحسن بما يقارب 45%

هل تحسن وضع الاقتصاد السوري بهذه الوتيرة، كي يكون سبباً لتحسن قيمة اليرة؟

هل تحسن الوضع المالي بهذه السرعة لكي يكون مبرراً لتحسن قيمة اليرة؟

الجواب قطعاً لا

فما هو السبب الحقيقي؟

قيمة اليرة، كانت وما زالت قراراً سياسياً، بيد الولايات المتحدة، حيث كانت تعتبر النظام السابق في سوريا معادياً لها، ففرضت الحصار عليه، وخفضت قيمة اليرة لتخفّض مستوى معيشة الشعب السوري وتدخله في أزمة طاحنة، كانت أحد أسباب السقوط الناعم للنظام.

بالمقابل، قرار رفع قيمة اليرة اليوم، قراراً سياسياً، بلا أدنى شك، إعلاناً صارخاً واضحاً يعبر عن دعم الولايات المتحدة لهذه الجماعات الإسلاموية، القادمة على ظهر الدبابة التركية،

إلى المجاميع المذهبية العربية إسماً ، هل ما زلتم تعتقدون أن هذه المجاميع تمثل الأسلام،

الإسلام العربي؟ الإسلام الأمريكي الذي يساهم في تمكين الطغمة المالية العالمية، الشركات العملاقة، من نهب ثرواتنا الطبيعية، نفط العرب للعرب، واستغلال شعوب أمتنا العربية، ليس هو الإسلام،

احفاد سلطان باشا الأطرش، الزعم الوطني السوري العروبي، يخرجون اليوم بمظاهرات ضد الأحتلال وضد الفاشية التوراتية، رافعين شعار " الدين لله والوطن للجميع"

الله يحمل الدين والشعوب تحمل الأوطان.

من يحافظ على ثروات العرب وأمة العرب ، وأوطان العرب، هو الوطني العروبي الحقيقي.

• هل هي مصادفة أن تشن قوات دايتن " قوات السلطة " الفلسطينية حملة غادرة على المقاومين للإحتلال في جنين، والتي سوف تتمدد لباقي الأراضي الفلسطينية، بقرار من الولايات المتحدة، صاحبة السلطة الفعلية على قوى جندتهم ومولتهم ودربتهم، لتصل وقاحتهم الطلب من المقاومين تسليم أسلحتهم، الموجهة حصراً لصدور القوات الصهيونية الفاشية، التي تمارس كافة اصناف القمع والتعذيب للشعب الفلسطيني، في هذا الوقت بالذات، مخطط تهجير قصري للفلسطينيين من الضفة وتدمير غزة.

الآ يتكامل هذا الطلب، تسليم السلاح، بمطلب القوى الفاشية العنصرية في لبنان، لحزب الله بتسليم سلاحه.

• بيان وزراء الخارجية: العرب والأتراك والأمريكان وممثلة الأتحاد الأوربي، حول الوضع في سوريا، يدل دلالة واضحة، على خطة تأهيل المجاميع للسلطة في سوريا، وتبنيها من قبل النظام العربي الرسمي، وفي هذا السياق أجتمع رؤساء مخابرات الكيان مع المخبرات الأردنية، لبحث الأوضاع في سوريا، في ظل إستمرار القصف الجوي العنيف على البنى التحتية العسكرية والمدنية في سوريا وإحتلال أجزاء من أراضيها الوطنية، دون رد عملي، لا من قبل النظام الرسمي العربي ولا من النظام العالمي.

• عدم وجود مشاريع رد من قبل النظام الرسمي العربي على مخطط ضم الضفة والتهجير القسري للشعب الفلسطيني من الضفة والقطاع، الى مصر والأردن.

• من المسؤول عن مقاومة مشاريع الطغمة المالية العالمية في وطننا العربي؟

بالتأكيد الشعوب العربية، تحت قيادة حركة التحرر الوطني العربي

كيف يمكن إعادة بناء حركة التحرر هذه الظروف اليوم ملائمة ومناسبة ومواتية، بالنسبة للنواة الصلبة، من أبناءهذه الأمة، للشروع ببناء الحركة،من خلال توحيد كل القوى والشرائح الاجتماعية الكادحة والمنتجة، من النقابات العمالية والفلاخحية والمهنية والمنظمات الشعبية، حول متلازمة التحرر الوطني والتحرر الجتماعي، وإنفاذ مهمات المرحلة المتمثلة في :

كسر التبعية للمركز الرأسمالي

تحرير الإرادة السياسية

تحرير الثروات الطبيعية الهائلة من هيمنة الشركات متعدية الجنسيات

إنفاذ خطط التنمية الوطنية التكاملة لهذه الأمة

تحقيق بناء دولة الأمة الموحدة

الإمكانات متوفرة والثروات متاحة، يجب خلق الإرادة

" كلكم للوطن والوطن لكم "

يتبع

 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري