توصل فريق بحثي من جامعة جونز هوبكنز إلى اكتشاف علمي مثير يشير إلى وجود علاقة بين حجم العضلة الصدغية في جسم الإنسان وخطر الإصابة بالخرف، تأتي هذه الدراسة كخطوة مهمة نحو تطوير وسائل للتشخيص المبكر لهذا المرض الذي يمثل تحديا صحيا عالميا.
شملت الدراسة أكثر من 500 شخص سليم يبلغون من العمر 70 عاما. استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لرصد التغيرات في العضلة الصدغية، وهي عضلة رفيعة تمتد من جانب الجمجمة إلى مفصل الفك. على مدار خمس سنوات، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: ضمت 131 شخصا لديهم عضلة صدغية كبيرة.
المجموعة الثانية: شملت 488 شخصا لديهم عضلة صدغية صغيرة.
تمت مراقبة المشاركين عبر قياس التغيرات في أنسجة الدماغ وإجراء اختبارات معرفية منتظمة لتحديد مدى تطور حالات الخرف.
علاقة وثيقة بين حجم العضلة والخرف
أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم عضلة صدغية صغيرة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 60% مقارنةً بأصحاب العضلة الأكبر. وأوضح الباحثون أن فقدان العضلة الصدغية قد يكون مؤشرًا مبكرًا على تطور المرض، حيث يرتبط الخرف بفقدان سريع للكتلة العضلية.
أهمية التشخيص المبكر
تأتي هذه النتائج كإضافة مهمة إلى الجهود الرامية لتطوير طرق تشخيصية مبكرة للخرف، إذ إن التشخيص غالبا ما يتم في مراحل متقدمة من المرض. يشدد الباحثون على أن استخدام وسائل بسيطة وغير مكلفة مثل قياس حجم العضلة الصدغية قد يكون خطوة فعالة في تحسين فرص العلاج وإبطاء تطور المرض.
دور نمط الحياة في الوقاية
أكد الباحثون أن تحسين نمط الحياة يلعب دورًا حيويًا في تقليل خطر التدهور المعرفي من خلال:
ممارسة الرياضة بانتظام.
اتباع نظام غذائي صحي.
ممارسة تمارين المقاومة.
يقول الدكتور شادبور ديمهري، معد الدراسة:
"هذه التدخلات قد تساعد في منع أو إبطاء فقدان العضلات، وبالتالي تقليل خطر التدهور المعرفي والخرف.
الحاجة إلى مزيد من الأبحاث
رغم أهمية هذه النتائج، يشير خبراء مثل الدكتور ماكس وينترمارك، أخصائي الأشعة العصبية بجامعة تكساس، إلى أن هناك حاجة لإجراء دراسات إضافية لتحديد ما إذا كان فقدان العضلة الصدغية سببًا مباشرًا للخرف أم أنه نتيجة لعمليات أخرى مرتبطة بالمرض.
تم عرض نتائج هذه الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية، وتنتظر نشرها في مجلة علمية مُحكمة لإتاحة المزيد من التفاصيل.
يوفر هذا البحث نظرة جديدة على العلاقة بين فقدان العضلات وتطور الخرف، مما يفتح آفاقًا جديدة للتشخيص المبكر والعلاج، من خلال تحسين نمط الحياة، يمكن للأفراد تقليل خطر الإصابة بالخرف والمساهمة في تحسين نوعية حياتهم في الشيخوخة.