أعلنت القوات الاستراتيجية الروسية في 18 ديسمبر 2024 عن استكمال تجهيز إحدى الفرق بصواريخ أفانغارد الأسرع من الصوت. تمثل هذه الخطوة تعزيزاً مهماً لقدرات الردع النووي الروسي وتأكيداً على أهمية التقنيات الأسرع من الصوت في الاستراتيجية الدفاعية الروسية، وتم نشر هذه المنظومة المتطورة في منطقة أورينبورغ قرب الحدود الروسية-الكازاخستانية، مما يمثل محطة جديدة في توسيع العمليات التشغيلية لأحد أكثر أنظمة الأسلحة تقدماً في العالم.
منظومة أفانغارد: تصميم مبتكر وقدرات فائقة
تمثل منظومة أفانغارد قفزة نوعية في مجال الأسلحة النووية، حيث تم تصميمها لتكون رأساً انزلاقياً يتم إطلاقه على متن صاروخ باليستي. وتتميز بسرعات تتجاوز ماخ 20 (6.28 كم/ثانية)، مما يجعلها قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية بفضل سرعتها الهائلة وقدرتها على المناورة أثناء التحليق.
الخصائص الفنية:
المدى: يتجاوز 6,000 كيلومتر
الوزن: حوالي 2,000 كغ
الحمولة: إمكانية حمل رؤوس نووية أو تقليدية
القوة التدميرية: رأس نووي بقوة تفوق 2 ميغاطن
تطوير المنظومة والانتقال إلى صاروخ سارمات
حالياً، يتم إطلاق صواريخ أفانغارد باستخدام الصواريخ الباليستية SS-19 "Stiletto"، مع خطط مستقبلية للاعتماد على الصاروخ الباليستي العابر للقارات RS-28 "Sarmat". يتميز صاروخ سارمات بقدرات أكبر من حيث المدى والحمولة، مما يعزز من كفاءة منظومة أفانغارد.
أداء العمليات والمناورة
بعد الإطلاق، ينفصل الرأس الحربي أفانغارد عن الصاروخ الحامل في الفضاء قبل دخوله الغلاف الجوي. وخلال عملية الهبوط، يتميز الرأس الانزلاقي بقدرته على تغيير مساره بشكل غير متوقع، مما يجعل اعتراضه شبه مستحيل بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية.
تهديد للولايات المتحدة وحلف الناتو
تمثل منظومة أفانغارد تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع الصاروخي، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا. قدرتها على حمل رأس نووي بقوة 2 ميغاطن تمنحها القدرة على استهداف مواقع متعددة في وقت واحد، مما يعزز من فعالية الردع النووي الروسي.
سباق التسلح وتطوير الدفاعات المضادة
نشر هذه الأنظمة المتقدمة يزيد الضغط على الولايات المتحدة وحلف الناتو لتطوير تقنيات مضادة للأسلحة الأسرع من الصوت. ومع توسع روسيا في ترسانتها من هذه الأسلحة، أصبح السباق التكنولوجي أكثر حدة، مما يدفع الغرب إلى تسريع أبحاثه في هذا المجال.
دلالات استراتيجية
تُظهر منظومة أفانغارد، إلى جانب أنظمة مثل سارمات وطائرة بوسيدون البحرية بدون طيار، سعي روسيا لضمان استمرارية قوتها النووية في مواجهة التقدم التكنولوجي في مجال الدفاع الصاروخي.
تمثل منظومة أفانغارد خطوة غير مسبوقة في تطوير القدرات النووية الروسية، مع تأثيرات كبيرة على سباق التسلح العالمي ومستقبل أنظمة الدفاع الصاروخي، ومع استمرار روسيا في تحديث ترسانتها، ستبقى أفانغارد مكوناً رئيسياً في استراتيجية الردع النووي الروسية، مما يشكل تحديات كبيرة للنظام الأمني العالمي.