احفظوا للمخيم هيبته وعزته ...واحفظوا للدم الفلسطيني حرمته
مقالات
احفظوا للمخيم هيبته وعزته ...واحفظوا للدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
25 كانون الأول 2024 , 20:18 م


بقلم :- راسم عبيدات

لعل الجميع منا يدرك حجم وطبيعة المخاطر المحدقة بقضيتنا الفلسطينية، التي يراد شطبها بشكل نهائي،ليس من قبل دولة الإحتلال، بل من قبل أمريكا وقوى الغرب الإستعماري،وبتواطؤ بعض الأطراف الإقليمية والعربية،وحجم التأمر على شعبنا وقضيتنا،وما يتعرض له هذا الشعب من ابادة جماعية وتطهير عرقي، يتطلب منا ان نكون في اعلى درجات الوحدة والتكاتف والتضامن ،ولعل شلال الدم الفلسطيني غير المتوقف والمترافق مع عمليات ضم وتهويد وزرع الضفة بمليون مستوطن وبعشرات المستوطنات الجديدة لإقامة ما يعرف بدولة " يهودا والسامرة"،وكذلك التشريعات والقوانين العنصرية المتلاحقة التي يجري التصديق عليها واقرارها في الكنيست الإسرائيلي،ومنها رفض اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس ،ووضع شروط تعجيزية لشطب مثل هذا القرار بموافقة 80 عضو كنيست على شطبه،وكذلك التصريحات التي تصدر عن وزراء اسرائيليين بأنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني،وهذا اختراع عمره اقل من مئة عام،يجعلنا نعي وندرك حجم وخطورة ما يحاك بحق شعبنا وقضيتنا،وهذا يقول للجميع،كفوا عن مناكفاتكم وخلافاتكم الداخلية والتحريض والتحريض المضاد والعبث بالجبهة الداخلية.

مهما تكن خلافاتنا وطبيعتها،فيجب حلها في إطار وطني جامع،بعيداً عن استخدام السلاح،أو دفع الأمور الى اقتتال داخلي مدمر، يخسر فيه الجميع،فالرابح خاسر ،ومن يربح هو من يقود مشاريع تصفية قضيتنا وطرد وتهجير شعبنا،ولذلك المسؤولية الوطنية تقضي من الجميع مجابهة المشاريع والمخططات التي تستهدف قضيتنا وكل مظاهر وتجليات وجودنا،وعلينا ان نكون واعين لطبيعة تلك المخططات والمشاريع،فهي تستهدفنا جميعاً ولن ينجو منها أحد،ومن يعتقد بأن حماية الوجود والمشروع الوطني ،تتأتى من خلال ،السعي الى زيادة التنسيق الأمني مع اسرائيل،أو الرهان على ان أمريكا في يوم من الأيام ستعطي شعبنا دولة فلسطينية،فهو يعيش في غيبوبة سياسية وانفصال عن الواقع،أو انه يرى بأنخراطه بالمشاركة في المشاريع الأمريكية، يستطيع ان يحمي مصالحه ووجوده،فهو أيضاً واهم، فإسرائيل وامريكا،ما يهمهما مصالحهما في المنطقة،وان لا يكون في المحيط العربي،أي دولة او حركة وطنية أو مقاmt قادرة على تهديد امن اسرائيل ووجودها،وما جرى في سوريا،وما سيكون له من تداعيات،على المنطقة والإقليم،يجب ان يكون ضوء احمر امام الجميع،فالخطر جدي وداهم على المنطقة والإقليم،والمتبجحين بأنهم يغيرون وجه الشرق الأوسط، لا يرون فينا لا شعباً ولا حقوقاً،ولذلك فإن الحملة العسكرية التي تشن على مخيم جنين،تحت حجج وذرائع ملاحقة واعتقال الخارجين عن القانون،أو ان من هم داخل المخيم لديهم اجندات وإرتباطات خارجية،تضر بالمشروع الوطني وتنغص على السكان حياتهم الطبيعية، فهم يعلمون جيداً ،بأن الهجمة على شعبنا في الضفة الغربية مستمرة ومتواصلة وبلا توقف إستيطان وضم وتهويد وعدوان لا يتوقف من المستوطنين على طول وعرض الضفة الغربية،وجنين ومخيمهاً كانت دوماً في قلب المدافعين والمتصدين للمشاريع والمخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والمخيم كان دوماً في كل المحطات يدفع الثمن الأكبر شهداء وجرحى واسرى وتدمير وتجريف لبناه التحتية،والخسائر الإقتصادية،ولدور المخيم النضالي والكفاحي ،اطلق عليه الرئيس الراحل ابا عمار "جنين غراد".

السلطة الفلسطينية عليها ان تدرك بأنها خاسرة على كل الأوجه،وهي أدخلت نفسها في كارثة وطنية، ففشلها في تنفيذ انجاز الدور الأمني المنوط بها،يعني انها تفقد مبرر وجودها،وإن نجحت في حملتها على المخيم،فهي تفقد الدور الوطني المأمول منها من قبل جماهير شعبنا الفلسطيني ،وحيادها السلبي انتهى بإطلاقها أول رصاصة أصابتها في مقتل.

ومن هنا لا يمكن لأي عاقل فلسطيني، أن يتغافل أو ينأى بنفسه عما حصل في مخيم جنين،فهذا سيكون له تداعيات وارتدادات كبيرة على شعبنا في جوانبها السلبية،والتي تدفع بنا الى المجهول والمتاهات التي لا نستطيع الخروج منها،وستشكل ربح صافي للإحتلال،ولذلك الآن الآن وليس غداً،يجب ان يقف ويتداعى الجميع قوى واحزاب وفصائل ومؤسسات وجماهير شعبية وشخصيات وطنية ودينية واعتبارية من أجل واد الفنتة في مخيم جنين، التي يراد منها حرق الخضر واليابس ،وإذا كان هناك أخطاء ومظاهر سلبية ،أو تصرفات فردية، فهذه مطلوب معالجتها في إطار وطني شامل،وسيادة القانون يجب ان تطبق على الجميع،وليس بشكل انتقائي ،وهؤلاء الشبان دوافعهم وانتماءهم وطني،وجزء مهم من النسيج الإجتماعي الفلسطيني،ولذلك بدل تفكيك النسجين الوطني والمجتمعي ،يجب حمايتهما بسياج سميك،لكي لا ينفذ منها المتربصون بشعبنا وقضيتنا،ومن لهم مصالح واجندات،هدفها كسر إرادة شعبنا وتحطيم معنوياته،ونشر الفوضى والخراب في صفوفه.

قلنا ونقول بأن الجميع خاسر في هذه المعركة،فالرابح خسران،ولذلك في ظل الحرب الشملة التي يشنها الإحتلال على شعبنا في الضفة الغربية،حيث تجري عمليات اقتحام يومية لمخيمات ومدن وقرى طولكرم وطوباس وقلقيلية ونابلس ،مخيم طولكرم ونور شمس وبلاطة وعسكر والعين والجلزون والأمعري والدهيشة والفوار والعروب وقلنديا ومخيم شعفاط وغيرها من المخيمات،وبالتالي ماذا سيقول الشعب الفلسطيني،عندما يرى الجيش الإسرائيلي يواصل استباحة تلك المخيمات والمدن والقرى الفلسطينية،وبدلاً من أن تقوم السلطة بدورها وواجبها في توفير الأمن والحماية لشعبنا من جيش الإحتلال والمستوطنين،في وقت تشن فيه السلطة وأجهزة أمنها عملية عسكرية على مخيم جنين،متذرعة بإستهداف من تسميهم بالخارجين عن القانون،أليس هذا يضع السلطة في موقع التساؤل من قبل شعبنا،ولماذا يجري استهداف مخيم جنين بالذات وفي هذه الفترة ،والجميع يدرك بأن مخيم جنين ،أحد ابرز العناوين للشعب الفلسطيني وقضيته ،ودائماً كان في قلب الحدث والمواجهة ،وهو من دفع الثمن الأكبر شهداء وجرحى واسرى ،ولم يتخل عن دوره الوطني والنضالي في يوم من الأيام،ولذلك معالجة أية اشكاليات أو سلبيات واخطاء، تكون عبر حوارات ولقاءات مباشرة ،وليس عبر الإنفعالية والتشنج وردات الفعل،وفتح المجال،للمتصيدين لصب الزيت على النار.

ومن هنا نقول احفظوا للمخيم هيبته وعزته،واحفظوا للدم الفلسطيني حرمته،لا تأخذونا الى المجهول والمعارك الداخلية المدمرة،في وقت تشن حرب شاملة على شعبنا ،لا تستثني أحد من شعبنا ،فإسرائيل تقول بأن كل فلسطيني هو "إرهابي" ما لم يثبت العكس ،ولذلك هي لا تستثني أحد بإستهدافاتها.

فلسطين – القدس المحتلة

24/12/2024

[email protected] 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري