سحب كافوم.. ثقوب سحابية تشبه الأجسام الطائرة المجهولة
منوعات
سحب كافوم.. ثقوب سحابية تشبه الأجسام الطائرة المجهولة
26 كانون الأول 2024 , 15:10 م

أثارت ظاهرة طبيعية لافتة انتباه المشاهدين فوق مدينة ويتشيتا في ولاية كانساس، حيث ظهرت تشكيلات فريدة تعرف باسم "سحب كافوم" في السماء على مستوى متوسط، تم التقاط هذه الهياكل المثيرة بواسطة جهاز التصوير الأرضي التشغيلي 2 على متن ساتل لاندسات 9، مما أتاح رؤية حدث جوي نادر يثير الفضول حول علم السحب.

ما هي سحب كافوم؟

تُعرف سحب كافوم أيضا بأسماء مثل "سحب ثقب الثقب" أو "ثقوب السقوط"، وهي تحدث بشكل رئيسي في السحب الاستراتوسفيرية متوسطة المستوى المختلطة مثل السحب الطائفية والسحب الطبقية، التي تتكون أفقيًا وعلى شكل طبقات.

على الرغم من أنها نادرة نسبيا، يُعتقد أن هذه التشكيلات السحابية تغطي حوالي 8٪ من سماء الأرض، غالبا ما تظهر سحب كافوم في فصل الشتاء، خاصة بالقرب من المطارات المزدحمة، حيث يمكن أن تعرقل الرؤية أمام الطيارين.

السر وراء الثقوب في السحب

لكن ما الذي يتسبب في هذه التشكيلات الغريبة؟ تتطور سحب كافوم في السحب متوسطة المستوى التي تحتوي على قطرات ماء فائقة التبريد، وهي مياه سائلة تبقى غير متجمدة حتى عند درجات حرارة أقل من نقطة التجمد التقليدية (0 درجة مئوية).

عندما تمر الطائرات عبر هذه الطبقات السحابية، يمكن أن تخلق تبريدا إضافيا حول أجنحتها، يمكن أن يؤدي هذا التبريد إلى تجميد قطرات الماء الفائقة التبريد، مما يحولها إلى بلورات جليدية. ومع تكاثر هذه البلورات الجليدية، تصبح ثقيلة بما يكفي للسقوط من السحابة، تاركة وراءها فراغا مرئيا على شكل دائرة أو بيضاوي، ومن هنا جاء اسم "كافوم"، الذي يعني "الفراغ" باللغة اللاتينية.

غالبا ما يؤدي الفراغ الناتج عن سقوط البلورات الجليدية إلى ظهور خيوط رقيقة من الترسيب تعرف باسم "فيرغا"، مما يضيف مزيدا من الجمال لهذه الظاهرة السحابية.

العلاقة بالطائرات

تساهم الطائرات في تكوين سحب كافوم من خلال تحليقها عبر طبقات السحب، عندما تقترب الطائرات من الزوايا الحادة، تنتج سحب كافوم دائرية صغيرة. وعلى العكس، عندما تمر الطائرات عبر الزوايا الأكثر انبساطا، تنتج سحبا أطول تعرف بـ "سحب القناة"، التي تتميز بخيوط فيرغا الممتدة.

تلعب عوامل أخرى مثل سمك السحب ودرجة حرارة الهواء وتغير الرياح أيضًا دورًا في تحديد شكل وحجم سحب كافوم.

دور المطارات في دراسة السحب

يعد مطار دويت آيزنهاور الوطني في ويتشيتا، وهو مركز مهم للطيران، من الأماكن التي تشهد متوسطا يوميا من 34 رحلة طيران. وهذا النشاط الكبير يساهم في تكرار ظهور سحب كافوم، مما يجعله موقعا مثيرا لدراسة ديناميكيات السحب وظروف الغلاف الجوي.

أهمية علمية لسحب كافوم

تتجاوز أهمية سحب كافوم الجمالية. يدرس الأرصاد الجوية والباحثون هذه الظواهر لفهم أنماط الطقس بشكل أفضل، وتكوين السحب، وعمليات الترسيب. قد تسهم هذه الملاحظات في تحسين التنبؤات الجوية، مما يساعد الطيارين والمسافرين في التنقل خلال ظروف الطقس الشتوي.

لذا، في المرة القادمة التي تنظر فيها إلى السماء وتلاحظ ثقبًا غير عادي في السحب، تذكر أنه قد يكون سحابة كافوم، وهي تلاقي مثير بين علم الأرصاد الجوية والطيران، تذكيرا بالقوى الاستثنائية في غلافنا الجوي.