لا ينبئ المستقبل القريب والمتوسط لسوريا لمن يستشرفه إلا باستمرارية حالة اللاتوازن والفوضى فيها والتي ستظهر نفسها في صراعات متعددة أبرزها:
١-صراع بين الأتراك وجماعة الجولاني من جهة والأكراد من جهة أخرى لاسترداد موارد سوريا الطبيعية في النفط والغاز وكسر محاولة الاستقلال الكردي لإنشاء دولة على حدود تركيا.
٢-صراع بين المحور العربي السعودي الإماراتي الأردني من جهة والمحور التركي القطري من جهة أخرى في محاولة لإعادة الكرة كما حصل في مصر أثناء الربيع العربي حيث سقط المحور التركي القطري فالسعودية لا تقبل بمنافس لها تركي في منطقة الشرق الأوسط.
٣-صراع بين داعش وحلفائها من جهة والنصرة وحلفائها من حهة أخرى الذين يتجهون بناء على النصيحة التركية الأمريكية التي تحاول تلميع صورتهم إلى تشكيل دولة شبه علمانية في سوريا فيما لن تتحمل داعش التي تتشاطرها أجهزة استخبارات لدول عديدة هذا الأمر.
٤-صراع بين الدروز في السويداء الذين يرغب حزء منهم الانضمام إلى إسرائيل من جهة والعرب الذين يرفضون ذلك من جهة أخرى.
٥- صراع بين الحكم الجديد والعلويين في الساحل الذين لن يتحملوا ذهاب السلطة منهم ومحاولة التصفية لقادتهم بعد أن يستفيقوا من صدمة سقوط سوريا بأيدي النصرة.
٦-صراع بين العرب السوريين الوطنيين والاحتلال الاسرائيلي الذي احتل موقع جبل الشيخ الاستراتيجي وحوض اليرموك المائي.
إذاّ نحن مقبلون على مستقبل لسوريا تكثر فيه النزاعات وتشتد فيه الاختلافات ولن تتمكن فيه الدولة المركزية من الحفاظ على تماسكها واستعادة وحدتها وعافيتها لا سيما وقد جرّدها العدو الصهيوني من قدراتها العسكرية الاستراتيحية ليصبح من يمسك بالسلطة فيها أسداً دون أنياب أو مخالب لا يستطيع فرض إرادته على الآخرين.
إنها فوضى أرادها الأمريكي لكنها لن تكون خلاّقة له كما نظّر وخطّط فهي تختزن في داخلها تهديدات هدّامة لمشروعه في تغيير الموازين في الشرق الأوسط أهمها حالة التفرقة فيها التي ستتيح لأعدائه ساحة للمناورة والحركة ضد هذا المشروع الخبيث الذي فوّض العدو الصهيوني تنفيذه.
د. علي حكمت شعيب