مركب مستخلص من نفايات العنب قد يحدث ثورة في علاج السرطان
منوعات
مركب مستخلص من نفايات العنب قد يحدث ثورة في علاج السرطان
2 كانون الثاني 2025 , 15:24 م

اكتشف فريق من العلماء أن حمض الأوليانوليك المستخرج من نفايات إنتاج النبيذ، المعروف باسم "ثفل" العنب ، يمكن أن يعزز فعالية علاج السرطان باستخدام عقار العلاج الكيميائي الشهير "كامبتوثيسين"، هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة في تطوير علاجات أقل سُمّية وأكثر تحملاً لمرضى السرطان.

كيف يعزز حمض الأوليانوليك فعالية العلاج الكيميائي؟

بحسب الدراسة التي أجريت بالتعاون بين معهد سبارو لأبحاث السرطان والطب الجزيئي بجامعة تيمبل وعدة مؤسسات بحثية إيطالية، يعمل حمض الأوليانوليك على تعديل طريقة إصلاح الخلايا السرطانية للحمض النووي.

الآلية الجزيئية: حمض الأوليانوليك لا يقتل الخلايا السرطانية مباشرة، ولكنه يعطل آلية إصلاح الحمض النووي، مما يجعل الخلايا أكثر عرضة للتأثيرات القاتلة للعلاج الكيميائي.

التأثير التآزري: عند دمج حمض الأوليانوليك مع "كامبتوثيسين"، يصبح العلاج أكثر فعالية بجرعات أقل، ما يعني تقليل الآثار الجانبية المصاحبة للعلاج الكيميائي.

تصريحات الباحثين حول الاكتشاف

قال الدكتور لويجي ألفانو من معهد باسكال الوطني للأورام:

"هذا الاكتشاف يبرز إمكانات المركبات الطبيعية في تطوير علاجات جديدة للسرطان."

وأضاف البروفيسور أنطونيو جيوردانو، مدير معهد سبارو:

"استخدام حمض الأوليانوليك قد يُقلل من تركيز عقار كامبتوثيسين المطلوب، ما يساهم في تحسين تجربة العلاج للمرضى."

أهمية حمض الأوليانوليك كعلاج مساعد

ما يميز حمض الأوليانوليك أنه يبدو غير ضار بالخلايا الطبيعية عند التركيزات المستخدمة، مما يجعله خياراً آمناً نسبياً عند استخدامه كمضاعف للتأثيرات المضادة للسرطان.

استخدام تقنيات حديثة لتحليل نفايات العنب

استطاع الباحثون تحليل مستخلص "ثفل" العنب باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي النووي، وركزت الدراسة على عنب "أجليانيكو"، أحد أنواع العنب المستخدمة في صناعة النبيذ الإيطالي.

تم تحديد كيفية تأثير حمض الأوليانوليك على دفع الخلايا السرطانية نحو آلية إصلاح أكثر عرضة للأخطاء.

يُعد هذا الاكتشاف خطوة مبتكرة في استخدام النفايات الزراعية لإيجاد حلول طبية.

تطبيقات مستقبلية واعدة

يقول الباحثون إن هذه النتائج ما زالت في مراحلها الأولية، حيث أُجريت التجارب على خلايا سرطانية في المختبر. وستكون هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات السريرية قبل تحويل هذا الاكتشاف إلى علاج عملي للمرضى.

هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها لفريق البحث؛ فقد نجحوا سابقاً في تحديد كيفية تعزيز مركبات طبيعية مثل "الكابسيسين" (الموجود في الفلفل الحار) لعلاج السرطان.

من نفايات الغذاء إلى علاج السرطان

يُظهر هذا الاكتشاف توجه العلماء نحو استغلال ما كان يُعتبر سابقاً نفايات غير مفيدة. يمكن أن تتحول بقايا إنتاج النبيذ إلى مصدر للابتكارات الطبية، مما يمنحها قيمة إضافية بعيداً عن الاستخدامات التقليدية

تشير الدراسة إلى إمكانية تطوير علاجات فعّالة باستخدام مركبات طبيعية مثل حمض الأوليانوليك لتقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي وجعل التجربة أكثر تحملاً للمرضى. يُعد هذا البحث جزءاً من التعاون الدولي بين معهد سبارو ومؤسسات بحثية إيطالية رائدة، وهو خطوة نحو تطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة السرطان بطريقة أكثر إنسانية وكفاءة.