إيران تكشف عن نظام الدفاع الجوي المتنقل رعد توندار الجديد
أخبار وتقارير
إيران تكشف عن نظام الدفاع الجوي المتنقل رعد توندار الجديد
14 كانون الثاني 2025 , 12:21 م

خلال تمرين عسكري إيراني في يناير 2025 تحت اسم "اقتدار 1403" كشف الجيش الإيراني عن نظام الصواريخ الدفاعية الجوية المتنقل "رعد" (توندار). يهدف هذا النظام الجديد إلى التصدي للأهداف الجوية على ارتفاعات عالية، وهو جزء من تعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية المتزايدة. جاء الكشف عن هذا النظام في وقت حساس يشهد تصاعد التوترات مع إسرائيل، التي تُعتبر خصما رئيسيا لإيران، خاصة فيما يتعلق بالطموحات النووية الإيرانية وأنشطتها الإقليمية.

خصائص نظام "رعد" (توندار)

يعد نظام "رعد" (توندار) صاروخا دفاعيا جويا متنقلا قصير المدى طورته إيران لتعزيز قدرتها على حماية المنشآت العسكرية والمواقع الاستراتيجية من التهديدات الجوية. يهدف النظام إلى التصدي وتدمير الأهداف منخفضة الارتفاع مثل الطائرات الصغيرة، والصواريخ الموجهة، والذخائر الدقيقة الموجهة جوًا. يوفر "رعد" طبقة دفاعية حاسمة ضد الهجمات على المنشآت العسكرية والمطارات وغيرها من المواقع الهامة، ويتميز بقدرته على الانتقال السريع لحماية الأصول عالية القيمة من الهجمات الجوية منخفضة الارتفاع التي يصعب اكتشافها باستخدام أنظمة الدفاع الجوي التقليدية.

تعزيز الاستقلالية الدفاعية

يأتي هذا النظام الجديد في إطار استراتيجية إيران الأوسع لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية التي تأثرت بشكل كبير جراء العقوبات الدولية، خاصة من الولايات المتحدة. هذه العقوبات حدّت من قدرة إيران على الحصول على أنظمة دفاعية متطورة من موردي الأسلحة الدوليين مثل روسيا والصين. وبدلاً من ذلك، كثفت إيران جهودها في تطوير أنظمة أسلحة محلية مثل صواريخ "رعد" (توندار) والطائرات بدون طيار.

التصدي للتهديدات الإسرائيلية

تتزايد التوترات بين إيران وإسرائيل، التي تُعتبر من القوى الجوية الأكثر تطورا في العالم. تشمل تقنيات إسرائيل المتقدمة الطائرات الشبحية، والصواريخ الموجهة بدقة، وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى، مما يجعلها تهديدا كبيرا للمنشآت العسكرية الإيرانية، يعكس تركيز إيران على تطوير أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى مثل "رعد" استعدادها لحماية البنية التحتية الحيوية من الهجمات الجوية الإسرائيلية المحتملة، والتي قد تستهدف القواعد العسكرية أو المنشآت النووية أو المواقع الاستراتيجية الأخرى.

القدرات القتالية لنظام "رعد" (توندار)

يتميز نظام "رعد" بقدرة على تتبع واستهداف عدة أهداف في وقت واحد، مما يضمن استجابة سريعة للتهديدات المتزايدة، على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة حول مدى الصاروخ وأنظمة التوجيه لا تزال محدودة، من المتوقع أن يستخدم النظام تقنيات محلية تم تطويرها من قبل صناعة الدفاع الإيرانية، تسعى إيران من خلال هذا النظام إلى الحفاظ على المرونة والتكيف في مواجهة التهديدات المتطورة.

التطور المستمر في صناعة الدفاع الإيرانية

يعد الكشف عن "رعد" (توندار) خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقلالية الدفاعية الإيرانية، التي فرضتها العقوبات الطويلة التي حدّت من وصول البلاد إلى الأسلحة والتكنولوجيا الأجنبية. ومنذ العقد الماضي، حققت صناعة الدفاع الإيرانية تقدمًا كبيرًا في إنتاج الأسلحة المتقدمة مثل الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، مع الاستمرار في تطوير أنظمة الدفاع الجوي المتطورة مثل "رعد" و"باور 373" و"خوراد 15".

استجابة للتحديات المستقبلية

بالإضافة إلى هذه التحسينات في الدفاع الجوي، عززت إيران قدراتها في الدفاع الصاروخي، وطورت أدوات الحرب السيبرانية، واستثمرت في استراتيجيات الحرب غير المتكافئة، بما في ذلك دعم القوات الوكيلة في المنطقة. تهدف هذه الجهود إلى توفير دفاع شامل ضد مجموعة واسعة من التهديدات التي تواجهها إيران، من الهجمات الجوية التقليدية إلى الهجمات السيبرانية والضربات الصاروخية.

الأهمية الاستراتيجية لنظام "رعد" (توندار)

في ظل التصعيد المستمر في التوترات بين إيران وإسرائيل، وخاصة مع استعداد إسرائيل لاتخاذ إجراءات عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية، يكتسب تطوير أنظمة مثل "رعد" أهمية كبيرة. يوفر هذا النظام قدرة نشر مرنة ومتنقلة تجعل منه أداة أساسية لحماية الأصول العسكرية والإستراتيجية في إيران. ومن المتوقع أن تكون الاستقلالية في التكنولوجيا العسكرية ركيزة أساسية لاستراتيجية الدفاع الإيرانية في السنوات المقبلة.

التحديات المستقبلية

بينما يمثل نظام "رعد" خطوة كبيرة نحو تعزيز قدرات الدفاع الجوي الإيرانية، تبقى بعض التحديات، خاصة فيما يتعلق بالحصول على أكثر المكونات والتقنيات تقدما، ستستمر العقوبات الدولية في تقليص قدرة إيران على الوصول إلى بعض الأنظمة المتقدمة من الخارج، ولكن صناعة الدفاع الإيرانية أظهرت مرونة كبيرة في التغلب على هذه القيود من خلال الابتكار والإنتاج المحلي.