السلاح والخارج معزوفة تتجدد وهدف أمريكي لن يتحقق
مقالات
السلاح والخارج معزوفة تتجدد وهدف أمريكي لن يتحقق
د. علي حكمت شعيب
18 كانون الثاني 2025 , 13:28 م


نرى العجب هذه الأيام من زوار البلد الأجانب الذين يشكّلون ما يسمونه اللجنة الخماسية أو *(لجنة الانتداب الحديثة)* للبلد.

فبينما يصرح *وزير الخارجية الأمريكية أن سلاح جبهة لبنان غير مطروح للنقاش* يتنطح رئيس الجمهوية الفرنسي *ماكرون مزايداً عليه ومطالباً بتسليم السلاح للجيش اللبناني.*

يا أيها الموفدون الماكرون اللاعبون على وتر انقساماتنا.

السلاح في لبنان هو *سلاح وجد لحماية لبنان والدفاع عن أراضيه والحفاظ على موارده* بعد أن عجزت الدولة أمام العدو الصهيوني المجرم.

وهو *سلاح نوعي* في طبيعته لا يسمح لأي جيش في المنطقة من الجيوش التي تمدونها بالسلاح أن يمتلكه فكيف بالجيش اللبناني.

وما تلك الدعوات الخارجية لتسليمه إلى الدولة دون استراتيجية دفاعية واضحة المتناغمة مع أخرى داخلية من أحزاب سياسية تأتمر بأوامركم إلا *صراخ في صحراء لا صدى له.*

لأن الواقع يكذبكم فهذا الجيش الذي نحترم وينتسب إليه أبناؤنا لا يستطيع بما يمتلكه من عتاد الدفاع عن جنوده وضباطه ومراكزه أمام الاعتداءات الصهيونية والحرب الأخيرة وما يجري اليوم خير شاهد على ذلك.

فلا بد إذاً من تفعيل هذا السلاح النوعي بأيدي الشعب لكي يساند الجيش في مهامه *دون أن تتحمل الدولة مسؤولية ذلك التفعيل أمام العدو الصهيوني* وهذا لا يكون إلا من ضمن *معادلة ذهبية واضحة* أثبتت التجارب فعاليتها.

ومع تقديرنا لنوايا بعض النخب من الطائفة الشيعية التي كالعادة *تأخذهم هول اللحظة ويفوتهم االتعريف الدقيق للنصر* في الحرب فينظروا بعين قصيرة المدى ليقولوا بأن السلاح غير مقدس وأن المهم هو الحماية *دون أن يقدموا بدائل عن السلاح للحماية.*

فإن العين البصيرة النافذة الناظرة الى حقائق الأمور والمستشرفة للمستقبل *لا ترى إلا الذل والهوان في عملية التخلي عن السلاح.*

طالما أن شعلة قتال إسرائيل وأمريكا في المنطقة انطلقت منذ الثمانينات بأيدي اللبنانيين حصراً *فإن السلاح يزداد قداسة كل يوم مع عدم واقعية الخيارات الأخرى للحماية من العدو الصهيوني.*

وما الحروب التي خيضت ضد التكفيريين في سوريا وضد الصهاينة ضمن إطار حرب الإسناد إلا *وسيلتان وقائيتان تحت مظلة الحرب الاستباقية لحماية بلدنا* من الغزوين التكفيري والصهيوني بالدرجة الأولى وليس تنفيذاً لأهداف خارجية كما يدّعي أتباع الخارج الأمريكي في بلدنا.

ونصيحة لكل من الواهمين أن جبهة لبنان هزمت وللمرتعبين بسبب الخسائر البشرية والمادية

إصبروا قليلاً ولا تستعجلوا وانظروا الى العدو الذي لن يتأخر بالإقرار بالفشل والهزيمة بعد وقف النار على الجبهات المختلفة فهو خسائره أيضاً كبيرة *والأهم من ذلك أهدافه لم تتحقق من خلال الحرب* وتداعيات كل ذلك سيكون لها آثار سلبية في المديين المتوسط والبعيد على مسألة بقاء المستوطنين فيه.

د. علي حكمت شعيب

المصدر: موقع إضاءات الإخباري