كتب الأستاذ محمد غشام:
خاطرة أدبية، في السياسة والاجتماع ..
ترانا في هكذا زمان تتألّب علينا فيه الأهوال والأرزاء والأوبئة والهزائم والانهيارات والأحزان ..نصيخ إلى ترددات الآلام وأنين القهر يتعالى مع الأذان ...وكلهم يشكو ويعيب.الزمان وهم لو استضاء وعيهم لكانوا لذواتهم الضالة لمن اللاحين، وهي نفوس تشكلت على صور حكام عتاة لصوص لئام، اذ طبعها افتراس واضطهاد واستعباد الأقوى للأضعف .. والتي رفعت جلاديها إلى عروش عالية الأركان وأضلعهم قوائم تلك العروش، ولرددوا مع الشاعر المحيد ابن لنكك :
يذم الناس كلهم الزمانا
ولو نطق الزمان إذن هجانا
يعاف الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضاً عِيانا ..
ومن الطعام الى الشراب...حيث يطغى من جعلوا إلٰههم هواهم، حين تعصف بهم آيات الهدى والوعد والوعيد، بعد أن طاول طغيانهم وبغيهم الجبال .. ولكنهم لضلالهم المتأصّل، ولو كانوا ملوكا وأمراء، أو من رهط الرعايا الهائمة في فجاج الظلام والضلال والعبودية، لحنوا الى هوى حاكم قديم زنيم ...ولعادوا نادمين عن بقعة الضوء والصلاح والإصلاح ومكارم الاخلاق ....لعادوا وهم لم يرسموا خطوة أولى في معراج الهدى والفلاح لتنكفىء سانحة الضوء والخلاص إلى هوى العلا الحرام ... حيث التمادي في سرقة مال الفقراء والاعتلاء، بسلطة القهر والتسلط والشيطان، ولتؤول إلى الخراب، كمملكة خاوية على عروشها، كما في لبنان وبعض البلدان، وليكون حال أولئك المتحكّمين بنهب المال، كحال من قال.فيهم المتنبي:
في كل يوم بيننا دمُ كرمةٍ
لك توبة من توبة في سفكه
.والصدق من شيم الكرام فقل لنا
أمِن الشراب تتوب أم من تركه .
ومع اليقين، ولأنّ الكذب من شيم الحكام اللئام اللصوص البغاة، فإن توبتهم بالمطلق.مع تركه .... ومع إلٰههم..هواهم الحرام .