برسم حزب الله... برسم محور المقاومة
مقالات
برسم حزب الله... برسم محور المقاومة
حليم خاتون
22 كانون الثاني 2025 , 22:24 م


كتب الأستاذ حليم خاتون: 

خرج علينا رئيس حكومة اتفاق ذل تحت بند تصريف الأعمال في لبنان يخبرنا أن العدو الإسرائيلي أبلغ لجنة مراقبة وقف النار إنه لم يكتف بأكثر من ألف خرق لهذا الإتفاق، وحوالي الستين شهيدا اثناء وقف النار هذا، ومئات عمليات تفجير البيوت وتجريف الطرق وتخريب المزروعات وسرقة أشجار الزيتون المعمّرة ونهب ما أمكن من المال والملك الحلال الذي لم يعد يحميه أحد...

بعد كل هذا، وبكل عجرفة، أخبر العدو الإسرائيلي دولة الرئيس محمد نجيب ميقاتي إنه قرر ببساطة تمديد فترة الاحتلال طالما ان فرعون العصر الأميركي لا يجد من يردعه...

العدو يعلم إنه يخاطب من لا يجرؤ على عدم الإنصياع، عن طريق لجنة مؤلفة من المندوب السامي الأميركي وبقية المجتمع الدولي الذي إما شارك في حرب الابادة على لبنان، أو سهّل وقوعها...

طلب تمديد فترة الخرق إهانة لكل لبناني، سواء كان من المقاومة او من غيرها ممن يدعي سيادة لا يعرف كيف يحفظها...

طلب تمديد فترة الخروقات الإسرائيلية هو إهانة للرئيس جوزيف عون والرئيس المكلف نواف سلام اللذين إذا قبلا بهذا الإمعان في الذل، تسقط شرعيتهما تلقائيا، كما تسقط شرعية اي وزير او نائب او حزبي أو ضابط او جندي في هذه الجمهورية...

الرفيق/الأخ ناصر قنديل يترك للمقاومة حرية أخذ قرار بهذا الشأن، وهو قرار لم تعد تملكه بعد ان خرجت الأبواق تنظّر لنظرية عنزة ولو طارت في تبرير اتفاق الذل...

رئيس حكومة تصريف الأعمال تنفس الصعداء لأن الذي وقع في الحفرة هو الرئيس المكلف نواف سلام الذي تخلى عن موقع رئاسة المحكمة الدولية التي تنظر في جرائم الإبادة في غزة بناء على الأرجح، لطلب أميركي هدف إلى إيصال القاضية الأوغندية سابوتيندي التي كانت القاضية الوحيدة التي لم تتزحزح عن موقف مساندة إبادة غزة رضوخا لأوامر السيد الأميركي...

الرئيس المكلف الذي ينتمي إلى مجموعة تؤمن بأوسلو وربما أيضا بالاتفاقيات الإبراهيمية لا يقول شيئا ومن الأرجح أن لا يقول شيئا لانه أصلا ترك موقع إهانة إسرائيل مع ما يعنيه ذلك من شرف، وأتى إلى لبنان لرعاية القطيع المتجه إلى ١٧ أيار جديد...

لو كان نواف سلام حريصا فعلا على لبنان، لأوعز لمن في البلد أن يتقدم بشكوى ضد الكيان الصهيوني لارتكابه كل الجرائم التي حصلت دون تمييز وحصدت اكثر من خمسة آلاف قتيل اكثر من نصفهم من المدنيين، ودمرت رغم كل القوانين والشرائع الدولية اكثر من خمسين مليون متر مربع من البيوت والمساكن...

حتى اليوم مساء، وبعد اكثر من نهار كامل لم يقم رئيس الجمهورية الذي أتى على وقع القنابل الأميركية زنة الفي رطل التي دكت البيوت والعباد بإشراف أميركي بريطاني ألماني؛ لم يقم باي تعليق على هذه المهزلة الأميركية الجديدة...

ماذا سوف يكون موقف كل الأطراف في لبنان؟

كل من سوف يوافق على تجديد العربدة الإسرائيلية الأميركية بأي شكل من الأشكال هو عميل؛ كائنا من كان...

العمالة ليست احتكارا لمارك ضو ووضاح الصادق وبقية شلة أدعياء السيادة التي لا سيادة فيها...

بعد التفريط السابق بحقوق لبنان سواء في اتفاق الذل لوقف النار الذي دخل حيز التنفيذ فقط من جانب المقاومة في السابع والعشرين من نوفمبر، او حتى قبل ذلك بالقبول بوساطة اميركية يقودها ضابط اسرائيلي ساهم في اجتياح لبنان سنة ١٩٨٢؛ بعد كل ذلك، نقول لمن لا يريد ان يسمع، ومن لا يعدم وسيلة الا ويستغلها لتبرير أخطاء فادحة رافقت الأشهر الأخيرة في هذه الحرب...

من يريد أن يرث السيد نصرالله، عليه ان يكون من حاملي مواقف السيد،

لو مهما كان الثمن...

الحياة وقفة عز...

نحن قوم لا نُهزم...

نحن ننتصر حين ننتصر...

وننتصر حين نُستشهد...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري