اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات ترتبط بتقليل خطر الإصابة بالخرف
دراسات و أبحاث
اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات ترتبط بتقليل خطر الإصابة بالخرف
24 كانون الثاني 2025 , 13:36 م

تشير مراجعة جديدة للأدلة العلمية إلى أن الوقاية أو علاج العدوى قد تكون وسيلة فعالة للحد من خطر الإصابة بالخرف ، وخلصت الدراسة المنشورة في مجلة Alzheimer’s and Dementia: Translational Research & Clinical Interventions إلى أن اللقاحات، والمضادات الحيوية، والأدوية المضادة للفيروسات، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للالتهابات، ترتبط جميعها بتقليل خطر الإصابة بالخرف.

العدوى والخرف: الرابط المحتمل

أشارت الدراسة إلى أن الخرف الشائع قد يكون ناجما عن العدوى، وقادت فريق البحث الدكتورة بنجامين أندروود، أستاذة مساعدة في الطب النفسي بجامعة كامبريدج، التي أوضحت أن "الأسباب الفيروسية والبكتيرية للخرف الشائع مدعومة ببيانات وبائية تربط العدوى بزيادة خطر الإصابة بالخرف".

وأشارت الدراسة إلى أن الأدوية المضادة للفيروسات تُعد من بين أكثر الأدوية الواعدة التي يمكن إعادة توظيفها لعلاج الخرف، مع ازدياد الاهتمام باستخدام اللقاحات كوسيلة وقائية عامة.

منهجية البحث

قام الباحثون بتحليل 14 دراسة شملت أكثر من 130 مليون شخص وحوالي مليون حالة خرف، وكان الهدف من المراجعة هو تحديد ما إذا كان يمكن إعادة توظيف أي من الأدوية الموجودة حاليا للمساعدة في علاج الخرف.

وقالت أندروود: "نحتاج بشكل عاجل إلى علاجات جديدة لإبطاء تقدم الخرف، إن لم يكن لمنعه، وإذا تمكنا من العثور على أدوية مرخصة بالفعل لعلاج حالات أخرى، فإننا نستطيع تسريع تجاربها وإتاحتها للمرضى بشكل أسرع مقارنةً بتطوير دواء جديد كليا".

النتائج الرئيسية

وجدت الدراسة أدلة متناقضة بشأن فئات مختلفة من الأدوية مثل أدوية ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب، وأدوية السكري، بينما أظهرت بعض الدراسات ارتباطها بتقليل خطر الإصابة بالخرف، أظهرت دراسات أخرى زيادة في هذا الخطر.

ومع ذلك، كشفت الأدلة المجمعة عن علاقة غير متوقعة بين انخفاض خطر الإصابة بالخرف واستخدام المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للفيروسات، واللقاحات. كما أظهرت الأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين دورا في تقليل هذا الخطر.

دور الالتهابات في تطور الخرف

أكد الباحثون أن الالتهابات تُعد مساهما كبيرا في مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك الخرف. وقالوا: "يُدعم دور الالتهاب في الخرف من خلال حقيقة أن بعض الجينات التي تزيد خطر الإصابة بالخرف هي جزء من مسارات التهابية".

الحاجة إلى مزيد من الأبحاث

على الرغم من النتائج الواعدة، أكدت الدراسة أن هذه الأدلة لا تثبت وجود علاقة سببية مباشرة بين استخدام هذه الأدوية والخرف. وأوضحت الدكتورة إليانا لوريدا، زميلة بحثية في جامعة إكستر، أنه "لمجرد ارتباط دواء معين بتغيير في خطر الإصابة بالخرف، لا يعني بالضرورة أنه السبب أو العلاج".

وأضافت: "على سبيل المثال، مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بالخرف، وبالتالي فإن أي شخص يتناول أدوية للتحكم في مستويات الجلوكوز لديه قد يكون بطبيعة الحال أكثر عرضة للخرف، لكن هذا لا يعني أن الدواء هو السبب".

نصيحة للمريض

أكدت لوريدا أهمية عدم تغيير أي دواء دون استشارة الطبيب، مضيفةً أن "جميع الأدوية لها فوائد ومخاطر. إذا كانت لديك مخاوف، فتحدث إلى طبيبك".

خلص الباحثون إلى الحاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات فعالية هذه الأدوية في الوقاية من الخرف أو علاجه، بالإضافة إلى البحث عن أدوية أخرى قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض.