وانتصر الدم على ألسيف.. غزّة تنتصر..
مقالات
وانتصر الدم على ألسيف.. غزّة تنتصر..
هيام وهبي
25 كانون الثاني 2025 , 11:40 ص


هو النصر الذي وعدنا به السيد.. وهو لا يُخلف وعده..

نحن لا نُهزم .. عندما ننتصر.. ننتصر.. وعندما نُستشهَد.. ننتصر ..

لا يجوز أن ننهزم نتيجة سقوط قائد عظيم من قادتنا.. بل يجب أن نحمل دمه..

وما أغلى دمك المقدس الذي سال على طريق القدس يا نصرنا ..

غزة انتصرت..وجاء النصر بطعم الحزن. مبلل بالدموع وأهات ألم الفقد .. وفراق صاحب يقين النصر .. وسلسلة طويلة من خيرة القادة الشرفاء ..هو نصر التضحيات الكبرى من أجل فلسطين..

غزة انتصرت لأنّ قتل الزهور لا يمنع قدوم الربيع..

غزّة إنتصرت

ولم يبتلعها البحر كما كان يتمنى سيء الذكر إسحاق رابين بأن يستيقظ يوماً فيجد غزة وقد أبتلعها البحر..

إنتصرت رغم المجازر والحصار والنار..ولم تركع .. هو النصر المؤزّر الذي سيُحدث في الكيان الزلازل والإنقسامات التي بدأت ملامحها ترتسم على الوجوه الكالحة للقيادة الصهيونية المجرمة..التي لم تحقق أي هدف من أهداف حربها الوحشية .. فهي لم تقضِ على حماس ولا هجّرت أهل غزة !! فبالرغم من مرور خمسة عشر شهراً من القتل والترويع والتدمير والتجويع ، هاهم أهلها يقفون أمام رُكام بيوتهم، يلملمون أحزانهم ..ويتلُون الصلوات على أرواح شهدائهم ويحتفلون بالنصر..

عصابة الكيان الفاشل عجزت عن إكتشاف مواقع الأسرى ..رغم كل ما تملكه من أحدث أنواع الأسلحة ألفتاكة ، والتكنولوجيا المتطورة .. ومن إنعدام للضمير .. وكذلك فإن حماس أجبرت إسرائيل على التفاوض غير ألمباشر وضمن الشروط التي وضعتها .. وعادت إلى غزّة عودة مظفّرة ، مكللةبالغار والمجد وقوة الحق ..

غزّة الجميلة الغارقة في بحرٍ من الدماء والدموع .. لم تُهزم ،وبصمودها وثَبَات أبطالها وشجاعتهم الأسطورية ، وصلت إلى شاطئ النصر ..

تحدّت الموت وانتصرت عليه.. نفضت الردم عنها وبلسمت جراحها وبصدرها العاري واجهت أعتى آلة قتل مجهّزة بأحدث الأسلحة الأمريكية والغربية.. لم يهزمها ألخذلان ولا تآمر الدنيا عليها ، ولم تنهار أمام ازدواجية المعايير والنفاق ..نفاق الأميركي والغربي والهيئات الدولية.. وسلاحها كان الصبر .. والإيمان.. والدعاء لمقاوميها..

والأمل..

هذا الأمل الذي كانت تربِّيه طيلة أشهر القتل الرهيبة في وجدان أبنائها بانتظار النصر ..

فيا غزة هاشم

مبارك عليك النصر..

نصرك المبهر ..

مبارك عليك ِ وعلى دول المحور والشعوب الحرّة التي نصرت قضيتك العادلة ..

وتهنئة من القلب للكائن النوراني ألذي أحتضن فلسطين في قلبه.. نيافة المطران عطالله حنا، حارس القدس وتعويذتها المقدسة .. صوت الشعب الفلسطيني وصرخته في وجه القهر والظلم ..وروح المقاومة ونبضها ..

فالسلام عليك ِيا غزّة هاشم .. وعلى الدماء الذكية التي روت أرضك .. السلام على الأشلاء المتناثرة على ترابك.. والأحلام الجميلة المدفونة تحت ركام أبنيتك.. وعلى دموع الأمهات الصابرات المحتسبات

السلام على ألاف الأرواح التي أرتقت من أجلك .. السلام على روح حسين عصرنا ..قرباننا الأسمى سيد الشهداء نصرالله .. السلام عليه يوم ولِد ويوم أستُشهد ويوم يُبعث حيّا ..

هيام وهبي

المصدر: موقع إضاءءات الإخباري