على الرغم من كونه كوكبا باردا وميتا، إلا أن المريخ يتمتع بجمال طبيعي فريد، تظهر الصور الحديثة ميزات لا يمكن رؤيتها على الأرض أبدًا، مما يثير فضول العلماء وعشاق الفضاء.
الغلاف الجوي الرقيق والجليد الموسمي
يتميز المريخ بغلاف جوي رقيق، يتكون معظمه (95%) من ثاني أكسيد الكربون، مع حلول فصل الشتاء على الكوكب الأحمر، يتجمد ثاني أكسيد الكربون ويشكل طبقة سميكة على سطح المناطق القطبية، حيث يبقى خامدا لعدة أشهر.
ذوبان الجليد وظاهرة النافورات الغازية
مع اقتراب فصل الربيع، تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع تدريجيًا. تخترق أشعة الشمس الطبقة الشفافة من الجليد المتجمد، مما يؤدي إلى تسخين الأرض تحتها. يتسبب هذا التسخين في تحول ثاني أكسيد الكربون المتجمد إلى غاز يتراكم تحت الطبقة الصلبة من الجليد.
عندما يتراكم الغاز بكميات كبيرة، يبحث عن نقاط ضعف في الجليد لينفجر على شكل نوافير غازية، حاملاً معه مواد داكنة تنتشر على السطح المتجمد.
صور مذهلة من المريخ
تمكنت كاميرا HiRISE على متن مركبة NASA's Mars Reconnaissance Orbiter من التقاط صور لهذه النوافير الغازية في أكتوبر 2018. كما التقطت صورا أخرى تُظهر أشكالا داكنة وبقعا مضيئة على الكثبان الرملية في منطقة القطب الشمالي للمريخ، حيث تشير البقع المضيئة إلى أماكن تحول ثاني أكسيد الكربون المتجمد إلى غاز.
"عناكب المريخ": ظاهرة جيولوجية فريدة
بعض النوافير الغازية على المريخ تنفجر وتخلق بقعا داكنة يصل عرضها إلى 1 كيلومتر، هذه الانفجارات قوية جدا ويمكن أن تصل سرعتها إلى 160 كم/ساعة. في بعض الأحيان، تخلق هذه الانفجارات مناطق داكنة تحت الجليد تشبه العناكب، مما دفع العلماء لتسميتها "عناكب المريخ".
فهم الظاهرة: نموذج كييفر
تُعرف هذه الظاهرة باسم "نموذج كييفر"، الذي وضعه هيو كييفر وزملاؤه في عام 2006. وفقا لهذا النموذج، يشكل الغطاء الجليدي الموسمي طبقة غير منفذة وشفافة من جليد ثاني أكسيد الكربون، يتحول من القاعدة إلى غاز، مما يخلق ضغطا عاليا تحت الطبقة الجليدية، عندما يتراكم الغاز، يرفع الطبقة الجليدية وينفجر عبر نقاط الضعف، مكونا نوافير غازية سريعة.
المريخ والأرض: مقارنة جمالية
على الرغم من أن الأرض تتمتع بجمال طبيعي لا مثيل له، إلا أن المريخ يقدم ظواهر فريدة مثل نوافير ثاني أكسيد الكربون وأنماطها الطبيعية التي لا تُرى على الأرض، هذه العمليات كما ذكر مؤلفو الدراسة عام 2006، "لا تشبه أي شيء تمت ملاحظته على الأرض".
استكشاف المريخ وفهم أسراره
تستمر بعثات ناسا وغيرها من وكالات الفضاء في استكشاف المريخ لفهم هذه الظواهر الغريبة والجميلة، كل صورة جديدة تقدم رؤى أعمق حول العمليات الجيولوجية الفريدة التي تشكل سطح الكوكب الأحمر، مما يفتح الباب أمام المزيد من الاكتشافات المذهلة في المستقبل.



