تواصل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا (NASA) تطوير تقنيات متقدمة استعدادا لمهمات استكشاف المريخ . ولتحقيق أقصى قدر من الواقعية، يلجأ المهندسون إلى اختبار هذه التقنيات في بيئات قاسية على كوكب الأرض، تشبه إلى حد كبير تضاريس وظروف الكوكب الأحمر.
اختبارات ميدانية في صحراء موهافي ووادي الموت
يقوم مهندسو مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا باختبار ثلاث طائرات مسيّرة مخصصة للاستكشاف في كل من وادي الموت وصحراء موهافي. وقد تم اختيار هاتين المنطقتين لاحتوائهما على كثبان رملية واسعة ومتجانسة تشبه بعض مناطق سطح المريخ.
وخلال هذه الاختبارات:
وصلت درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية
تغيّرت سرعة واتجاه الرياح باستمرار
بدت التضاريس متشابهة، ما صعّب عملية الملاحة وتحديد الاتجاهات
وهذه الظروف هي ذاتها التي أربكت المروحية المريخية Ingenuity في رحلاتها الأخيرة، بما في ذلك الرحلة رقم 72 التي أنهت مهمتها رسميا.
تحسين أنظمة الملاحة والهبوط

ركز الفريق البحثي خلال التجارب الميدانية على اختبار:
كفاءة الخوارزميات الذكية
أداء أنظمة التصوير والكاميرات
قدرة الطائرات على الهبوط الآمن في بيئات تفتقر إلى معالم واضحة
ويؤكد الباحثون أن هذه الاختبارات الواقعية أكثر فاعلية من المحاكاة الرقمية، لأن الأسطح الحقيقية غير متوقعة، وهو أمر شائع على سطح المريخ.
الروبوت LASSIE-M: الاستكشاف بالأرجل بدل العجلات
في مشروع آخر، نقل المهندسون الروبوت LASSIE-M رباعي الأرجل إلى صحراء وايت ساندز. يتميز هذا الروبوت بمفاصل ذكية قادرة على:
قياس طبيعة التربة
تعديل أسلوب الحركة تلقائيا حسب صلابة السطح أو رخاوته
ومن المتوقع أن يلعب هذا الروبوت دورا مهما في المستقبل من خلال:
السير أمام العربات الجوالة (Rovers)
استكشاف المناطق التي يصعب على المركبات ذات العجلات الوصول إليها
تمهيد الطريق للبشر في المهمات المأهولة
المركبة الجوية MERF: عين من السماء
تعمل ناسا أيضا على تطوير مركبة جوية صغيرة تُعرف باسم MERF في مركز لانغلي للأبحاث، تتميز هذه المركبة بأنها:
تقلع عموديا
ثم تتحول إلى وضع الطيران الشراعي
وتقوم برسم خرائط دقيقة لسطح الأرض من الجو
ويجري اختبار نموذج مصغّر منها (بنصف الحجم) فوق أحد الحقول في ولاية فيرجينيا، بهدف تقييم:
الديناميكا الهوائية
خفة الوزن
وتُعد هذه الخصائص ضرورية للطيران في الغلاف الجوي الرقيق للمريخ.
نحو تحويل استكشاف المريخ إلى واقع
تشير هذه المشاريع المتقدمة إلى أن استكشاف المريخ لم يعد مجرد فكرة علمية، بل أصبح هدفًا عمليًا تدعمه تقنيات تُختبر بعناية في أقسى بيئات الأرض. ومع كل اختبار ناجح، تقترب البشرية خطوة إضافية من فهم الكوكب الأحمر واستكشافه بشكل أعمق.