زكريا الزبيدي وجدارة القيادة
مقالات
زكريا الزبيدي وجدارة القيادة
يوسف شرقاوي
1 شباط 2025 , 19:47 م


كتب الأستاذ يوسف شرقاوي:

قبل حوالي ١٦ عاما صادفته في "الباص الميكرو" المتجه لقاعة مؤتمر فتح السادس المنعقد حينذ في مدرسة "تراسنطا"

شاب، ودود ككتاب مفتوح، أو كصفحة بيضاء ناصعة

عندنا أصادف هكذا نوعيات من الشباب، لا أحب أن استحضر كتابات الكبار عنهم، محمود درويش "جنون الحياة" عن يافعي مخيمات لبنان ١٩٨٥_١٩٨٨. الياس خوري ٢٠٠٣ عن المطارد زكريا الزبيدي، فأنا أزعم أنني أخبر منهما في تقييم يافعي المخيمات في لبنان، وبعض الشيء في مخيمات الضفة

تحدثت مع زكريا على مدار ثلاثة أيام ومجموع ما تحادثنا معا بالساعات حوالي ثلاثة ساعات

بصراحة الفكرة لدي كانت عن زكريا أنه كمعظم شباب المخيمات "مشاغب جسور" يعتز بنفسه، نزق، يرى في نفسه جدارة القائد الذي لا يشق له غبار

لكن بعد المقابلة، تأثرت كثيرا بشخصيته، يجمع مابين الصلابة ودماثة الخلق والطيبة والذكاء الحاد، مع أن الطيبة منافية للذكاء في أغلب الأحيان والمواقف

يحترم محدثه بدهاء، ليعرف مايصبو إليه ذلك المُحَدّث

رأيت فيه الشباب الذين شاهدوا مجزرة صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢، أو مجازر مخيمات لبنان، على أيدي "الأشقاء" ١٩٨٥_١٩٨٨، الشباب الذين غامروا بجنون، واخترقوا الحصار علهم يجدون مكانا آمنا لذويهم ثم يخترقوا الحصار مرة أخرى ولكن بالعكس للدخول إلى المخيم

لن أطيل الحديث عن زكريا، وسأحرق مراحل من جياته، لكنني أجزم بأن من قاموا بحفر نفق الحرية أصروا بأن يخرج معهم من ذلك الممر الإجباري المحفوف بالمخاطر لجسارته أولا على ركوب صهوة المخاطر، وللثقة العمياء بأنه لايتردد بمواصله المسير حتى حاضنته وحاضنتهم مخيم جنين، ولكن القدر كتب لهم بأن يعودوا لمعتقل جلبوع "الخزنة" لكي يبقوا جميعا على قيد الحياة بانتظار صفقة تبادلهم وتحررهم كباقي أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

هنيئا لذكريا ولرفاقه على تحررهم من القيد 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري