في اكتشاف طبي رائد، توصل باحثون من جامعة ناغويا إلى أن إنزيم ALPK2، وهو إنزيم خاص بعضلة القلب، قد يساعد في منع تصلب عضلة القلب عبر تنشيط بروتين TPM1 في ألياف القلب، يعتبر فشل القلب مع الحفاظ على الكسر القذفي (HFpEF) من أخطر أشكال فشل القلب، حيث لا يوجد له علاج فعّال حتى الآن، مما يجعله تهديدا صحيا عالميا متزايدا.
ما هو فشل القلب مع الحفاظ على الكسر القذفي (HFpEF)؟
يحدث HFpEF عندما تصبح عضلة القلب غير قادرة على الاسترخاء بشكل صحيح أثناء مرحلة الامتلاء، مما يؤدي إلى ضعف تدفق الدم وعدم تلبية احتياجات الجسم، يعد هذا المرض من الحالات الصعبة نظرا لقلّة خيارات العلاج المتاحة وارتفاع معدل الوفيات بين المصابين به.
كيف يمكن لإنزيم ALPK2 أن يحمي القلب؟
كشفت الدراسة أن إنزيم ALPK2 يؤدي دورا حيويا في تنظيم صلابة القلب عبر تنشيط TPM1، وهو بروتين مسؤول عن انقباض عضلة القلب. أظهرت الأبحاث التي أجريت على الفئران أن:
انخفاض مستويات ALPK2 يؤدي إلى ضعف قدرة القلب على الاسترخاء، مما يزيد من مخاطر فشل القلب.
ارتفاع مستويات ALPK2 يعزز من فسفرة (phosphorylation) بروتين TPM1، مما قد يوفر حماية ضد HFpEF.
زيادة ALPK2 قللت من تدهور وظائف القلب، كما حسّنت مؤشر وزن الرئة، وهو أحد المعايير الرئيسية لتحديد مدى شدة فشل القلب.
دور الفسفرة في تحسين وظائف القلب
تلعب عملية الفسفرة دورا أساسيا في تنظيم وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك كفاءة ضخ الدم من القلب، تتحكم هذه العملية في تنشيط البروتينات من خلال إضافة مجموعة الفوسفات إلى الأحماض الأمينية المستهدفة، مما يغير بنية البروتين ويؤثر على وظيفته. اختلال هذه العملية قد يؤدي إلى زيادة تصلب عضلة القلب، وهو أحد العوامل الأساسية المسببة لـ HFpEF.
دراسة تأثير ALPK2 على القلب
حلل الباحثون التعبير الجيني لـ 518 إنزيم كيناز ووجدوا أن ALPK2 هو إنزيم محدد لعضلة القلب وله دور بارز في وظائفها، من خلال مقارنة الفئران التي تفتقر إلى هذا الإنزيم مع الفئران التي تعبر عن مستويات مرتفعة منه، اكتشفوا أن:
الفئران ذات المستويات المنخفضة من ALPK2 أظهرت ضعفا في استرخاء القلب المرتبط بالعمر.
الفئران التي لديها ارتفاع في مستويات ALPK2 أظهرت زيادة في فسفرة TPM1، وهو أمر ضروري لتحسين انقباض عضلة القلب.
نظرًا لأن مرضى HFpEF يعانون من انخفاض مستويات TPM1، فإن تعزيز فسفرته قد يكون عاملا وقائيا ضد المرض.
آفاق علاجية جديدة لفشل القلب
صرّح الباحث تاتسويا يوشيدا قائلًا:
"زيادة مستويات ALPK2 قللت من تدهور وظيفة القلب، كما حسّنت مؤشر وزن الرئة، وهو أحد المؤشرات الرئيسية لفشل القلب."
حاليا، هناك دواءان فقط لعلاج HFpEF وهما:
1. مثبطات SGLT2 (المستخدمة في علاج مرض السكري وفشل القلب).
2. ARNI (مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين - نيبرلايسين).
لكن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن تنشيط المسار التنظيمي ALPK2/TPM1 قد يفتح المجال لتطوير علاجات جديدة وفعالة لفشل القلب في المستقبل.
هل يمكن أن يكون ALPK2 أملا جديدا؟
مع تزايد معدلات الإصابة بـ HFpEF وعدم وجود علاجات كافية، يُمثل اكتشاف دور ALPK2 نقطة تحول في فهم كيفية التعامل مع هذا المرض، إذا تمكنت الأبحاث المستقبلية من تطوير عقاقير تستهدف هذا الإنزيم، فقد يكون ذلك اختراقا طبيا يُحدث ثورة في علاج فشل القلب المزمن.



