الكشف عن الرابط الجيني المشترك لثماني اضطرابات نفسية
دراسات و أبحاث
الكشف عن الرابط الجيني المشترك لثماني اضطرابات نفسية
10 شباط 2025 , 13:03 م

كشف الباحثون مؤخرا أن ثمانية  اضطرابات نفسية مختلفة تشترك في أساس جيني مشترك.

دراسة تركز على الجينات المشتركة لفهم تأثيراتها

أوضحت دراسة جديدة أن هذه الجينات المشتركة تؤثر لفترة أطول خلال تطوير الدماغ، مما يشير إلى أنها قد تؤثر على عدة مراحل من التطور، مما يجعلها أهدافا محتملة لعلاج حالات متعددة، كما ذكر عالمة الوراثة بجامعة نورث كارولينا، هايجيونغ وون، "البروتينات التي تنتجها هذه الجينات ترتبط ارتباطا وثيقا مع بروتينات أخرى. يمكن أن تتسبب التغيرات في هذه البروتينات في تأثيرات واسعة النطاق على الدماغ."

دراسة 2019 وتحديد الجينات المشتركة بين الاضطرابات النفسية

في عام 2019، حدد فريق دولي من الباحثين 109 جينات مرتبطة بشكل مختلف مع ثمانية اضطرابات نفسية، بما في ذلك التوحد، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، والفصام، واضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الشديد، ومتلازمة توريت، والوسواس القهري، وفقدان الشهية، قد يفسر هذا السبب وراء تشابه الأعراض بين العديد من هذه الحالات أو ارتباطها معا، مثل العلاقة بين التوحد و ADHD، حيث يعاني ما يصل إلى 70% من الأشخاص الذين يعانون من أحد الاضطرابات من الآخر أيضا، وغالبا ما تظهر هذه الاضطرابات في نفس الأسر.

الجينات المشتركة والمختلفة بين الاضطرابات النفسية

تُظهر الدراسة أن لكل من هذه الاضطرابات الجينية الفريدة الخاصة بها، لذا قارن الباحثون بين الجينات الفريدة والجينات المشتركة بين هذه الاضطرابات، استخدموا حوالي 18,000 نوعا من التغيرات الجينية، ودمجوها في خلايا تمهيدية تصبح خلايا عصبية، لدراسة تأثيرها على التعبير الجيني في هذه الخلايا أثناء تطور الإنسان.

التغيرات الجينية التي تؤثر على تطور الدماغ وتأثيراتها متعددة

لقد سمح هذا للباحثين بتحديد 683 متغيرًا جينيا تؤثر على تنظيم الجينات، وتعمقوا في دراستها في خلايا عصبية من فئران قيد التطور، تُعرف المتغيرات الجينية التي تؤثر على خصائص متعددة والتي يمكن أن تساهم في حالات مختلفة بـ"الطيف الجيني" (Pleiotropy)، تسببت هذه المتغيرات في تفاعلات أكثر بين البروتينات مقارنةً بالمتغيرات الجينية الخاصة بكل اضطراب نفسي، وكانت نشطة في أنواع أكثر من خلايا الدماغ.

الفهم الجيني للطيف الجيني قد يكون مفيدا في العلاج

تُظهر المتغيرات الجينية الطيفية أنها تؤثر على آليات تنظيمية تؤثر في عدة مراحل من تطور الدماغ، قد يفسر هذا كيف يمكن لتلك الجينات أن تؤثر على عدة حالات في وقت واحد. كما يقول وون: "كان يُنظر إلى الطيف الجيني في الماضي كعائق لأنه يعقد تصنيف الاضطرابات النفسية."

لكن إذا تمكنا من فهم الأساس الجيني للطيف الجيني، فقد يساعدنا ذلك في تطوير علاجات تستهدف هذه العوامل الجينية المشتركة، مما قد يسهم في علاج العديد من الاضطرابات النفسية باستخدام علاج واحد مشترك.

تأثير هذه الاكتشافات في العلاج والوقاية

تعد هذه الاستراتيجية مفيدة للغاية بالنظر إلى تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن شخصا واحدا من كل ثمانية أشخاص (ما يقرب من مليار شخص في المجموع) يعانون من نوع من الاضطرابات النفسية.