اكتشاف جين يهدئ نشاط الدماغ ويحسن التركيز والانتباه
دراسات و أبحاث
اكتشاف جين يهدئ نشاط الدماغ ويحسن التركيز والانتباه
23 كانون الأول 2025 , 14:48 م

توصل علماء إلى اكتشاف جين يلعب دورا محوريا في تحسين الانتباه من خلال تهدئة النشاط الدماغي وتقليل الضوضاء العصبية. ويشير الاكتشاف إلى أن التركيز لا يعتمد فقط على تعزيز الإشارات العصبية، بل أيضا على خفض الإشارات غير المهمة داخل الدماغ.

دراسة علمية حديثة حول آليات الانتباه

نشر باحثون من معهد روكفلر نتائج دراسة جديدة في مجلة Nature Neuroscience، تناولت كيفية تشكّل الانتباه في الدماغ. وأظهرت النتائج أن الدماغ يعزز التركيز ليس فقط عبر تقوية الإشارات المهمة، بل من خلال تقليل النشاط الخلفي غير الضروري.

وحددت الدراسة الجين Homer1 بوصفه عنصرا أساسيا في هذه العملية.

دور الجين Homer1 في تهدئة النشاط العصبي

أظهرت التجارب التي أُجريت على الفئران أن انخفاض مستوى نسختين من الجين، وهما Homer1a وAnia3، يؤدي إلى:

نشاط أكثر هدوءا في خلايا القشرة الجبهية الأمامية

تحسن ملحوظ في القدرة على التركيز على المهام

ولوحظ أن هذا التأثير ظهر خلال مرحلة المراهقة فقط، في حين لم تُظهر التعديلات على الجين نتائج مماثلة لدى الفئران البالغة.

كيف يُحسّن الجين دقة الانتباه؟

بيّن الباحثون أن خفض نشاط الجين Homer1:

يعزز عمل المستقبلات العصبية المثبِّطة

يقلل النشاط الأساسي للخلايا العصبية

يجعل الاستجابات للإشارات المهمة أكثر دقة

وبذلك يتعلم الدماغ تصفية الضوضاء العصبية والتركيز فقط على المعلومات ذات الأهمية، مما يؤدي إلى استجابات أدق وانتباه أفضل.

مقارنة مع علاجات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يُعد هذا النهج مختلفا عن العلاجات التقليدية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، والتي تعتمد غالبا على أدوية منبِّهة تسرّع نشاط الدماغ.

أما آلية Homer1، فتعتمد على تهدئة الدماغ بدل تحفيزه، وهو تأثير يشبه ما يحدث خلال:

التأمل

ممارسات اليقظة الذهنية

حيث يسمح الهدوء العصبي بتمييز المهم من غير المهم بشكل أفضل.

أهمية الاكتشاف وآفاقه العلاجية

لا تقتصر أهمية هذا الاكتشاف على اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه فقط، إذ يرتبط الجين Homer1 أيضا باضطرابات أخرى مثل:

اضطراب طيف التوحد

الفصام

مما يجعله هدفا واعدا لتطوير علاجات جديدة لاضطرابات النمو العصبي في المستقبل.

تكشف هذه الدراسة أن تحسين الانتباه قد يتحقق عبر تهدئة نشاط الدماغ وتقليل الضوضاء العصبية، وليس فقط عبر زيادة التحفيز. ويفتح جين Homer1 آفاقا جديدة لفهم آليات التركيز وتطوير أساليب علاجية أكثر توازنا وفعالية.

المصدر: مجلة Nature Neuroscience