العقدة و الحلّ... أيهما ٱوجلان أم أردوغان.؟
مقالات
العقدة و الحلّ... أيهما ٱوجلان أم أردوغان.؟
علي وطفي
12 شباط 2025 , 19:19 م

حزب العمال الكردستاني و وحدات حماية الشعب التابعة له ، كانت تاريخيا تحت الرعاية السورية ، استخدمته دمشق و موسكو السوفيتية للضغط على أنقرة عند الحاجة سابقا.

كان عبد الله أوجلان يتردد على دمشق فترات طويلة بل ربما كان يقيم فيها و يشرف على المعسكرات التدريبية لمقاتليه ، حتى اضطر حافظ الأسد ، تحت ضغط دولي ، بعد تأزم العلاقات بما يخص حصة سورية المائية التي كان يلعبها الاتراك من وقت لآخر و دعم تركيا لحركة الاخوان في الثمانينيات تطورت الامور إلى احتمالية الحرب تدخلت مصر، السعودية و اتفق على إخراجه من البلاد ، و يقال انه طلب ذلك بنفسه كي لا تشتعل المنطقة، بعد خروجه بشكل سري الى روسيا و أقام حوالي الشهرين في بيت ريفي بضواحي موسكو عند "جيرينوفسكي" رئيس الحرب الليبرالي الروسي ثم غادرها يقرار سياسي من للكرملين إلى أن تم اعتقاله في 15 شباط 1999م في "نيروبي" عاصمة "كينيا" من قبل وحدة من الاستخبارات التركية بالتعاون مع السلطات الكينية و عادوا به إلى تركيا ، حينها أعلن رئيس الوزراء التركي آنذاك "بولنت إيجاويت" في اليوم التالي بعبارة: "عبد الله أوجلان موجود في تركيا."

ثمة مفارقة مثيرة تركية ، هو أن القتال ضد حزب العمال الكردستاني في العراق لم يمنع أردوغان من إقامة علاقات وثيقة مع زعماء الأكراد العراقيين "مسعود بارزاني" ، نجل المصارع الأسطوري "مصطفى بارزاني"الذي ساعده الاتحاد السوفيتي بالمال.

المصلحة التركية تبرز من خلال إعطاء الزيارات الرسمية ، مستوى زيارة رؤساء دول من قبل كبار قادة البلاد الاتراك بمن فيهم الرئيس أردوغان لقادة كردستان العراق عند قدومه الى أنقرة ، و ترى تركيا أن استقرار الحكومة الإقليمية الكردية مهم لمصالحها و تريد أن تكون المنطقة مستقرة.

ما بين الأكراد العراقيين و حزب العمال الكردستاني علاقة متوترة إلى حد ما ، و كم من مرة طلب البارزانيون مقاتلي حزب العمال الكردستاني بمغادرة إقليم كردستان العراق مؤكدين : لا نريد القتال ضد حزب العمال الكردستاني خوفا من تأثير ذلك و نتائجه على السكان المدنيين في الحكم الذاتي الكردي و يستخدم أردوغان نفسه التناقضات بين بارزاني و حزب العمال الكردستاني في خدمة مصالحه الجيوسياسية في المنطقة ، قبل بضع سنوات وقعت تركيا اتفاقية مع حكام كردستان العراق بشأن توريد الطاقة لمدة 50 عاما ، بدءا من بناء خط أنابيب النفط الرئيسي عبر تركيا، مما تسبب في رد فعل حاد من الحكومة العراقية، فإن تركيا لديها أيضا خطة لتمديد فرع من خط أنابيب الغاز القطري إلى تركيا عبر أراضي العراق ، التي يسيطر عليها أكراد البارزاني الحفيد بعد الابن و يمكن استخدام القوات التركية المتمركزة حاليا في بعض مناطق العراق من اجل حمايته حسب رأي أنقرة

اما الآن و بعد التغيرات في الإقليم و بانتظار ظهور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المنتظر في 15شباط الجاري! ،و هو الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في جزيرة "إمرالي" في بحر مرمرة ، المتوقع أن يدعو حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء سلاحه وفقا للتقارير ، عبر رسالة (صوت و صورة) على ما اعلن "مظلوم عبدي" قائد الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني و القائد العسكري لما يسمى (قوات سورية الديمقراطية) التي تسيطر على منطقة شمال و شرق الفرات السوريتين تحت حماية و مساندة عسكرية امريكية كما أن "عبدي" أيضاً مطلوب للنظام التركي ببلاغ للشرطة الدولية (الإنتربول).

جاء تأكيد "عبدي" للموعد في مقابلة مع صحفيين إيطاليين

" كيارا كروسياتي و جيانساندرو ميلي" من صحيفة *إيل مانيفستو* أحدهما يتعلق برسالة الفيديو المنتظرة لأوجلان ثم يليها بيان هام له شخصياً اي (مظلوم عبدي) و نقل الصحفيين الإيطاليين عن عبدي قوله : « نعتقد أن كلام "أوجلان" سيكون مرتبطا بشمال شرق سوريا ، فلدى أوجلان الكثير من الروابط مع هذه المنطقة ، و كل شيء متشابك هنا».

على جبهة اخرى أشار قائد الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني إلى أن الحوار مع الحكومة الجديدة في دمشق جزء من عملية تفاوض أوسع ، يُشار إلى أنه بالإضافة إلى المفاوضات بين هيئة تحرير الشام التابعة السلطة الامر الواقع و قوات سوريا الديمقراطية و التي يلعب فيها حزب العمال الكردستاني و ميليشياته /وحدات حماية الشعب/ دورا رئيسيا ، فكذلك أنقرة و واشنطن لهما تأثير حاسم على هذه العملية و كذلك "موسكو".

يؤكد حزب "ماركا التركي" (حزب ماركا المقرب من حزب العمال الكردستاني) تاريخ 15 شباط موعد كلمة ٱوجلان و يعتزم "عبد الله أوجلان" توجيه دعوة صريحة على ما يقال لنزع السلاح ياتي ذلك في الذكرى 26 لاعتقاله .

كانت قد عرضت القنوات التلفزيونية التركية لقطات لزعيم حزب العمال الكردستاني و هو مغطى راسه كاملا بالاسود أثناء الزيارة الثانية للسجن في جزيرة "إمرالي" من قبل نواب حزب " ديم سيرا سرييا أوندر وربيرفين بولدان" ، قاموا بتسجيلات صوتية لبعض أقوال أوجلان ، و التي نقلوها لاحقا ليس فقط إلى قيادة حزبهم ، و إلى هياكل حزب العمال الكردستاني التنظيمية في جبال قنديل ، و كذلك إلى قادة وحدات حماية الشعب و حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.

الأكراد لاشك ينتظرون كلمة أوجلان..

الذي سيظهر بفيديو ،و طالب أيضا إشراك مسؤول حكومي رفيع المستوى ان يظهر بجانبه ، لكن حتى الآن فإن السلطات التركية وفق المصادر الحكومية لم توافق على خيار تسجيل الفيديو ، انما تريد الكلمة (البيان) خطيا و أن يكون واضحا و نهائيا.

و بحسب المصادر ، فإن الدعوة إلى نزع السلاح ستوجه إلى جميع مقاتلي حزب العمال الكردستاني ، بما في ذلك فروعه في تركيا و جبال قنديل و سوريا و أوروبا.

من المتوقع أن يولي أوجلان اهتماما خاصا للوضع في سوريا و يعبر صراحة عن موقف محدد بشأن الميليشيات العاملة في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد ، و التي هي منطقة نشاط وحدات حماية الشعب/حزب الاتحاد الديمقراطي.

بعد ظهور معلومات حول الظهور الوشيك لأوجلان ، بدأت الشائعات تنتشر في وسائل الإعلام التركية حول إمكانية تخفيف ظروف احتجازه ، بما في ذلك العفو أو نقله إلى الإقامة الجبرية، و لكن ، تم نفي ذلك من قبل الرئيس التركي أردوغان بشكل قاطع و ان هذه مجرد شائعات خلال اجتماعه مع نواب حزب العدالة و التنمية ،لا للإقامة الجبرية! إنه " أوجلان" لا لإطلاق سراحه و لن يكون هناك إقامة جبرية ، و لا عفو! ، لا يمكن أن يكون هناك عفو عن قاتل الأطفال!" و لكن تعودنا على هكذا مواقف خلبية فلا تعكس الحقيقة كما العادة..

*كم انتظر أهل غزة جيشه (جيش محمد) منذ عام ونصف؟

وصل كاراباخ و إفريقيا ولم يصل غزة ...هل تذكرون؟*

اذاً أردوغان يعلن (حكمه) مسبقاً ، و في 15 من الشهر السابق ، متحدثا في اجتماع للمجموعة البرلمانية للحزب الحاكم ، أكد أن الوضع الدولي و الإقليمي يتطور بالطريقة الأكثر ملاءمة و في مصلحة تركيا ، و تابع إردوغان قوله: « أين سيكونون يقصد /حزب العمال الكردستاني/فأينما كانوا ، فإن تدمير هذه المنظمة الإرهابية ليس سوى مسألة وقت و لحظةاستراتيجية " ثم ظهر شيء جديد في كلامه حيث اشار و لأول مرة أنه يتم بذل جهود متعددة لنزع سلاح ميلبشيات حزب العمال الكردستاني، اذاً أنقرة أقرت ان عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني و وحداته لها إبعاد إقليمية و دولية و أن" هذا مشروع يتجاوز شخصية أوجلان".

وفقا للخبراء ، بعد الإطاحة بالنظام السوري ، و كذلك في سياق المفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة قد تستجيب وحدات حماية الشعب/حزب الاتحاد الديمقراطي/ بشكل إيجابي لدعوة أوجلان، أما خلاف ذلك فالمسألة معقدة الحل بانتظار أن تطلق تركيا عملية عسكرية التي تلوح بها منذ نصف عام تقريبا في شمال سوريا.

النظام التركي ينتظر ضوء اخضر امريكي لهكذا عملية و ستكون حرب شرسة لان "قسد" العسكرية عبارة عن جيش مدرب و كثير العدد العتاد و رأس النظام التركي يعلم أن النظام السوري السابق فتح لهم مخازنه اي ترك له قضية بحجم وطن في بداية الاحداث السورية - أعتقد ليس عن عبث - إنما المعاملة بالمثل.

اليوم ثنائية ٱوجلان--مظلوم العسكرية لا تُقارن بقوة مسلحي ٱوجلان الثمانينيات و من يقف وراءهم يعرفهم التركي جيدا فهم ورقة امريكية غربية، خليجية (امارتية و سعودية) و روسية و غير مستبعد دخول طهران قريباً.

قد يذهب بإردوغان غروره به للحرب و لكن يعلم ان قرار حل مشاكل المنطقة و بالتحديد/ شمال و شرق سورية/ ليس بين يديه وحيداً و لو جلس مؤقتًا (خليفته) يشرب الشاي على قمة قاسيون.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري