ضرب نيزك ضخم سطح المريخ في فبراير 2021 مما تسبب في موجات زلزالية انتشرت لمسافة 1,640 كيلومترا (1,019 ميلا) حتى وصلت إلى المسبار InSight التابع لناسا، ترك الاصطدام حفرة بعرض 21 مترا (69 قدما) وأثر على منطقة تمتد لحوالي 1,400 متر (4,593 قدما). التقط مسبار TGO التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) هذا الحدث باستخدام نظام التصوير بالألوان والتصوير المجسم (CaSSIS).
على مدار العقدين الماضيين، عمل العلماء على تحليل آلاف الصور يدويا، مما أدى إلى تحديد مئات الفوهات النيزكية الجديدة على سطح الكوكب.
الذكاء الاصطناعي ينضم إلى البحث عن الفوهات النيزكية
لتسريع عملية البحث، بدأ الباحثون في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الفوهات الجديدة وربط البيانات الزلزالية من عدة مركبات تدور حول المريخ، بما في ذلك كاميرا CaSSIS التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
أشارت دراستان حديثتان نُشرتا في مجلة Geophysical Research Letters إلى أن العديد من الزلازل المريخية التي سجلها مسبار InSight، والتي كان يُعتقد سابقا أنها ذات أصل تكتوني، قد تكون في الواقع ناجمة عن ضربات نيزكية، وقد أكد ذلك صورة ملونة زائفة لفوهة جديدة في منطقة Cerberus Fossae، إحدى أكثر المناطق نشاطا زلزاليا على المريخ.
صور عالية الدقة تؤكد الارتطام
استخدم العلماء صورا عالية الدقة من عدة كاميرات مدارية، بما في ذلك:
كاميرا HiRISE وكاميرا CTX على متن مسبار Mars Reconnaissance Orbiter (MRO) التابع لناسا.
كاميرا CaSSIS على متن مسبار TGO التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
كاميرا HRSC على متن مركبة Mars Express التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
سمحت هذه الصور بتحديد موقع فوهة نيزكية جديدة تشكلت في نفس وقت تسجيل إحدى الزلازل بواسطة مستشعرات InSight، هذا التطابق ساعد العلماء على تحسين فهمهم للإشارات الزلزالية المريخية، بما في ذلك كيفية انتقال الاهتزازات عبر الكوكب بأعماق وسرعات مختلفة.
طريق زلزالي تحت السطح
من خلال تحديد موقع الاصطدام بدقة، أدرك الباحثون أن الموجات الزلزالية تنتقل أسرع وأعمق مما كان يُعتقد سابقا، ما يشير إلى وجود مسار زلزالي سريع داخل باطن المريخ. هذه المعلومات تساعد في تقييم المخاطر المحتملة على الروبوتات والمستعمرات البشرية المستقبلية على الكوكب الأحمر.
برنامج الحماية الكوكبية لوكالة الفضاء الأوروبية
كشفت هذه النتائج أن المريخ يتعرض لضربات نيزكية بمعدل يفوق التوقعات بمقدار 2.5 مرة، لهذا السبب تعمل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) من خلال برنامج الأمان الفضائي على تطوير استراتيجيات لحماية الأرض والكواكب الأخرى من المخاطر الفضائية.
مهمة مسبار TGO: استكشاف المريخ وغلافه الجوي
لا يقتصر دور مسبار TGO على التقاط صور مذهلة للمريخ، بل يساعد أيضا في رسم خريطة دقيقة لمكونات الغلاف الجوي وتحديد المناطق الغنية بالمياه تحت سطح الكوكب.
يساهم فهم تاريخ المياه على المريخ في الإجابة على أحد أكبر الأسئلة العلمية: هل كان المريخ قادرا على دعم الحياة في الماضي؟ هذا هو جوهر مهمات ExoMars التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي تهدف إلى استكشاف إمكانية الحياة على الكوكب الأحمر.



