الكشف عن الحقيقة الصادمة عن أسباب مرض النقرس وعلاقته بالوراثة
منوعات
الكشف عن الحقيقة الصادمة عن أسباب مرض النقرس وعلاقته بالوراثة
13 شباط 2025 , 22:55 م

لطالما ارتبط  مرض النقرس بشرب الكحول أو اتباع نظام غذائي غير صحي، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورا أكبر في تطور هذا المرض مقارنةً بما كان يُعتقد سابقا.

في دراسة حديثة أجراها فريق دولي من العلماء، تم تحليل بيانات وراثية مأخوذة من 2.6 مليون شخص عبر 13 مجموعة مختلفة من بيانات الحمض النووي، من بين هؤلاء، كان هناك 120,295 شخصا مصابا بالنقرس.

377 موقعا وراثيا مرتبطا بالنقرس

عند مقارنة الشيفرات الوراثية للأشخاص المصابين بالنقرس مع غير المصابين، اكتشف الباحثون 377 موقعا محددا في الحمض النووي مرتبطة بالإصابة بالنقرس، منها 149 موقعا لم تكن معروفة من قبل.

على الرغم من أن العوامل البيئية وأسلوب الحياة لا تزال تلعب دورا في الإصابة بالنقرس، إلا أن النتائج تشير إلى أن العوامل الوراثية لها تأثير أكبر في تحديد من يصاب بالمرض، ويعتقد الباحثون أن هناك روابط وراثية أخرى لم تُكتشف بعد.

تصحيح المفاهيم الخاطئة حول النقرس

يقول عالم الأوبئة توني ميري مان من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا:

"النقرس مرض مزمن ذو أساس وراثي، وليس خطأ المريض، من الضروري تصحيح المفهوم الخاطئ الذي يربط النقرس بنمط الحياة أو النظام الغذائي فقط."

يحدث النقرس عندما ترتفع مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي إلى تكوين بلورات حادة في المفاصل، وعندما يهاجم الجهاز المناعي هذه البلورات، يشعر المريض بآلام شديدة وانزعاج حاد.

وفقا للدراسة فإن الجينات تلعب دورا في كل مرحلة من مراحل هذه العملية، بدءا من تنظيم مستويات حمض اليوريك في الجسم، وصولًا إلى استجابة الجهاز المناعي لهذه البلورات.

ضرورة تلقي العلاج لتجنب المضاعفات

يأتي النقرس ويذهب، لكن هناك علاجات فعالة متاحة. ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن المفاهيم الخاطئة عن المرض تمنع بعض المرضى من طلب العلاج المناسب، مما يزيد من معاناتهم.

يقول ميري مان:

"هذه الأسطورة الشائعة تجعل بعض المصابين يشعرون بالخجل، مما يدفعهم إلى المعاناة بصمت دون مراجعة الطبيب للحصول على الأدوية الوقائية التي تقلل مستويات حمض اليوريك في الدم وتمنع الألم."

آفاق جديدة لعلاج النقرس

إلى جانب تقديم فهم أعمق لأسباب المرض، تمنحنا هذه الدراسة خيارات جديدة لاستكشاف علاجات أكثر فعالية، فقد يكون من الممكن إعادة توظيف بعض الأدوية الحالية لتقليل استجابة الجهاز المناعي لتراكم حمض اليوريك في الجسم.

لكن هناك بعض القيود التي يجب أخذها في الاعتبار، إذ إن معظم البيانات في الدراسة جاءت من أشخاص ذوي أصول أوروبية، كما أن بعض السجلات استندت إلى إفادات المرضى الذاتية بدلا من التشخيص السريري. ومع ذلك، توفر هذه الدراسة رؤى قيمة حول مرض لطالما عانى منه البشر لقرون.

يختم ميري مان حديثه قائلا:

"نأمل أنه بمرور الوقت، ستتوفر علاجات أفضل وأكثر سهولة بفضل الأهداف الوراثية التي حددناها. النقرس يستحق مزيدًا من الاهتمام والموارد الصحية لضمان رعاية أفضل للمصابين."