مقالات
"خدعة ترامب" و الهدف إنقاذ نتنياهو و غاز غزة ..
علي وطفي
14 شباط 2025 , 23:36 م


مشروع ترامب ترحيل مليوني فلسطيني من قطاع غزة إلى مصر و الأردن و تحويل غزة إلى منتجع تقرر خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، و اكمل نتنياهو المشروع المنافس ل "نيوم " بن سلمان" هو في العمق هو مشروع غاز ساحل" غزة " "أنهما يرسمان خريطة جديدة للشرق الأوسط مع ترامب و يغيرا التاريخ" ، بدأ الكثيرون في البداية بتقييم هذه الأحداث بأنها بوصفها " بالمذهلة.

"نيويورك تايمز الكاتب "بيتر بيكر" ، تعليقا على قرار ترامب هذا ، أشار إلى أن الرئيس الأمريكي في ولايته الثانية في البيت الأبيض طرح المزيد من الأفكار الوقحة حول إعادة رسم خريطة العالم على غرار الاستعمار الغربي في القرن ال19."

بالفعل حل نظري وغير تقليدي بل نازي لمشكلة الإخوة الفلسطنيين و للعالم العربي تالياّ ، كونه "في السنوات الخمسين الماضية ، محاولات حلها على مستوى أعلى المؤسسات الدولية كانت فاشلة و جلبت الحروب ، يقول المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ، "ستيفن ويتكوف" ، إن "ترامب يعمل على تغيير الطريقة التي لم تكن ناجحة."

سياسة التهجير الجماعي كوريا بحق الشعوب في الشرق نتذكر عام 1917، التعاون اليهودي مع سلطة الاستعمار البريطاني في تنفيذ المشروع الصهيوني (إنشاء دولة) في فلسطين تمت عمليات تهجير من تل أبيب و يافا ، كما حدث ذلك مع الأرمن في الإمبراطورية العثمانية و مع اليونانيين في تركيا الجمهورية ، اما في التاريخ الاقرب ، لا تزال حية في ذاكرة الفلسطينيين النكبة عام 1948 كان عدد السكان أكثر من700 الف فلسطيني حوالي النصف تم طردهم من منازلهم و الآن ، إذا تم تنفيذ مشروع ترامب ، فقد تبدأ حرب أهلية جديدة في المنطقة ، بعد أن صرح وزير الدفاع الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" بأنه أمر الجيش "بإعداد خطة للمغادرة الطوعية لسكان قطاع غزة"، و عزز الاردن حدوده الغربية ، ردا على ذلك أعلنت إسرائيل إنشاء فرقة شرقية جديدة لحماية حدودها مع الأردن الذي (حذر) من أن نزوح السكان من غزة إلى الأردن هو " إيقاظ للتطرف الذي يزرع الفوضى في الشرق الأوسط و يعرض السلام بين المملكة و إسرائيل للخطر." و إذا بدأ اللاجئون الفلسطينيون في عبور الحدود بشكل جماعي ، فإن السلطات الأردنية ستغلقها ، و إذا حاول الإسرائيليون فتحها بالقوة ، فإن الأردن سيعتبر ذلك" عملا من أعمال الحرب." و ماذا انتم فاعلون يا (صاحب الجلالة)؟، بانتظار الموقف الاوضح للنظام المصري الذي سوف يحدد مصير مشروع رجل الاعمال( كوشنير- صهر ترامب ) صاحب المشروع الاستثماري الحقيقي وهو / الغاز/.

قد يعيد التاريخ نفسه كما كان في عام 1970م ، خلال الاشتباكات الدامية و استخدام الاسلحة الثقيلة و الدعم الاسرائيلي (التي دخلت التاريخ باسم "أيلول الأسود") بين المقاتلين للفلسطينين و الجيش الأردني، و اليوم في عمان ، يخشون من أن موجة جديدة من إعادة التوطين قد تؤدي مرة أخرى إلى تصاعد الصراع الأهلي و يخشى حدوث مسار مماثل للأحداث في لبنان.

خلال 15 يوما لا غير من رئاسته ، ادخل ترامب غزة مثل كابوس يقضي مضاجع أنظمة العرب من المحيط الى الخليج بشكل خاص تصريح ترامب بأن" الولايات المتحدة يمكن أن تأخذ قطاع غزة تحت سيطرتها المسلحة إذا لزم الأمر "، لكن البيت الأبيض أشار إلى أن إدارة الرئيس "جون بايدن" عرضت على الدول العربية نشر فيلق حفظ السلام الخاص بها في القطاع ، و هو ما رفضته ، و اعلنت إسرائيل أنها لن تقبل تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية و أي دولة أخرى على شروط إنشاء دولة فلسطينية !.

ما فعله ترامب هو ما تفعله صخرة رميت في بركة ماء راكدة و من ثم ترامب يقول " لا يوجد حاليا أي نقاش حول خطة للسيطرة على غزة و إنه يريد أن يرى الاستقرار في المنطقة و أن خطته ستضمن ذلك مضيفا: "لا نريد أن نرى الجميع يعودون ثم يغادرون بعد 10 سنوات" ، مشيرا إلى أن ما حدث في غزة في الأشهر الأخيرة يمكن أن يحدث مرة أخرى ، و يجب تجنب ذلك من خلال تطبيق خطتي و هي تجارية بحتة غيّر الصياغة فقط ، قائلا إنه "طرح خطة لغزة من وجهة نظر تجارية و سنتعامل معها بدقة " لإعطاء الفلسطينيين الأمل في مستقبل أفضل ، ربما بعيدا عن غزة التي مزقتها الحرب.

أما تصريح ترامب حول السيطرة العسكرية المحتملة على غزة و تهجير سكانها ربما لا يتجاوز رد الفعل على النصر التاريخي للفلسطينيين ، حيث أن المشروع " هو غطاء لمزيد من الخطوات في الشرق الأوسط للقضاء نهائيا على قدرة إيران و حزب الله في لبنان و الحوثيين في اليمن و غيرها من الجماعات المقاومة المسلحة في العراق التأثير على واقع المنطقة.

هدف ترامب الحقيقي اعتقد هو ضمان استقرار الهدنة في غزة و منع المزيد من التوترات لذلك ينبغي توقع التطورات المستقبلية قبل نهاية المرحلة الأولى من اتفاق السلام في غزة أو بعد الانتهاء منه و إطلاق سراح جميع الرهائن ، إذا لم يتم إحراز تقدم في المفاوضات في المرحلة الثانية ، فقد يبدأ نتنياهو حربا من جديد ، و من ثم سيتم توجيه رؤية ترامب للوضع و تقييمه هذه يعني ان "نتنياهو" سوف يستمر الى انتهاء فترة ترامب في ترأس الحكومة و مواكبة خطة "ترامب" في هذا السياق ، السياسيين في إسرائيل مقتنعون بأن "البيت الأبيض يلعب إلى جانب تل نتنياهو ، في هذا الصدد حذر رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية ، اللواء "شلومي بيندر" خلال مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية من أن " لعبة معقدة متعددة الاتجاهات يمكن أن تشعل المنطقة بأكملها."

بموازاة ذلك أعلن نتنياهو إرسال وفد إلى الدوحة للتفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة و بدوره ، أوضح السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة "جلعاد إردان" أن "أهدافنا واضحة للغاية ، يجب أن ننتظر بضعة أسابيع لمعرفة ما إذا كانت الحرب ستستأنف أو ما إذا كان ينبغي المضي قدما في المفاوضات "يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن نقل فرقه الثلاث العاملة في قطاع غزة إلى مواقع دفاعية لتعزيز حماية حدود غزة و النقب الغربي ، من ناحية أخرى ، اتهمت حماس إسرائيل بتعطيل بدء المرحلة الثانية من المفاوضات ، محذرة من أن اتفاق وقف إطلاق النار في خطر الانهيار وفقاً لأحد قادة هذه المجموعة 'باسم نعيم' ، " قد ينتهي الاتفاق تماما و ينهار."

اين العالم العربي و أنظمته من هذا كله !!؟

هذا العالم تشرذم و ضعف منذ عام 1979 نتيجة "اتفاقية كامب ديفيد" بين إسرائيل و مصر؛، ثم الأحداث الحالية في سوريا تظهر أن التشرذم بين الدول العربية مستمر و مستدام ، لذلك ترامب" واثق من قدرته على حل مشكلة تهجير الفلسطينيين مع مصر و الأردن ، بالضغط عليهم من خلال التهديد بتعليق المساعدات المالية و العسكرية، و الأخطر عدم التعاون الأمني و غيرها من الإجراءات, يعني أن "كراسيهم" ستصبح بلا حماية ، بينما العرب ليسوا قادرين على اتخاذ إجراءات عملية حاسمة في مواجهة أي تغيير جيوسياسي."

حتى الآن ، فشلت خطة إسرائيل بتقسيم قطاع غزة و فرض سيطرتها على شماله و حركة حماس ، التي وعد نتنياهو بإزالتها أضعفتها الحرب دون شك ، لكنها احتفظت بإمكانياتها العسكرية و السياسية و نفوذها في المنطقة.

و أخيرا فيما تعلق باقتراح نتنياهو المفاجىء للمملكة العربية السعودية لإقامة دولة فلسطينية على أراضيها سخر عضو مجلس الشورى السعودي من الخطة و نصح الرئيس ترامب بدلا من ذلك ان ينشر جنوده غزة الافضل ان ينتشرها في "ألاسكا" و غرينلاند " بعد ضمها و حذر من أن" الصهاينة و حلفائهم " لن يكونوا قادرين على التلاعب على القيادة السعودية من خلال الضغط الإعلامي و الابتزاز السياسي لذا فإن الأحداث الرئيسية في المنطقة لا تزال أمامنا، و لكن كيف لنا ان نعلم أن ما قاله هذا "العضو " هو موقف كل مجلس الشورى. و ولي العهد و نحن نرى ملك الاردن بهذه الحالة مع فرعون القرن الواحد و العشرين و الطلب منه تخصيص قطعة أرض لنقل الفلسطينين إليها.؟

تعودنا على زبائن واشنطن الرفض في العلن و في السرّ امر مختلف ، عندما تهدد عروش كل شيء يهون و يتأمن المخرج بكل تأكيد على حساب الفلسطنيين و حتى على حساب شعوب هذه الانظمة عملا بالمثل :

*مئة ٱم تبكي و لا ٱمي تبكي* و مع ذلك لا يوجد ضمانات لبقائهم ، قالها حسني مبارك : المتغطي بالامريكان عريان،حتى لم و لن يتركوا لهم ما يستر عوراتهم. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري