كتب الأستاذ حليم خاتون:
الذي يتابع الدكتور قاسم قصير يعرف جيدا كم هو هادئ، وكم هو مسالم هذا الدكتور...
حتى الدكتور قصير انفجر غاضبا من تصرفات كلاب الاستعمار في "آخر الزمن" هذا...
ما جرى قبل أكثر من ثلاثة عقود على جسر المطار، لن يمر هذه المرة؛ فليفهم من في رأسه شيء ولو قليل من عقل...
من يظن أننا أصبحنا لقمة سائغة ومكسر عصا "للّي يسوى واللي ما يسواش"، عليه إعادة التفكير قبل "أن يقع الفاس بالراس"...
من يريد أن يفهم هذا الكلام تهديدا...
نعم هو تهديد...
"راح الغالي اللّي كان العاقل بيناتنا"...
راح الذي كان باستطاعته تدمير كل فلسطين المحتلة في ساعات بآلاف الصواريخ لكنه لم يكبس الزر؛ لم يفعل ذلك لتجنيب أولاد الكلب في هذا الوطن ردة الفعل ليس إلا...
على كل،
"غلطة الشاطر بألف"...
أما نحن، فالذي كان يمكن أن يحصل في ردة فعل الناتو وأمريكا إذا ما تم تدمير إسرائيل؛ هو بالضبط، ما يحصل اليوم على أيدي والسنة أولاد القحبة من صهاينة العرب ولبنان...
افهموها "على بلاطة"،
نحن سيوف لا تعود إلى الأغماد...
على ليلى الاختيار، اذا لم اغلط بالإسم أن تعرف انها أقل من أن تكون إعلامية...
"اللّي بيتعامل" مع إسرائيل هو عدو حتى لو كان هاشميا، او علويا كمحمد السادس...
ليلى تلك التي استقبلها الرئيس عون بطلب من مملكة الذهب الأسود من مسودي الوجوه؛ لا تعرف انها و"سيد سيدها على قفا صرماية مقاوم من بلدي"...
تطلب بنت الأوادم :قليلة التربية والتهذيب" أن "يربّينا" صهاينة الداخل...
"فشرتِ انتِ وسيد سيدك"!!!
على الرئيس عون أن يعرف إنه أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما أن يكون رئيسا وطنيا لبنانيا،
وإما أن يمشي على درب الرؤساء العملاء الذين سوف يسقطون إن عاجلا أم آجلا...
على دولة الرئيس نواف سلام أن يعرف ان ماضيه المُشَرّف في حركة فتح، وفي اليسار اللبناني، لا يشكل درعا واقيا بشكل كافِِ أمام غضب الوطنيين فعلا، واليساريين فعلا...
حتى انطوان زهرا وقف موقفا أكثر جرأة وأكثر وطنية من الرئيس ومن دولة الرئيس حين دعا الجيش اللبناني الى التقدم صوب النقاط التي يريد الاحتلال البقاء فيها والاشتباك مع العصابات الصهيونية وتحرير هذه المواقع بغض النظر عن موازين القوى...
على الجيش أن يكون جيشا وطنيا بامتياز وإلا "ستين عمرو ما" يكون هناك "هيك" جيش...
ان يقف معتوه من المحسوبين على هذا الجيش إلى جانب عاهرة صهيونية يستعرضان سلاح المقاومة الذي سُلّم "طواعية" إلى الجيش اللبناني عوضا عن السلاح الممنوع من قبل أميركا يا عبيد أميركا...
هذا موقف لا شرف فيه ولا كرامة ولا بالتأكيد سيادة...
سنة ٧٥ قام عميل متخفي من الCIA داخل الجيش اللبناني باغتيال الشهيد القائد الناصري معروف سعد الذي كان يقود مظاهرة الصيادين في صيدا ضد شركة "بروتيين" لاحتكار صيد الأسماك التي كان كميل شمعون الجد أحد مالكيها...
عناصر الجيش الذين افتعلوا مشكلة أمس ضد أهل الوطن وأبناء الوطن يجب معاقبتهم بالطرد من صفوف الجيش لأن هذه التصرفات سوف تؤدي إلى ما أدى اليه اغتيال المناضل معروف سعد...
الذي يستند إلى دعم الأميركيين في ارتكاب الخزي والعار؛ عليه ان يتذكر شاه إيران والرئيس الفيليبيني ماركوس وبن علي في تونس وحسني مبارك في مصر...
هل هذا ما يريده الرئيس؟
هل هذا يريده دولة الرئيس؟
هل هذا ما تريده طيور البوم وغربان الشؤم من نواب لا يتوقفون عن إهانة اكثر من نصف الشعب اللبناني؟
أين حقارة مارك ضو من وطنية الياس جرادي؟
أين نذالة شارل جبور من وطنية غدي فرنسيس؟
هناك ولاد أصل، وهناك كلاب سوف "يتعربشون" يوما على طائرة هليكوبتر من فوق سطح السفارة الأميركية او يركضون وراء طائرة شحن تقلع من مدرج مطار بيروت كما حدث في كابول...
كل هذا "كوم"، وموقف حزب الله "كوم"!
بعد ما حصل قبل ثلاثة عقود على طريق جسر المطار حين عض الحزب على الجراح من اجل الوطن؛
بعد كل المواقف المخزية لعملاء أميركا في لبنان طيلة زمن الحرب الأميركية البريطانية الألمانية على لبنان خلال اكثر من خمسة عشرة شهرا...
بعدما تبين مدى تورط حلف الناتو وقيادته الوسطى التي تضم تركيا واليونان وقبرص وترتبط ارتباطا وثيقة بالخليج والعدو الصهيوني...
يجب الآن إعادة نظر شاملة...
مضى زمن إهداء النصر لحثالة الأوطان...
مضى زمن الذهاب إلى الدوحة للعودة بطائف اكثر طوباوية من طائف الحرب الأهلية...
لطالما ردد المناضلون محذرين من أن خسائر عدم خوض الحرب أكثر بآلاف المرات من الخسائر التي سوف تنجم عند خوضها...
ضحى السيد نصرالله بنفسه وإخوانه وأتباعه ومناضليه لمنع الخراب عن هؤلاء "البجم!!!"...
ماذا كانت النتيجة؟
هل كان هناك حتى كلمة عرفان لهذه التضحية؟
قرأت لإحدى "مساطيل الاستسلام المقنع" تعليقا على استحالة السلام مع عدو أرعن يرتكب الإبادة بحماية كاملة من الغرب، وتواطئ من معظم النظام العالمي تهددنا بالسحق اذا لم نقبل السلام مع العصابات التي تستبيح الشرق الأوسط...
نحن فهمنا...
تماما كما فهمها قبلنا عماد مغنية،
تماما كما فهمها ارنستو تشي غيفارا،
كما فهمها كل مقاوم جمّد خمس فرق عسكرية على حافة ااجدود مع فلسطين مع كل تكنولوجيا الناتو وأقمار أميركا الصناعية وطائرات التجسس البريطانية من قبرص واليونان، وغواصات ألمانيا التي تحاصر لبنان...
نحن نرى حقائق ساطعة سوف تضيء الطريق لكل المناضلين:
*إسرائيل شر مطلق...
السلاح زينة الرجال...
إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت...
الإمبريالية نمر من ورق...
في الميدان يُكرم المرء أو يهان...
ما ضاع حق وراءه مطالب...
وللحرية الحمراء باب،
بكل يد مُضرّجة يُدَق...



