عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
أصدر أفيخاي أدرعي أمس البلاغ التالي : "في وقت سابق من اليوم أغارت طائرة لسلاح الجو لإزالة تهديد وقضت على ناشط عسكري لحزب الله في منطقة عيتا الشعب في جنوب لبنان بعد ان تم رصده يتعامل مع وسائل قتالية".
وادّعى أدرعي أنّ الجيش "يواصل العمل لإزالة أي تهديد وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
وإذا راجعنا كافة بلاغات وبيانات أدرعي َمنذ بدء العدوان خلال فترة ما يُسَمى" بوقف إطلاق النار "وحتى اليوم، فإن لازَمة "َمواصلة العمل لإزالة أي تهديد وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، تتكرر في كافة إصداراته.
فلنراجع سويًا الأوضاع الميدانية والسياسية في كل لبنان خلال فترة "وقف إطلاق النار" بموجب ما أسموه زورًا وبهتانا إتفاقيةوقف إطلاق النار.
فمن الناحية القانونية لا يمكن تسمية الإعلان عن وقف إطلاق النار بالإتفاقية لأن كافة ما اتفق عليه لم يتم التوقيع من الجهات التي شاركت في التوصل إلى الإتفاق على الأوراق التي وزعها مدير عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكية ممهورة بختمه على الجهات المعنية.
وعلى أرض الواقع تم تسجيل الوقائع التالية :-
1- حرية تصرف مطلقة لجيش العدو بالعدوان على كل ما يشكل "تهديدًا له بنظره" ولا تزال هذه الحرية سارية المفعول حتى اليوم.
2- منع الدولة اللبنانية من القيام بأي عمل حتى القيام بحق الرد المشروع بموجب نصوص إتفاقية وقف إطلاق النار المزعومة؛ ولا يزال هذا المنع ساري المفعول أيضًا حتى اليوم.
وبالتالي فقد وضع أدرعي الدولة في موقف ضعيف جدًا، والمسؤولية لتوضيح الموقف حول تصريحات أدرعي: "مواصلة العمل لإزالة أي تهديد وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، محصورة بين رئيس الحكومة السابق ورئيس الجمهورية جوزاف عون كونهما يمارسان صلاحيتهما خلال فترة وقف إطلاق النار.
فنتنياهو شن عدوان إبادةٍ توراتية على غزة ولبنان مستعيرًا عبارة "لا تنسوا مَا فعله عماليق بكم"، من التوراة في العدوان على غزة، واستعمل عبارة: "وسننتصر عليهم كما أنتصرنا على هامان"، في عدوانه على رفح. وأما في لبنان فكان العدوان لأن المقاومة باتت تمثل تهديدًا وجوديًا للكيان المؤقت وهو يعتبر اللبنانيين جميعًا غوييم يجوز قتلهم أثناء الحرب.
وقد إدّعى أدرعي أنّ الجيش "يواصل العمل لإزالة أي تهديد وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
واعترف أدرعي بأن حرب الإبادة التوراتية لا تزال مستمرة وهذه الحرب لا تخضع لكافة القوانين الوضعية.
وفي خطوة فريدة ذكّرت السلطاتُ الثلاثُ في لبنان عقِبَ اجتماعٍ عقدتْه أمس في القصرِ الرئاسي، ذكّرت كُلاً من الولاياتِ المتحدة وفرنسا بالبيانِ المشتركِ الصادرِ عشيةَ إعلانِ وقفِ الأعمالِ العدائيةِ في السادس و العشرين من نوفمبر الماضي، والقاضي بعملِ الولايات المتحدة وفرنسا مع إسرائيل ولبنان لضمانِ تنفيذِ الاتفاقِ وتطبيقِه بالكامل.
ففاقد الشيء لا يعطيه؛ ففي الأسبوع الماضي حضرت السفيرة الأَمريكية إلى دارة الرئيس بري وأبلغته بنية بقاء قوات الإحتلال في خمس نقاط بدلًا َمن الضعط عليه للإنسحاب حسب نص القرار 1701.
ولا بد من التذكير بما حصل في أيام العدوان وفي أيام وقف إطلاق النار من إستباحة العدو لسيادة الدولة اللبنانية بمباركة ودعم كامل من أمريكا؛ والتي تعتبر من الناحية القانونية والإنسانية شريك كامل في كافة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبها في لبنان، وفلسطين المحتلة.
فأمريكا نسفت القانون الدولي الإنساني حتى تستمر إسرائيل في تحقيق حربها التوراتية.
فإسرائيل تعتبر كل الذين لا يدينون باليهودية "غوييم"؛ مباحي الدم ويجوز قتلهم.
َُفبإنتظار توضيح الدولة ماهية التفاهمات مع العدو كما يدّعي أدرعي أو نفيها.