كتب حليم خاتون:
ترسيم الحدود، خطوة ناقصة...
البراهين أن "الصيت" في لبنان، لحزب الله والفعل لغيره أكثر من أن تُعّد أو تُحصى. حتى لو ألّف الحكومة دعيبس، سوف تقول أميركا والسعودية: أنها حكومة حزب الله.
لم يفهم اللبنانيون المعادلة لبنان عدو وجودي للكيان الصهيوني وإكراما لهذا الكيان لن يُسمح لهذا البلد أن يتنفس ولن يسمح له أي ازدهار أو نمو.
حتى إذا جاء رجل السعودية أشرف ريفي، رئيسا لحكومة لبنان، مهمته سوف تكون إخضاع البلد بالكامل لمصلحة إسرائيل، وفي كل الأحوال، هو لن يخالف ابن سلمان، وسوف يحول البلد إلى حديقة خلفية للكيان.
تصور أن شقيقين حصلا على قطعة أرض عليها بيت بالوراثة من والدهما.
في غفلة من الزمن، جاء رجل مافيا وأخذ الجزء المخصص لأحدهما؛ وكان على وشك أن يضع يده على كل البيت.. إلا أن الشقيق الثاني تنبّه للأمر واستطاع الدفاع عن معظم حصته.. في الأرض، شجرة زيتون، كان الشقيقان يقتسمان رزقها.
كيف يمكن قطف الزيتون بعد سيطرة رجل المافيا على أكثر من نصف الأرض والبيت؟
جاء رئيس المافيا الكبير الذي لا تُرد له كلمة، والذي عجز، هو ورجاله، عن إجبار الرجل العنيد لتقاسم الرزق مع رجل المافيا باعتباره المالك الجديد لنصف الأرض والبيت.
هل يقبل الرجل العنيد بالقسمة، مع ما يعنيه ذلك من اعتراف بعملية الاغتصاب التي حصلت؟
وماذا عن أخوه وأولاد أخيه الذين يسكنون إحدى الغرف عنده، على أمل استرجاع حقوقهم يوما.
بعد وفاة الرجل العنيد، انقسم أولاده إلى فريقين.
فريق يريد الإتفاق مع المافيا، تحت شعار "بدنا نعيش".
وفريق آخر لا زال يأمل أن يستعيد، هو وأولاد عمه، الجزء المغتصب من الأرض والبيت، لأن الحق يجب أن لايضيع.
وفي النهاية، أولاد عمهم أمانة في رقابهم.
لو كانت هذه القصة حصلت مع أي منّا، لكان،الشرف والمروءة والإيمان والإنسانية ورابط الدم، حتّمت علينا رفض المساومة وحمل السلاح لطرد الظالم المحتلّ، حتى ولو وقف الكون كله معه.
إذا كان الموقف من قطعة أرض وبيت، تطلبت هكذا موقف مبدئي، فماذا عن وطن كامل، فيه مهد المسيح وكنيسة القيامة، ومن أرضه، عرج نبي الإسلام إلى السماء.
الموقف المبدئي: لا مساومة.
"عمرها، وستين زمانها شجرة الزيتون أن تُقطف".
لعنة الله على من أوصل البلد إلى هذا المأزق وهذا الفقر.
ولكن المبدأ لا يُخرق، حتى ولو ضربنا الجوع.
تستطيع كلودين عون أن تبيع كلاما معسولا للصهاينة.
هنيئا لها سلام الأذلاء.
أما الاحرار، أما أهل العز من جبل العز في عامل، فلن يرضوا.
ترسيم الحدود، مثل قسمة شجرة الزيتون، تكون بين الشقيقين وأولادهما.
تستطيع الحكومة اللبنانية أن تفعل ما تريد.
لكن ما تفعله الحكومة غير شرعي.
الطرف الآخر في الترسيم يجب أن يكون فلسطينيا.
نحن، أحرار لبنان، لن نعترف بأي شيء يحصل.
ليست مزايدة على المقاومة.
إنّه المبدأ.
والمقاومة، لم ولا ولن تساوم على المبدأ.
المطلوب من الإخوة في غزة عدم الصمت.
المطلوب منهم بعض الجنون.
قد يكون صوتنا اليوم ضعيفاً، لكنّ الحق يعلو، ولا يعلى عليه.